سياسة تركية

أردوغان يسعى لاغتنام الفرصة.. هذا ما اقترحه على بوتين

تسعى تركيا للوساطة بين روسيا وأوكرانيا- جيتي

تنأى تركيا بنفسها عن الانضمام إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، وتسعى جاهدة في الوساطة لوقف الحرب الجارية على أوكرانيا.

 

وأمس الاثنين، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، عن اجتماع سيعقد بين وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا في أنطاليا الخميس المقبل.

 

وأوضح تشاووش أوغلو، أن أولوية بلاده هي وقف الصراع في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى جهود تركيا في هذا الصدد.

 

وكشفت وسائل إعلام تركية، كواليس الاتصال الذي جرى بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الأحد الماضي.

 

وبحسب قناة "NTV" فقد أبلغ الرئيس التركي نظيره الروسي، بأنه من الممكن اللجوء إلى الروبل الروسي أو اليوان الصيني أو الذهب بالإضافة إلى اليورو الأوروبي والدولار الأمريكي في المعاملات التجارية بين البلدين.

 

وأشارت إلى أن بوتين أبلغ أردوغان بأنه سيعطي التعليمات بشأن توجيه 30 سفينة عالقة في بحر أزوف محملة بزيت عباد الشمس والقمح.

 

الكاتب عبد القادر سيلفي في تقرير على صحيفة "حرييت" أشار إلى أن أردوغان طالب في حديثه مع بوتين بوقف إطلاق النار، قائلا: "دعنا نمهد الطريق معا من أجل السلام".

 

اقرأ أيضا: وزيرا خارجية روسيا وأوكرانيا يلتقيان في أنطاليا بوساطة تركية

 

وتابع الكاتب بأن موسكو شريك تجاري مهم للغاية لأنقرة، وتعمل أكثر من 3 آلاف شركة تركية في روسيا، وتستضيف تركيا حوالي خمسة ملايين سائح روسي، ونما حجم التجارة بين البلدين بشكل كبير، متجاوزا الـ32.5 مليار دولار.

 

وأضاف أن أردوغان كشف للمجلس الإداري لحزب العدالة والتنمية، تفاصيل حديثه مع بوتين، مقترحا له: "نحن ثلاثة دول من الممكن أن نتعامل بالمعاملات التجارية بعملاتنا المحلية الروبل الروسي واليوان الصيني والليرة التركية والذهب".

 

وتابع الكاتب، بأن الموقف التركي غير معروف كيف سيبدو مع اشتداد العقوبات الغربية على روسيا، لكن أردوغان بهذا الاقتراح يمد يده بشكل تاريخي إلى روسيا التي تم فصلها عن النظام الدولي وعزلها، وفي الوقت ذاته يقوم بخطوات لتحويل الأزمة إلى فرصة لتركيا.

 

وأضاف أن روسيا المعزولة عن العالم، قد تنظر إلى خيار مثل تركيا إلى جانب الصين.

 

وأشار إلى أن أردوغان قال مع بداية الحرب إنه لن يتخلى عن روسيا ولا أوكرانيا، وأن هدف بلاده تحقيق السلام.

 

وأوضح أردوغان في اجتماع حزبه، أنه عبّر لبوتين عن أن الحرب خطأ، وأنه لا يعتقد بأن الغزو الروسي صحيح، لكنه أبدى تفهمه لبوتين قلق روسيا على الحدود، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة وقف إطلاق النار والبحث عن حلول.

 

واقترح أردوغان على بوتين، أن يعقد اجتماعا بين وزيري خارجية البلدين في أنطاليا، ووافق بوتين على المقترح بحسب الكاتب.

 

وأعرب أردوغان، في لقائه مع بوتين، عن رغبته في السماح بخروج 30 سفينة تركية محملة بالأغذية لا يسمح لها بالمغادرة في بحر آزوف، كما أنه أشار إلى أن نظيره الروسي أعطى التعليمات بشأن ذلك.

 

وذكر سيلفي أن أزمة زيت عباد الشمس في تركيا ناجمة عن سيطرة روسيا على بحر آزوف ولم تسمح للسفن هناك بالمغادرة بما فيها 30 سفينة تركية.

 

اقرأ أيضا: تحديات خطيرة تواجه علاقات تركيا وروسيا بسبب حرب أوكرانيا
 

وكشف أن أردوغان انتقد عقوبات فرضت على فنانين روس، قائلا: "العقوبات على الفن مسار غير صحيح، هذا لا يختلف عما فعله النازيون، هذه ليست طريقة لمحاربة الاحتلال".

 

ويعبّر أردوغان عن أنه لا يعتبر الغزو صحيحا، وفي ذات الوقت يرى أنه يجب أخذ الحساسيات الروسية بعين الاعتبار، ويحافظ على موقف محايد نشط، لكنه يقترح التعاون الاقتصادي مع الصين لروسيا المعزولة اقتصاديا عن العالم، ساعيا لتحويل الأزمة إلى فرصة، بحسب ما ذكر الكاتب.

 

الخبير التركي برهان الدين دوران، في تقرير نشرته صحيفة "صباح"، أشار إلى أنه على الرغم من أن الرئيس الفرنسي ماكرون عقد اجتماعا مع بوتين، فإن من الواضح أن فرنسا لم تصل إلى مرحلة أن تكون وسيطة.

 

وعلى الرغم من أن الرئيس الفرنسي ماكرون عقد اجتماعا مع بوتين، فإن من الواضح أن فرنسا ليست على وشك الوساطة، كما أن دولا عدة تبرز في هذا الإطار وهي تركيا والصين والهند و"إسرائيل".

 

وأكد أن الاسم الذي يمكن أن يثق به الزعيمان المتحاربان هو أردوغان الذي عرض الوساطة باستمرار منذ بداية الأزمة الأوكرانية.

 

وباعتبارها واحدة من الدول المتضررة من هذه الحرب، لا تريد تركيا أن تخسر كلا من روسيا وأوكرانيا.

 

وأضاف دوران، أن موقف أنقرة واضح، حيث إنها تدعو إلى سحب القوات الروسية، وتدعم استقلال ووحدة الأراضي الأوكرانية، وتواصل التعاون الدفاعي مع أوكرانيا وتقدم لها الطائرة المسيرة "بيرقدار تي بي2"، وأغلقت المضائق بموجب اتفاقية "مونترو" عن كلا الجانبين المتحاربين.

 

وأوضح أن تركيا لا تشارك في مسار عملية عزل روسيا الكبيرة والعقوبات وشيطنة بوتين، ويريد أردوغان أن يبقى في وضع يسمح له بإقامة علاقة ثقة مع موسكو وكييف في ذات الوقت، وهذا الموقف يعد قيما لكافة الأطراف (روسيا وأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي) للخروج من الأزمة.