حذّرت
السعودية أكبر مصدّر للبترول في العالم، الإثنين، من أنّ هجمات
الحوثيين في اليمن التي
تستهدف منشآتها
النفطية تشكّل "تهديدا" لإمدادات النفط في الأسواق العالمية.
ويأتي
تحذير المملكة الخليجية غداة إعلانها عن تسبّب هجوم شنّه الحوثيون على جنوب السعودية
بخفض إنتاج مصفاة نفط تابعة لشركة أرامكو بعد هجمات متعددة استهدفت منشآتها النفطية
ليل السبت الأحد، في وقت تشهد أسواق الخام توترات على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.
وعلى عكس السياسة
السعودية المتبعة والقاضية بالتعتيم على الهجمات التي يشنها الحوثيون على المملكة، نشرت صحيفة
"عرب نيوز" السعودية الناطقة بالإنجليزية، فيديو للحريق الذي اندلع في محطة
توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة "أرامكو" في جدة، إثر هجوم شنه
الحوثيون.
ويظهر
في الفيديو تصاعد أعمدة الدخان من أحد خزانات المحطة، حيث أكد تحالف دعم الشرعية في
اليمن، أنه لم يسفر عن إصابات أو خسائر بشرية.
ونقلت
وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله إنّ "السعودية
تعلن أنها لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية في ظل الهجمات
التي تتعرض لها منشآتها النفطية من المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران".
واعتبر
أن هذه "الهجمات التخريبية تشكل تهديداً مباشراً لأمن الإمدادات البترولية في
هذه الظروف بالغة الحساسية التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية"، فيما تجاوز سعر
الذهب الأسود حاجز المئة دولار للبرميل أكثر من مرة أخيرا.
وحضّ
المصدر السعودي المجتمع الدولي على "الوقوف بحزم" ضد هجمات المتمردين التي
قد تؤدي إلى "التأثير على قدرة المملكة الإنتاجية وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها".
وشنّ
المتمردون الحوثيون هجمات متعددة بطائرات مسيّرة استهدفت محطة توزيع منتجات بترولية
في جنوب المملكة مساء السبت ومعمل للغاز الطبيعي ومصفاة نفط في ينبع في غرب المملكة
فجر الأحد، ومحطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة أرامكو في جدة في غرب السعودية
مساء الأحد.
وأدّى
الهجوم على مرافق "شركة ينبع ساينوبك للتكرير" (ياسرف) في غرب المملكة إلى
"انخفاض مستوى إنتاج المصفاة بشكلٍ مؤقّت"، على ما أعلنت وزارة الطاقة السعودية
الأحد.
وأشارت
الوزارة إلى أنه سيتم "التعويض عن هذا الانخفاض من المخزون" من دون أن تحدّد
كمية الإنتاج التي تسبب الهجوم في توقفها، علما أنّ طاقة المصفاة التكريرية تبلغ
400 ألف برميل يوميا.
ويشنّ
الحوثيون المدعومون من إيران هجمات على المنشآت النفطية ومرافق البنى التحتية في السعودية،
التي تقود تحالفا عسكريا في اليمن دعما للحكومة المعترف بها دوليا التي تخوض نزاعا
داميا ضد الحوثيين منذ منتصف 2014.
وأدت
الحرب إلى مقتل وإصابة مئات الآلاف وسببت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم
المتحدة.
والسعودية
أحد أكبر منتجي ومصدري النفط في العالم، وتقود مع روسيا تحالف "أوبك بلاس"
الذي يضم مجموعة البلدان المصدرة ودولا من خارجها ويتحكم بكميات الإنتاج في السوق.
وقد رفضت ضغوطات أمريكية لزيادة الإنتاج بهدف خفض الأسعار.
والقرار
السعودي نابع من رغبة المملكة في المحافظة على التحالف النفطي مع روسيا، لكنه يعود
أيضا إلى خلافات مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن خصوصا مع رفض واشنطن تصنيف الحوثيين
منظمة إرهابية.