ما تفتأ دولة
الاحتلال توجه بين حين
وآخر اتهاماتها إلى
المناهج الدراسية
الفلسطينية بزعم أنها تمارس التحريض على
تنفيذ الهجمات الفدائية من جهة، وتربي الأجيال الفلسطينية على رفض الاحتلال،
وكراهيته، وعدم الاعتراف به، من خلال ما يدرس لها في الكتب المنهجية، وجميع
المساقات الدراسية.
مع العلم أن المناهج الدراسية
الإسرائيلية زاخرة بالمعاني التحريضية والمفاهيم العنصرية، ولا تتورع تلك المناهج
عن إطلاق أوصاف سيئة ومشينة ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين، دون أن تحظى بإدانة
دولية.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة
يديعوت أحرونوت، ذكر في تقرير ترجمته "عربي21" أن "دراسة أكاديمية
إسرائيلية جديدة أجراها معهد أبحاث IMPACT-SE وهو معهد يحلل محتوى
الكتب المدرسية التي تطبعها وزارة التعليم الفلسطينية والأونروا، زعمت تزايد
معدلات التحريض على العنف في المناهج الفلسطينية، بما يحطم الأرقام القياسية، سواء
من خلال تمجيد منفذي الهجمات المسلحة من جهة، ومن جهة أخرى الحث على واجب
"الجهاد من أجل تحرير فلسطين"".
وأضاف أن "هذه المعاني منتشرة في
جميع المساقات الدراسية: الجغرافيا والتاريخ والرياضيات والفيزياء واللغة العربية
والتربية الدينية، بما يعزز مسألة استهداف الإسرائيليين، وزيادة المستويات الأكثر
راديكالية من الكتب المدرسية السابقة، بزعم أن استعراض أكثر من 10 آلاف صفحة من
المناهج الجديدة الفلسطينية يكشف عن مزيد من الدروس التي تحرض على الجهاد، وتروج
لمعاداة السامية بصورة علنية".
من الأمثلة التي يوردها البحث
الإسرائيلي أن طلاب الصف العاشر في المدارس الفلسطينية يتلقون تعليمات تحرض على
مهاجمة الاحتلال، انطلاقا من مبدأ أن "الجهاد من أجل تحرير فلسطين واجب شخصي
على كل مسلم"، أما طلاب الصف السابع فيأخذون في درس الرياضيات طريقة للإحصاء
تتعلق بحساب أعداد الشهداء الذين ماتوا في الانتفاضات ضد إسرائيل، في حين يتعلمون
نظرية الجاذبية لنيوتن من خلال استخدام فكرة مقلاع رشق الحجارة، وكيف يكون أكثر
سرعة إذا تم مضاعفة قوته.
فضلا عن ذلك، يرصد المعهد الإسرائيلي
ما يقول إن الطلاب الفلسطينيين يتعلمون قوانين الاحتمالات من خلال الاستعانة
بعمليات إطلاق النار على السيارات الإسرائيلية، لا سيما تلك الخاصة بالمستوطنين على
طرقات وشوارع الضفة الغربية، وعند الحديث عن المعادلات يلجأ الكتاب المدرسي لمذبحة
الحرم الإبراهيمي، ويُطلب من الطلاب حساب عدد الشهداء والجرحى في المجزرة، كي
يعرفوا أن عدد الجرحى يبلغ خمسة أضعاف عدد الشهداء.
يزعم البحث الإسرائيلي الذي أشرف عليه
البروفيسور ماركوس شيف أن التحريض ضد الاحتلال ليس جديدًا في المناهج الدراسية
الفلسطينية، لكنها المرة الأولى التي يوجد فيها توجيه واضح، فضلا عن زيادة في
المظاهر "اللاسامية"، مع العلم أن هذه المناهج تقدر كلفة طباعتها أكثر
من 200 مليون يورو، مما يدعو إسرائيل لمطالبة الاتحاد الأوروبي بإزالة المحتوى
الذي يحض على كراهية الاحتلال من الكتب المدرسية الفلسطينية كشرط لاستمرار هذا الدعم.