قال المحلل السياسي ومقدم برنامج "جي بي أس" على شبكة سي إن إن، فريد زكريا، إن الحفاظ على الحصار الاقتصادي المسلط على روسيا يكمن في إقناع الولايات المتحدة للمملكة العربية السعودية بزيادة إنتاج النفط.
وأكد مقدم برنامج "جي بي أس" أن السبيل الوحيد للمحافظة على الضغط على روسيا، دون التأثير على الاقتصاد العالمي، هو بتخفيض أسعار النفط، والطريقة الوحيدة للقيام بذلك هو دفع أكبر منتج في العالم، المملكة العربية السعودية، ودول خليجية أخرى مثل الإمارات والكويت، لزيادة الإنتاج.
وأوضح الصحافي الأمريكي أن الحكومة الأمريكية أمامها خيارات أخرى على غرار تخفيف العقوبات على فنزويلا والاتفاق النووي الإيراني، منوها إلى أن السعودية والإمارات رفضتا زيادة الإنتاج، رغم العديد من المحاولات الأمريكية، على حد تعبيره.
وتابع زكريا: "هذا الموقف يحيلنا إلى المعضلة الأساسية، ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.. ففي الماضي، وصف بايدن السعودية بأنها منبوذة، ولم يجتمع رسميا مع ابن سلمان.. بينما رفض ولي العهد السعودي الطلب الأمريكي لزيادة إنتاج النفط، ومضى لتقوية علاقاته مع روسيا والصين".
وقال الإعلامي الأمريكي: "خلال الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة، ستحاول القوات الروسية توسيع سيطرتها على المناطق الشرقية بأوكرانيا.. الطريقة الوحيدة للخروج من هذا الصراع هي ضغط كاف على روسيا؛ لإجبارها للذهاب إلى طاولة المفاوضات، والسعي نحو تخفيف العقوبات، مقابل صفقة سلام".
وأشار مقدم برنامج "جي بي أس" والمحلل السياسي، إلى أنه "إذا بقيت أسعار النفط فوق الـ100 دولار للبرميل أو ترتفع أكثر، فهذا يعني أن أوروبا ستدخل في حالة ركود، والاقتصاد العالمي بأكمله سيشهد هبوطا بمعدلات النمو، ما يعني انهيار التحالف ضد روسيا، وهذا بالتأكيد ما يأمله فلاديمير بوتين".
اقرأ أيضا: "وثائق روسية": أرقام خطيرة تهدد الاقتصاد والإنتاج النفطي
أزمة في روسيا
وبينت وثائق حصلت عليها وكالة "رويترز"، ونسبتها إلى وزارة الاقتصاد الروسية، الأربعاء، تكهنات حكومية بأرقام خطيرة تهدد روسيا في ظل الحرب الأوكرانية.
وجاء في إحدى الوثائق أن روسيا تتوقع أن ينكمش الاقتصاد بنسبة 8.8 في المئة في عام 2022، في سيناريو أساسي، أو بنسبة 12.4 في المئة في ظل سيناريو أكثر تحفظا، وهو دليل آخر على تأثير ضغوط العقوبات.
وفي وثيقة أخرى نشرتها الوكالة ذاتها، أظهرت أن روسيا قد تشهد تراجعا في إنتاجها النفطي، بما يصل إلى 17 بالمئة في 2022، في الوقت الذي تكافح فيه البلاد العقوبات الغربية.
وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وقوى غربية أخرى، حزمة عقوبات ضد روسيا، على خلفية غزوها لأوكرانيا في الرابع والعشرين من شباط/ فبراير الماضي.
وحاولت روسيا التخفيف من وطأة العقوبات؛ من خلال إجراءات عدة اتخذتها لحماية اقتصادها من الانهيار، إلا أن عددا من التقارير أكدت أن الإجراءات لن تصمد، وأن العقوبات بدأت تلقي بأثقالها على الاقتصاد الروسي.
دعم أمريكي لاجتماع أممي حول "مصير الفيتو" بمجلس الأمن
بوتين: المفاوضات مع أوكرانيا وصلت إلى طريق مسدود
أمريكا تتحدث عن تعيين روسيا قائدا جديدا لحربها بأوكرانيا