رمزية زيارة أردوغان للمملكة السعودية تتجلى في أن خريطة العلاقات في المنطقة تتشكل بعد عشر سنوات -هي عمر ثورات الربيع العربي- من رسمها، أكد ذلك تصريح الرئيس التركي للصحفيين في أثناء عودته من زيارة المملكة بأن زيارة للقاهرة ممكنة خلال الفترة القادمة
السياسة لا تحتمل البطء، ولأن هناك أجهزة تعمل وعروشا تحمى ومليارات تنفق وأسيادا يقبضون، فإن التأخر في علاج المرض سواء بتغيير البيئة أو الاستشفاء من العادات الخاطئة وصولا لبتر الأعضاء التي ستسبب تسمم الجسد وتقتله؛ يعني بالنتيجة نهاية الثورة وزوالها
المصلحة هي العنصر الحاكم في اتخاذ القرار والانتقال بين مربعات السياسة، هذه التحركات تستوجب أوراق ضغط لإزاحة العناصر من على رقعة اللعب للحلول محلها بما تقتضي تلك المصلحة، هذه الأوراق قد تكون داخلية مدفوعة بشرعية الإنجاز المبني على عدة أعمدة، أهمها الأمن والاقتصاد، وقد تكون خارجية وتؤثر على الداخل
والأجدر في ذلك، لو أن أحدهم وعى محددات السياسة وقرأ المشهد بعناية وشخّص الأسباب، لتوصل للنتائج لا شك؛ ما يجعله يسكت في مواضع السكوت، ولا يمارس عادة التبرير التي تهلكه وتهلك من وراءه، لو لم يتحرك هو الآخر ليكون عنصرا فاعلا في المعادلة، بدلا من اختياره الذي اختار بأن يكون عنصرا خاملا أو محايدا
الثورات العربية لا تحتاج إلا أن تفتح الباب للإبداع، ما يعني فرصة أكبر للشباب وضخ دماء جديدة في قيادة المرحلة، فالبدائل متاحة ومساحة المناورة ممكنة، لكن أزمتنا الحقيقية، في فتح المسارات لتلافي الصدمات وخلق فرص للاختراق وتحقيق النتائج
هل تغير أردوغان أم تغيرت الموازين الدولية؟!