قالت صحيفة التايمز إن يوم النصر الروسي، إما
أن يكون عيدا لنصر فلاديمير بوتين أو ذكرى لانكساره، بسبب ما يجري في أوكرانيا.
وقالت الصحيفة إن التقليد بالاحتفال بيوم
النصر، الذي تم تدشينه في ظل النظام السوفييتي بعد الحرب العالمية الثانية، وجد وصمم
لردع الغرب من خلال عرض خشن للآلة الحربية الروسية، حيث يتم دعوة ملحقي الدفاع،
حتى من الدول الغربية، ويمكن رؤيتهم وهم يدونون ملاحظات حول أبراج الدبابات
وقاذفات الصواريخ.
وكان يوم النصر الأول في حزيران/ يونيو 1945،
عندما سار 40 ألف جندي أمام ستالين، قبل أن يتغير التاريخ ليصبح 9 أيار/ مايو هو
يوم النصر.
وأضافت أنه في التسعينيات، وبعد نهاية الحرب
الباردة وتفكك الاتحاد السوفييتي، بدأ العرض وكأنه فقد أهميته قبل أن يعود بوتين
ليحييه. كان هدفه واضحا: تعزيز احترام الذات الوطني مع الحفاظ على الشعور
بالتضحية. كان الأمر يتعلق بالمسؤولية التاريخية للقيادة العسكرية للدفاع عن الوطن
الأم وواجب جميع الروس للقيام بواجبهم عند الحاجة.
اقرأ أيضا: رويترز: بوتين سيوجه تحذير "يوم القيامة" إلى الغرب في 9 مايو
ورأت أن التناقض واضح وكذلك النذير السياسي.
ففي موسكو، بالقرب من الميدان الأحمر، هدير وقعقعة آلة الحرب الروسية للعرض فقط. أما في ماريوبول وعشرات المدن والبلدات الأوكرانية الأخرى، تعتمد
القوات الروسية على قصف المدنيين والمتعاقدين العسكريين لتحقيق أي نوع من التقدم.
قال الجيش الأوكراني إنهم استولوا على الزي
العسكري الرسمي للجنود الروس القتلى، الذين كانوا مقتنعين للغاية بأنهم في 9 مايو سيذهبون إلى ماريوبول المحررة.
وأضافت الصحيفة: "النصر هذا الاثنين يبدو
وكأنه يوم نصر بعيد المنال.. إذ يوصف بأنه اللحظة التي يخبر فيها فلاديمير بوتين
البلاد أنها ليست منخرطة في عملية عسكرية خاصة، لكنها في الواقع في حالة حرب مع
جار قومي متطرف وعسكري يعمل كدمية لحلف شمال الأطلسي. وسيجد العديد من الروس صعوبة
في التعرف على هذا الوصف. إذ سيتذكرون دور أوكرانيا داخل الاتحاد السوفييتي،
والأخوة السلافية، والتجارة الصاخبة. لكنهم بدلا من السؤال عن السبب المحتمل الذي
قد يضطر الناتو إلى مهاجمتنا، فسيتساءلون عن المؤامرة الشريرة التي تسمم العقول
الأوكرانية".
ورأت التايمز أن المشكلة هذا العام، تكمن في "أنك
عندما تكون قائدا يصوغ السياسة عن كثب حول الاحتياجات العسكرية، فأنت تتحمل أيضا
مسؤولية مشاركة اللوم عندما تأتي النتيجة السلبية. ولقد تجاوز بوتين النقطة التي
يستطيع فيها أن ينأى بنفسه عن قادته ويعلن تطهيرا كبيرا لمؤسسة الجيش. إنهم إذا
فشلوا، فإنه يفشل".
وقالت إن هذا هو السبب في أن يوم النصر هذا
حساس للغاية بالنسبة لبوتين، فهو ليس مجرد محور تصعيد وحشد شامل، وتهديد الأسلحة
النووية التكتيكية، ونشر الحرب بطريقة تهز الناتو.. بل يتعلق الأمر بإثبات أنه
يتفهم ويمكنه التعامل مع القضايا الخمس: النقص في الجنود الجاهزين للمعركة، مدى
عمق هذه الحرب دون تنفير الرأي العام، خطر قيام المعارضة بتشكيل حملة سياسية لوقف
الحرب تمتد من المدن إلى المقاطعات التي تعود إليها جثث الجنود، الطبقية العسكرية
والتنمر على المجندين الجدد في الثكنات، وأخيرا تسييس أجهزة المخابرات التي جعلت
الغزو مثل هذه الفوضى.
NYT: روسيا تواجه انتكاسة في أوكرانيا مع ذكرى يوم النصر
كيف تكسب بعض الأطراف المال من العملية العسكرية في أوكرانيا؟
بلومبيرغ: تركيا ستدفع ثمنا باهظا لموقفها الحيادي من أوكرانيا