سجلت غالبية العملات المشفرة هبوطا عنيفا خلال الأيام القليلة الماضية، قبل أن تشهد انتعاشة طفيفة خلال تعاملات اليوم الجمعة، وسط حالة من الذعر تجتاح أسواق "الكريبتو" عقب انهيار العملة المستقرة تيرا يو إس دي (TerraUSD) والتي يرمز لها بـ(LUNA)، وهي واحدة من أكبر العملات المشفرة في العالم.
وأعلن الفريق المطور لعملة "لونا"، الجمعة، إيقاف تعاملات الشبكة رسميا، بعد أن فقدت العملة 99.97 بالمئة، وانهيار سعرها إلى 0.000089 دولار خلال تعاملات الجمعة وفقا لموقع "كوين ماركت كاب" مقابل نحو 82 دولارا قبل أسبوع.
وقال الفريق المطور للعملة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن هذا الإيقاف جاء لمنع هجمات محتملة على الشبكة.
وأضاف: "تم إيقاف Terra blockchain رسميا عند الكتلة 7607789، حيث أوقفت Terra Validators الشبكة للتوصل إلى خطة لإعادة تشكيلها"، مؤكدا أن أي تحديثات إضافية سيتم الإعلان عنها.
وبعد سلسلة من الخسائر التاريخية التي تعرضت لها عملة بتكوين المشفرة الأكبر والأكثر انتشارا في العالم على مدار الأسبوع الماضي، انتعشت بشكل طفيف خلال تعاملات الجمعة، وارتفعت قرب 30 ألف دولار مسجلة 29.892 دولارا بنسبة ارتفاع بلغت نحو 1 بالمئة، وفقا لـ"كوين ماركت كاب"، لكن العملة لا تزال منخفضة أكثر من 17 بالمئة خلال الأيام السبعة الماضية.
وتلقت بتكوين ومنافستها الأصغر إيثر، التي فقدت أكثر من نصف قيمتها السوقية هذا العام، أحدث ضربة نتيجة الانهيار الذي حدث هذا الأسبوع في عملة "لونا".
والخميس، تراجعت بتكوين إلى مستوى منخفض بلغ 25401.05 دولار، وهو الأدنى منذ 28 كانون الأول/ديسمبر 2020.
وخلال الجلسات الثماني الماضية خسرت بتكوين ثلث قيمتها، أو ما يعادل 13 ألف دولار. وتراجعت قيمتها 45 بالمئة هذا العام.
وكانت بتكوين قد بلغت ذروة 69 ألف دولار في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 ما يعني أنها فقدت ثلثي قيمتها منذ ذلك الحين.
والعملات المستقرة أو الثابتة هي عملات رقمية مرتبطة بقيمة أصول تقليدية مثل الدولار الأمريكي. وهي تحظى بشعبية في أوقات الاضطرابات في أسواق العملات المشفرة وغالبا ما يستخدمها المتداولون لتحريك الأموال والمضاربة على العملات المشفرة الأخرى.
وتراجعت إيثر ثاني أكبر عملة مشفرة في العالم نحو 15 بالمئة خلال تعاملات الخميس إلى 1700 دولار في أدنى مستوى لها منذ حزيران/يونيو 2021، قبل أن ترتفع خلال تعاملات الجمعة بنحو 2.19 بالمئة إلى نحو 2000 دولار.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن عالم العملات المشفرة دخل في انهيار كامل الأسبوع الماضي وسط عمليات بيع واسعة، مشيرة إلى أن الانخفاض المتسارع لعملات مثل بتكوين وإيثيريوم، يمكن أن تختفي معه أي مكاسب مالية لمدة عامين بين عشية وضحاها.
وتعرضت عملة "التيثر"، أكبر عملة مستقرة والتي يقول مطوروها إنها مدعومة بأصول بالدولار، للضغط أيضا وانخفضت إلى 95 سنتا، الخميس، وفقا لبيانات "كوين ماركت كاب"، لكنها عادت بسعر دولار واحد، الجمعة.
وأدى البيع إلى خفض القيمة السوقية العالمية للعملات المشفرة إلى النصف تقريبا منذ تشرين الثاني/نوفمبر، لكن التراجع تحول إلى حالة من الذعر في الجلسات الأخيرة مع الضغط على العملات المستقرة، بحسب الصحيفة الأمريكية.
والعملات المستقرة هي الرموز المميزة المرتبطة بقيمة الأصول التقليدية، غالبا بالدولار الأمريكي، وهي الوسيلة الرئيسية لنقل الأموال بين العملات المشفرة أو لتحويل الأرصدة إلى نقود تقليدية ورقية.
وصلت لحظة الذعر إلى أسوأ إعادة تعيين في العملات المشفرة منذ انخفاض عملة البتكوين بنسبة 80 بالمئة عام 2018. ولكن هذه المرة، كان لانخفاض الأسعار تأثير أوسع لأن المزيد من الأشخاص والمؤسسات يحتفظون بالعملات.
وقال منتقدون إن هذا الانهيار طال انتظاره، في حين قارن بعض المحللين التحذير والخوف ببداية الأزمة المالية لعام 2008، وفقا لـ"نيويورك تايمز".
وقال دان دوليف، المحلل الذي يغطي شركات التشفير والتكنولوجيا المالية في مجموعة "ميزوهو" لصحيفة "نيويورك تايمز" إن "هذا مثل العاصفة المثالية".
وخسر سوق العملات المشفرة نحو 900 مليار دولار من قيمته السوقية خلال شهر واحد، وفقا لـ"كوين ماركت كاب"، بعد أن تراجعت خلال تعاملات الجمعة إلى 1.3 تريليون دولار، مقابل 2.2 تريليون دولار سجلتها الشهر الماضي.
البرتغال.. ملاذ ضريبي للمستثمرين بالعملات المشفّرة
جمهورية أفريقيا الوسطى تعتمد "بتكوين" كعملة قانونية
الدولار يتجه لتسجيل أكبر مكاسب شهرية في 6 سنوات ونصف