يعقد مجلس النواب اللبناني الجديد، الأحد، أولى جلساته، حيث يتصدر انتخاب رئيس جديد للبرلمان ونائب له جدول الأعمال، وسط رفض لإعادة انتخاب نبيه بري.
وبحسب اتفاق عام 1990، فإنه يترأس مجلس النواب مسلم شيعي، حيث يرأس نبيه بري، حليف حزب الله، البرلمان منذ عام 1992، فيما قال مراقبون لإذاعة "صوت أمريكا" إن نوابا إصلاحيين وآخرين في المجلس التشريعي الجديد يرون أن بري جزء من مشكلة طويلة الأمد تتعلق بالفساد وحزب الله المدعوم من إيران.
وبحسب المراقبين، فإن ما لا يقل عن عشرة نواب مستقلين، و19 نائبا آخرين من "القوات اللبنانية"، لا يريدون أن يحتفظ رئيس مجلس النواب بمنصبه، حتى التيار الوطني الحر برئاسة الرئيس ميشال عون يعارض ترشيح بري.
وقال حبيب مالك من الجامعة اللبنانية الأمريكية لـ"صوت أمريكا" إن "هذا البرلمان الجديد يود أن يرى بري، الذي ظل موجودًا منذ ما يقرب من الثلاثة عقود، يحل محله زعيم شيعي آخر".
وتابع: "هناك دعوات متصاعدة ضد بري، والكثير من النواب الجدد لن يصوتوا له. ولكن هنا مرة أخرى حيث يمكن لحزب الله أن يلعب الحيل ويحاول استحضاره".
دانيا قليلات الخطيب، من معهد عصام فارس في الجامعة الأمريكية في بيروت، قالت بدورها لإذاعة "صوت أمريكا" إن "جميع النواب الشيعة إما من حزب حركة أمل السياسي بزعامة بري أو حزب الله، لذلك فإن من غير المرجح أن يكون هناك نائب شيعي مستقل".
وتابعت: "هل سيصوتون لبري ليصبح رئيسا للبرلمان مرة أخرى؟ يقولون إن بري يسعى لحفظ ماء الوجه، حيث إنه سيعلن تقاعده إن خسر. سيقترح أن يكون أحد رجاله رئيسا للبرلمان، يمكنه التحكم بنسبة 100 بالمئة".
وفي وقت سابق، أعلن زعيم "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أن نواب كتلته لن ينتخبوا نبيه بري رئيس المجلس المنتهية ولايته، زعيم حركة أمل.
وأكد أن أي مرشح لهذا المنصب يجب أن يتعهد بضمان اتخاذ القرارات الاستراتيجية من الحكومة والدولة.
وقال: "لدى القوات مواصفات واضحة جدا لرئيس مجلس النواب لا تنطبق على الرئيس نبيه بري، وعلى أي مرشح جديد أن يتعهد بتطبيق النظام الداخلي للمجلس حرفيا".
في المقابل، قال ميشال موسى، عضو الكتلة النيابية لحركة أمل في مجلس النواب اللبناني برئاسة بري، إنه "في هذه المرحلة الحاسمة، تتواصل الكتل النيابية مع بعضها البعض للتعبير عن مواقفها من ترشيح بري، في حين أن من الطبيعي أن يترشح بري".
وأمام البرلمان اللبناني 15 يوما لانتخاب رئيس له، فيما ستكون هذه الولاية السابعة لنبيه بري في حال إعادة تزكيته.
وبدون انتخاب رئيس مجلس النواب، فإنها ستتعطل عملية تكليف رئيس وزراء جديد لتشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة.
وتصدرت "القوات اللبنانية" بزعامة سمير جعجع نتائج الانتخابات التشريعية بعد فوزه بـ19 مقعدا، متقدما على حزب "التيار الوطني الحر" برئاسة جبران باسيل، صهر الرئيس عون، بـ18 نائبا.
وتعتبر هذه الانتخابات الأولى من نوعها منذ انتفاضة 2019، فيما يعاني لبنان من أزمة اقتصادية غير مسبوقة، أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلا عن شح في الوقود والأدوية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
اقرأ أيضا: قراءة في نتائج انتخابات لبنان.. من الفائز ومن الخاسر؟
وبحسب اتفاق الطائف المبرم في 1990 الذي أنهى الحرب الأهلية في البلاد، فإن البرلمان اللبناني يضم 128 عضوا مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، يتوزعون على المذاهب وفق الآتي: للموارنة 34 نائبا، للسنة 27 نائبا، للشيعة 27 نائبا، للروم الأرثوذكس 14 نائبا، للروم الكاثوليك 8 نواب، للدروز 8 نواب، للأرمن الأرثوذكس 5 نواب، وللعلويين نائبان، ونائب واحد لكل من الأرمن الكاثوليك والإنجيل والأقليات.
اليسار ينهي عقدا من حكم المحافظين في أستراليا
معهد واشنطن: ما قصة "ملك الكبتاغون" الذي يحميه حزب الله؟
انتخابات رئاسية "دموية" بالفلبين.. وهجمات على مراكز اقتراع