كشف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن قوات بلاده ستشرع قريبا في استكمال إنشاء المناطق الآمنة، على الحدود المشتركة مع سوريا بعمق 30 كيلومترا.
وأكد أن العمليات ستبدأ بمجرد انتهاء تحضيرات الجيش والاستخبارات والأمن، مشيرا إلى أن الهدف "إقامة مناطق آمنة" في شمال سوريا.
وكانت تركيا قد نفذت عملية "نبع السلام" في شمال شرق سوريا ضد الوحدات الكردية المسلحة في 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2019.
وأسفرت العملية بعد تعليقها في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، وفق اتفاق تركي-أمريكي، أعقبه بأيام اتفاق تركي-روسي، عن السيطرة على منطقة تزيد مساحتها على 4 آلاف كيلومتر مربع، بطول يصل إلى 150 كيلومترا، وتضم قرابة الـ600 منطقة سكنية، موزعة على أرياف محافظة الرقة الشمالية، ومحافظة الحسكة الغربية.
وترى تركيا أن الولايات المتحدة ورسيا لم يفيا بوعدهما بسحب الوحدات الكردية المسلحة من المنطقة الآمنة.
الخبير التركي مته سوهتا أوغلو، في حديث لـ"عربي21"، أكد أن تركيا استكمالا لعملياتها شمال العراق، تستعد لشن عملية عسكرية ضد الفرع السوري لمنظمة العمال الكردستاني خلال الفترة المقبلة، مشددا على أن العام المقبل سيكون هو تاريخ انتهاء المنظمة الكردية بفروعها في سوريا والعراق.
اقرأ أيضا: هل تمتد العملية التركية إلى معقل "الكردستاني" في قنديل؟
وأضاف لـ"عربي21"، أن المرحلة الأولى من العمليات ضد وحدات حماية الشعب الكردية قد تبدأ نهاية أيار/ مايو الجاري، وقد تتركز في مناطق عين عيسى وتل رفعت ومنبج.
وتابع بأنه قد تكون عملية متزامنة أو في مرحلة ثانية، عمليات تطال المناطق الشرقية لرأس العين في شمال شرق سوريا.
وحول إمكانية القيام بعملية عسكرية بتنسيق مع الولايات المتحدة وروسيا، أوضح الخبير في الأمن الاستراتيجي أن أنقرة تبلغ هذين البلدين بعملياتها وسحب قواتها قبل ساعة من بدئها، مؤكدا أنها ليست بحاجة لإجراء أي تنسيق في إطار آخر.
وحول العوائق التي تواجه العملية العسكرية التركية المرتقبة، أوضح الخبير أن المليشيات الإيرانية المتواجدة في عين عيسى وتل رفعت قد تقدم الدعم لوحدات حماية الشعب الكردية، كما أن المليشيات ونظام الأسد قد تزيد من الهجمات جنوب وشرق إدلب.
ونوه إلى أن تركيا بعمليات شمال العراق وسوريا، تهدف إلى تحويل المنطقة الممتدةعلى الشريط الحدودي بين تركيا وكل من العراق وسوريا بعمق 30 كم.
الكاتب التركي كورشات زورلو، في تقرير على "خبر ترك"، رأى أن تصريحات أردوغان تدلل على إمكانية استكمال المرحلة المتبقية من عملية "نبع السلام".
وتابع بأنه بالنسبة لمثل هذه العمليات، فهي بحاجة إلى تحضير سياسي جيد يأخذ بعين الاعتبار الجهات الفاعلة الأخرى في الميدان. والتوازنات التي يمكن أن تحققها تركيا في الداخل والخارج، وكذلك المخاوف الأمنية هي التي ستحدد ما إذا كانت ستجرى هذه العملية بسرعة أو بشكل تدريجي خلال شهور.
ونتيجة للتهديدات المتزايدة لأمن الحدود التركية؛ فقد أطلقت أنقرة عمليتها العسكرية في 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، وكان الأساس القانوني لها هو "الحق في الدفاع عن النفس" بموجب المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة.
اقرأ أيضا: ما تفاصيل مشروع أردوغان لإعادة مليون لاجئ إلى سوريا؟
وذكر الكاتب أن الهدف لعملية "نبع السلام" التي لم تكتمل، هو تدمير الممر الإرهابي على طول الحدود الجنوبية، وضمان عودة السوريين إلى تلك المناطق.
وأشار إلى أن الاتفاق مع الولايات المتحدة وروسيا عقب بدء عملية "نبع السلام" لم يتحقق بشكل كبير، ولم تنسحب الوحدات الكردية المسلحة من المناطق الشرقية والغربية للمنطقة الواقعة بين تل أبيض ورأس العين والتي سيطرت عليها تركيا وأوقفت عندها العملية.
ونوه إلى أن الولايات المتحدة ذهبت إلى أبعد من ذلك من خلال تثبيت أركان وحدات حماية الشعب الكردية في شرق الفرات.
ورأى أن المهم بالنسبة لعملية عسكرية تركية مرتقبة هو موقف روسيا التي حولت أنظارها بشكل كبير إلى أوكرانيا، بالإضافة إلى مسار العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا والمناقشات الجديدة الجارية في حلف الشمال الأطلسي بشأن تركيا.
وبالنظر إلى تصريحات أردوغان الأخيرة، فإن التقييمات الأولى لها، تشير إلى أن العملية العسكرية الجديدة من شأنها أن تنشئ منطقة آمنة بعمق 30 كم على طول خط الحدود مع تركيا وتوحد مناطق "درع الفرات" بمناطق عمليات "نبع السلام".
وأضاف أنه يمكن القول إن عين العرب ومنبج سيكونان أكثر مناطق العمليات أهمية، من أجل ضمان عودة السوريين، مشيرا إلى أن هناك بعض الجنود الروس والنظام السوري في منبج، لكن وحدات حماية الشعب الكردية هي الجهة المؤثرة في تلك المنطقة، كما أن الجنود الروس يتمركزون في بعض القواعد التي أخلتها الولايات المتحدة.
أردوغان يعلن عن معركة جديدة شمال سوريا لإنشاء منطقة آمنة
مقتل جندي تركي متأثرا بجراح أصيب بها شمال سوريا
مقتل جندي تركي وإصابة 3 آخرين جراء قذائف أطلقت من سوريا