قال رئيس وفد المعارضة السورية في مباحثات "أستانا"، أحمد
طعمة، إن الجولة الـ18 من المحادثات تركز على 5 ملفات رئيسية تتمثل في نتائج
اللجنة الدستورية، وإدخال المساعدات الإنسانية، والمعتقلين، وانتهاكات النظام
السوري، والعملية العسكرية التركية المحتملة في شمال غرب سوريا.
وانطلقت اليوم الأربعاء الجولة الـ18 من محادثات أستانا في العاصمة
الكازاخية نور سلطان، بحضور وفود من الدول الضامنة (تركيا- روسيا- إيران).
وأوضح طعمة، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن الجولة الـ18 ستناقش
"الاستعصاء الذي تم خلال محادثات جنيف المتعلقة باللجنة الدستورية، وعدم
تعاطي النظام بجدية مع هذا الملف"، مؤكدا أن الجميع يعلم بعدم رغبة النظام
السوري في السير قدما نحو المسار الدستوري المُقرر من الأمم المتحدة، ولا يقتنع
بالحلول الوسط، وليس لديه أي رغبة في الحل.
وبين أن الملف الثاني سيناقش موضوع إدخال المساعدات عبر الحدود، من
أجل تغيير وجهة نظر الروس في هذه القضية، بعد تصريحات الجانب الروسي حول إمكانية
استخدام حق الفيتو لمنع إدخال المساعدات، وهو أمر له ضرره الكبير على الشعب السوري
كله.
ولفت إلى أن "القضية الثالثة التي ستتم مناقشتها بجدية كبيرة هي
ملف المعتقلين والمغيبين والمختفين قسريا؛ مشيرا إلى أن مجموعات العمل الخاصة التي
تم إنشاؤها في "أستانا 8" كانت نتائجها محدودة، ودون المأمول.
وأردف: "في الجولة الماضية كل الوفود أبدت طرحا بأنه ينبغي
الوصول إلى نتيجة في قضية المعتقلين، ورغم كل عراقيل النظام فقد قُدّمت لنا وعود بأنه
سيحصل شيء جديد في هذا الملف، ولكن حتى الآن لم يحصل شيء جدي، والكل يعرف أن ما
يُسمى بالعفو إنما هو أمر شكلي لا يرقى إلى مناقشة القضية الأساسية".
وأشار إلى أن النظام السوري ينظر إلى هذه القضية نظرة سلبية، ولا يريد
أن يعترف بأن لديه آلاف السجناء، سواء من السياسيين أو الذين اعتقلهم بطريقة غير
شرعية، مؤكدا أن المعارضة ستضغط على الدول كافة من أجل إيجاد مخرج لهذا المأزق.
وذكر أن القضية الرابعة التي تناقشها مباحثات "أستانا 18"، هي
"مسألة معالجة الانتهاكات التي يقوم بها النظام بين الفترة والأخرى بالرغم من
أن الهدوء النسبي قد بدأت تظهر نتائجه منذ اتفاق تثبيت خطوط التماس، ووقف إطلاق
النار في 5 آذار/ مارس 2020، لكن استمرار هذه الانتهاكات لا بد أن نجد لها
مخرجا".
وأضاف: "ينبغي أن يتم الضغط الشديد على النظام للتوقف عن هذه
الانتهاكات؛ لأن هذا من مصلحة الشعب السوري بأكمله، ويؤسس لمرحلة جديدة من الهدوء".
اقرأ أيضا: "أستانا 17" يركز على محاربة "الإرهاب" والانفصاليين في سوريا
وحول القضية الخامسة، أوضح طعمة أنها تتمثل في "ملف العملية
العسكرية التي تحدث عنها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان؛ فالاستعدادات جاهزة من
قِبل الجيش الحر لتنفيذ هذه العملية، والتي من الممكن أن تُنفذ في أي وقت قريب،
لكن لم يُحدد موعدها بالضبط، والهدف من هذه العملية هو قطع دابر مليشيات PYD،
وإيقاف الانتهاكات التي تقوم به هذه الفصائل، والعناصر الإرهابية المرتبطة بتنظيم PKK الإرهابي".
وأكد أن رئيس وفد المعارضة لمحادثات أستانا، سيضغط بشدة من أجل تنفيذ
قرارات الأمم المتحدة، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن رقم 2254، باعتباره المخرج الوحيد
الذي يمكن الوصول من خلاله إلى نتائج إيجابية للشعب السوري بأكمله.
وحول توقعاتهم لنتائج هذه الجولة الجديدة، قال: "نحن دائما من
المتفائلين بحذر، ولكن هذا لا يعني أننا ليس لدينا آمال تُعلق على هذه الجولة؛ فقد
رأينا من خلال الجولات السابقة أنه في كل جولة يتحقق شيء، صحيح أنه شيء محدود لكن
يمكن البناء عليه، ومع استمرار الضغط فإننا نأمل أن نصل إلى تقدم واضح في كل
المسارات السابقة التي تحدثنا عنها".
وبخصوص ما أثير مؤخرا من أحاديث حول احتمالية عقد الجولة المقبلة من
مباحثات السلام في إيران، فقد لفت طعمة إلى أن "هذا ليس مطروحا في ما يتعلق
بالوفود التي نشارك فيها، لأن المطروح هو عقد جولة خاصة بالرؤساء (الرئيس التركي،
والرئيس الروسي، والرئيس الإيراني)، وهذه مسألة طبيعية، بأن تُعقد لقاءات بين
رؤساء الدول لمناقشة القضايا الكبرى، والملف السوري هو أحد تلك القضايا".
وأضاف: "لكن في ما يتعلق بمشاركة الوفود، ومشاركتنا نحن فلم يطرح
هذا الموضوع من قبل. الوفود تشارك في جولات مُرقمة، بدأت في 23 كانون الثاني/
يناير عام 2017 وتأخذ رقما، وهذه هي الجولة 18، وكل هذه الجولات تُعقد في عاصمة
كازاخستان. مرتان فقط أجريت المباحثات في سوتشي، وهذه الجولة ستكون في نور سلطان،
وفق الأجندة التي طرحتها آنفا".