تنتهي مدة الآلية الأممية المحددة لتوصيل المساعدات عبر الحدود التركية إلى الشمال السوري في الأسابيع المقبلة، وسط تخوفات من رفض روسي لإقرارها بسبب التطورات الدولية وتداعيات الحرب على أوكرانيا.
وفي تموز/ يوليو 2021، اعتمد مجلس الأمن القرار 2585، وسمح بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا عبر "معبر باب الهوى" التركي حتى 10 تموز/ يوليو 2022 حيث ينتهي "التفويض الاستثنائي".
صحيفة "خبر ترك" في تقرير لها قالت إن المساعدات الإنسانية الدولية هي شريان الحياة بالنسبة للملايين المحاصرين في إدلب شمال سوريا.
وأضافت أن أزمة إدلب، عادت من جديدة بشكل أكثر خطورة هذا العام، حيث يعتمد أربعة ملايين شخص هناك على المساعدات التي تمر عبر معبر "جلفا غوزو" الحدودي في منطقة الريحانية بولاية هتاي.
وقد تصل هذه المساعدات الأممية إلى إدلب إذا سمحت روسيا بذلك، لكنها قد تستخدمها كورقة مساومة في الحرب الأوكرانية.
اقرأ أيضا: أعضاء بمجلس الأمن يطالبون بتمديد المساعدات عبر الحدود لسوريا
ويتم تسليم ما بين ثمانمائة إلى ألف شاحنة من المنظمات الدولية، وحوالي ألف شاحنة من جمعيات الإغاثة التركية وتحمل مواد غذائية وأدوية وغيرها كل شهر إلى إدلب عبر المعبر الحدودي، وإذا لم تسمح روسيا باستمرار الآلية فقد تحدث كارثة إنسانية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية روسية، أن موسكو لن تسمح بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى إدلب عبر البوابة التركية، وعليه فقد تصبح "الحدود التركية باكستانية، ما قد يتسبب في تداعيات خطيرة بالنسبة لتركيا.
وتتحجج روسيا لردع المنظمات الإغاثية من خلال الادعاء بوجود "إرهابيين" في إدلب، و"أن هيئة تحرير الشام المتطرفة هي التي تسيطر هناك"، ولكن ثلاثة ملايين من أصل أربعة يقطنون في مخيمات اللاجئين، وأكثر من 95 بالمئة هم مدنيون وجميعهم بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
ويعد مخيم أطمة للاجئين بجوار المعبر الحدودي لتركيا، أحد المخيمات التي تعاني أسوأ الظروف في العالم، ويفتقر إلى البنية التحتية وسط انتشار للأمراض في المخيم.
وكان من المفترض أن يتخذ مجلس الأمن الدولي قراره بشأن تمديد عمل آلية المساعدات للشمال السوري، وفي عام 2020 استخدمت موسكو "الفيتو" وسمحت بتمديد عمل الآلية لإيصال المساعدات عبر بوابة واحدة فقط، وتم تمديد العمل لمدة عام واحد فقط.
وذكرت الصحيفة أن العام الحالي يختلف، إذ تستخدم روسيا هذه القضية فقط كورقة مساومة في ظل حربها على أوكرانيا.
وفي الماضي، كان ينظر إلى إدلب أنها مخزون الحبوب السوري، ومع ذلك لم يتبق الكثير منه، بسبب حالة النزوح من المزارعين، وقيام اللاجئين ببناء مخيمات فوق مناطق الحقول.
وقبل اندلاع الحرب على أوكرانيا، كان هناك نقص في القمح في جميع أنحاء سوريا، والأزمة العالمية الآن تفاقم الوضع، وهناك نقص حاد في الخبز والسكر والوقود، والظروف المعيشية الإنسانية في إدلب السيئة سوف تنجر إلى واقع أسوأ.
وإذا أغلقت روسيا الباب أمام إدلب، "فستتحول الأمور إلى الجحيم مرة أخرى في سوريا، وستواجه تركيا خطر نزوح لأربعة ملايين سوري تجاهها.
وتصر روسيا على إيصال المساعدات إلى مناطق الشمال السوري عبر دمشق التي تسعى لتوسيع نفوذها على المناطق التي لا تخضع لسيطرتها.
وإذا كان إيصال المساعدات إلى الشمال السوري يتم عن طريق النظام السوري، فإنه سيستخدمها لأغراض سياسية.
روسيا وتركيا تبحثان "ممرا آمنا" لنقل الحبوب الأوكرانية
روسيا تأمل أن تحجم تركيا عن شن هجوم في شمال سوريا
شركتها المصنعة: طائرة بيرقدار التركية "مطلوبة عالميا"