بعد مرور ثماني سنوات على أسر المقاومة
في غزة للجنديين الإسرائيليين خلال حرب غزة 2014، تتواصل الانتقادات الإسرائيلية
الموجهة لجيش الاحتلال لعدم القدرة على استعادتهما من أيدي المقاومة، لأنه يرفض
دفع الأثمان لإبرام صفقة تبادل أسرى، رغم توالي الوعود الإسرائيلية، ولكن دون
جدوى.
آخر هذه الانتقادات جاءت على لسان والد
الضابط الإسرائيلي الأسير هدار غولدن، الذي اتهم المؤسسات السياسية والأمنية
والعسكرية في دولة الاحتلال، بأنها تواصل الاستسلام المستمر لحماس، وأن قيادة
الجيش ووزير الحرب بيني غانتس ذاته فرّطا فيهما، ولم يبذلا مزيدا من الجهود
الحقيقية لإطلاق سراحهما من أسر حماس.
سيمحا غولدن ذكر في مقاله بصحيفة
يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أن "إحياء الذكرى السنوية للحرب
على غزة، دون أن نسترد أسرانا من أيدي حماس، يجعل وقوف رئيس الدولة ورئيس الوزراء
ووزير الحرب ورئيس الأركان في قاعة الاحتفال، وينظرون مباشرة للعائلات الثكلى، دون
تقديم بشرى حقيقية لهم، مصدرا لتنامي العار والفضيحة، لأنهم يعلمون أن اثنين من
جنودهم لا يزالان في أسر العدو، وعامًا بعد عام، ينمو العار كلما انكشف عدم
استعداد الدولة لاستعادتهما، وهي التي أرسلتهم إلى ساحة المعركة".
اقرأ أيضا: غانتس يجتمع مع عباس للتنسيق الأمني بشأن زيارة بايدن
وأضاف أن "جميع قادة الدولة
الواردة أسماؤهم أعلاه، خاصة بيني غانتس، يتحملون المسؤولية عن تلويث إحدى القيم
الأساسية للجيش الإسرائيلي، وهي قيمة استعادة الأسرى الذين يقعون في أسر العدو،
وهو سلوك مثير للشفقة وللاشمئزاز، لأن قوات جفعاتي والمظليين والدروع والقوات
الخاصة والنخبة لم تتجرأ أن تتقدم في مدينة رفح حين الحرب لاستعادة الجندي من أسر
حماس، ولم يسارعوا لإنقاذ صديقهم الذي تم اختطافه عبر النفق".
وأشار إلى أن "غانتس حضر إلى بيت
عائلة غولدن منذ ثماني سنوات، لكنه أثبت أن كلماته كانت جوفاء، بما فيها التعهد
بإحضاره لدفنه في إسرائيل، وبالتالي فإن الجيش سيبقى يحمل ندبة في جبينه طالما بقي
الجنديان في أسر حماس، واللافت أن الدولة لم تتخذ مزيدا من العقوبات ضدها للضغط
عليها لإعادة الأسرى الإسرائيليين، ما أشار إلى سلوك يتسم بالجبن من الحركة،
ودليل على الهزيمة التي لحقت بنا منها، والفشل المشين أمامها، بل وممارسة الكذبات
الشنيعة".
رغم انتقاد عائلات الجنود الأسرى لدى
المقاومة للحكومة والجيش بعدم إنجاز صفقة تبادل، فإن أحد كوابح الأخيرة في عدم
التسرع لإبرام صفقة جديدة مع حماس يعود إلى أنها أطلقت في صفقات التبادل السابقة
أكثر بكثير مما حصلت عليه من أسراها لدى الفلسطينيين والعرب، ما جعل مسألة إبرام
صفقات تبادل أسرى جديدة مع المقاومة مثيرة للجدل في صفوف الإسرائيليين.
ويتصاعد الخلاف حول هذه الصفقة بين
الجمهور الإسرائيلي وقيادته السياسية وكبار مسؤوليه الأمنيين، وهذا الجدل بات
متوترا للغاية بين ما يسمونه القيم الوطنية لإعادة الأسرى، وجلب الجثث للدفن في
إسرائيل، وتآكل القدرة التفاوضية للدولة من صفقة إلى صفقة، وربما أسوأ من ذلك، ما
يؤدي إلى تآكل مكانة دولة الاحتلال الأمنية الاستراتيجية، ووضعها في الساحة الدولية.
قلق إسرائيلي من "عناق الدب" بين لابيد وماكرون
صحيفة عبرية: هذا هو هدف بايدن الأساس من زيارته للمنطقة
ضابط إسرائيلي: التردد أمام حماس يمنحها إنجازات على حسابنا