كثفت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حملات اعتقال الشباب في مناطق سيطرتها شمال شرق سوريا، بهدف التجنيد الإجباري، كما زادت حالات اختطاف الأطفال لذات الغرض، بالتزامن مع زيادة المؤشرات على اقتراب العملية العسكرية التي تعتزم تركيا تنفيذها شمال سوريا.
وفي الأسبوع الأخير داهمت قوات أمنية تابعة لـ"قسد" مناطق في الحسكة والرقة وريف دير الزور الشرقي، واعتقلت عشرات الشبان، لإلحاقهم في صفوف قواتها.
وقال الصحفي في موقع "الطريق" عهد الصليبي، إن وتيرة التجنيد من قبل "قسد" زادت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة.
وأضاف لـ"عربي21" أن الحواجز التابعة لـ"قسد" في الرقة تعتقل الشباب وتسوقهم إلى مقر "الفرقة 17" التي تعتبر من أكبر معسكرات ما يسمى بـ"الدفاع الذاتي".
ويرجع الصليبي زيادة التجنيد إلى إدراك "قسد" أن المعركة القادمة تحتاج إلى عدد كبير من الجنود، وكذلك تحسبا من حدوث انشقاقات داخل قواتها، وخاصة من المقاتلين من أبناء العشائر العربية.
وحسب الصحفي فإن "قسد" التي تعيش حالة من التخبط تريد زيادة عدد المقاتلين في صفوفها، لا سيما أن غالبية المقاتلين العرب أعلنوا رفضهم المشاركة في صد العملية العسكرية التركية.
اقرأ أيضا: مجلس عسكري يرفض المشاركة مع "قسد" بصد العملية التركية
والإثنين أكدت الأمم المتحدة، استمرار "قسد" في التجنيد الإجباري للأطفال ضمن صفوفها، وذكر تقرير صادر عن الأمانة العامة للأمم المتحدة، حمل عنوان "الأطفال والنزاعات المسلحة لعام 2021"، أن "قسد" جندت 221 طفلاً في صفوفها عام 2021.
ولفت التقرير إلى مقتل 55 طفلاً في سوريا على يد وحدات الحماية العمود الفقري لـ"قسد" ومقتل 18 آخرين على يد تنظيمات تابعة لها مثل "الأسايش" و"قوات تحرير عفرين".
وأكد المتحدث باسم "تيار المستقبل" الكردي وعضو "المجلس الوطني الكردي" علي تمي لـ"عربي21" أن الغرض من حملات التجنيد هو التحضر للتعامل مع موجة انشقاقات متوقعة داخل صفوف "قسد" مع بدء العملية العسكرية التركية.
ويضيف أن "قسد" تعاني من أزمة سياسية وعسكرية، وخاصة بعد ظهور ما يشبه حالات التمرد في صفوفها، حيث رفض "مجلس دير الزور العسكري" التابع لها، إرسال مقاتلين إلى جبهات الشمال السوري، وكذلك حصل الأمر في الرقة.
وفي السياق ذاته، لا يستبعد تمي أن يكون الهدف من حملات التجنيد هو اعتقال الشباب بهدف منع اندلاع مظاهرات شعبية ضد سياسات "قسد"، حيث تخشى الأخيرة من استغلال الشباب للفوضى مع بداية العملية العسكرية، والخروج بالمظاهرات ضدها.
والثلاثاء، أكدت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" أن "قسد" قامت بخطف طفلة بريف حلب الشمالي، بهدف تجنيدها إجبارياً، موضحة أن "الطفلة فاطمة رفعت حسن، من أبناء قرية براد في الريف الجنوبي لمدينة عفرين شمال غرب محافظة حلب، من مواليد عام 2008، اختطفتها عناصر تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في 5-7-2022، من مدينة تل رفعت شمالي محافظة حلب حيث تقيم، بهدف التجنيد القسري، واقتادتها إلى أحد مراكز التجنيد التابعة لها".
وأضافت أنه لم يتم إبلاغ أحد من ذويها بذلك، وتم منعها من التواصل مع ذويها أو السماح لهم بزيارتها، ونخشى أن يزج بها في الأعمال العسكرية المباشرة وغير المباشرة.
وأكدت الشبكة أن قرابة 197 طفلاً ما زالوا قيد التجنيد الإجباري في المعسكرات التابعة لـ"قسد".
في الأثناء، يواصل الجيش التركي استقدام التعزيزات العسكرية إلى الشمال السوري، على مقربة من خطوط التماس مع "قسد"، وهو ما يؤشر إلى اقتراب موعد العملية التي تهدد بها أنقرة لاستكمال إنشاء المناطق الآمنة على طول حدودها مع سوريا بعمق 30 كيلومتراً.
إنهاء الحوار الكردي-السوري.. ما علاقة العملية التركية المرتقبة؟
ما أهداف إيران من محاولة فتح حوار بين أنقرة والنظام السوري؟
أنباء العلاقة بين "حماس" والنظام تثير نقد المعارضة السورية