نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" مقالا لمديرة مركز "ريبرايف" لحقوق الإنسان، مايا فوا، قالت فيه إنه يجب على الرئيس الأمريكي جو بايدن عدم تجاهل سجل حقوق الإنسان في بحثه عن النفط السعودي.
وقالت الحقوقية في المقال الذي ترجمته "عربي21"، إن بايدن عندما كان مرشحا للرئاسة وعد بأن الولايات المتحدة تحت قيادته "لن تترك مرة أخرى مبادئها عند الباب لمجرد شراء النفط أو بيع الأسلحة". ولكن في أول مؤشر على أزمة أسعار الوقود فقد فعل ما رفضه من قبل. وسيصل يوم الجمعة إلى السعودية للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
على الرغم من تعهده بجعل المملكة "منبوذة" في أعقاب مقتل الصحفي جمال خاشقجي، فإن بايدن سيصافح الرجل الذي أمر بعملية القتل أو خطف خاشقجي كما أكدت وكالات المخابرات الأمريكية.
وقالت الحقوقية إنه "قد يعتقد البيت الأبيض أن التسامح مع محمد بن سلمان ضروري نظرا للقيود المفروضة على النفط الروسي، ولكن لا يمكننا إظهار اشمئزازنا من فظائع فلاديمير بوتين بمكافأة تلك التي ارتكبها ولي العهد السعودي".
اقرأ أيضا: NYT: هل زيارة بايدن إلى السعودية مصيرها الفشل؟
وهناك طرق أفضل وأكثر استدامة من الناحية البيئية للتعامل مع أزمة الطاقة من تمكين مثل هذه الأنظمة. كما أن هناك أيضا خطر أن ترسل هذه الزيارة رسالة مفادها أن الحكام السعوديين يمكنهم مواصلة العمل مع الإفلات من العقاب.
وفي محاولة لتهدئة الانتقادات المتزايدة قبل رحلته، كتب بايدن الأسبوع الماضي أنه لن يتسامح مع مضايقة المعارضين والنشطاء من قبل السلطات. لكن النظام السعودي لا يستهدف المعارضين فحسب، بل نفذ عملية إعدام جماعي لـ81 شخصا في آذار/ مارس الماضي بسبب مشاركتهم في احتجاجات مؤيدة للديمقراطية وفقا لمفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وهناك العديد من الأشخاص يواجهون خطر الإعدام ومن بينهم المفكر السعودي حسن المالكي.
وبحسب الكاتبة، فشل دفاع بايدن في الإشارة إلى استخدام السعودية المستمر لعقوبة الإعدام مع أطفال. وقد ادعى النظام مرارا وتكرارا أنه ألغى هذه الممارسة القاسية التي لا تطاق، لكن المدعين العامين ما زالوا يطالبون بإصدار أحكام بالإعدام على جرائم ارتكبها أطفال. وما زالت المحاكم تفرضها، واستمرت عمليات الإعدام. الهوة بين أقوال وأفعال النظام بشعة.
وقبل عام واحد فقط، أُعدم مصطفى الدرويش لمشاركته في احتجاجات عنيفة - وصفها المدعون السعوديون بأنها "تمرد مسلح" - بينما كان لا يزال قاصرا. كما أن هناك شابا آخر ويدعى عبد الله الحويطي وكان يبلغ من العمر 14 عاما فقط عندما تم القبض عليه وتعرض للجلد والضرب والإيذاء من قبل محققي الشرطة، وقام بتوقيع "اعتراف" كاذب بسرقة محل مجوهرات وإطلاق النار على شرطي.
وختمت الحقوقية بالقول إنه إذا كان بايدن يريد إنقاذ عبد الله الحويطي وحسن المالكي وآخرين مثلهم، فعليه أن يقول ذلك بشكل لا لبس فيه، وخلاف ذلك فقد يتجرأ النظام السعودي على ارتكاب المزيد من الفظائع دون عواقب، وسيتم إعدام المزيد من الأطفال والنقاد.
الإندبندنت: هكذا تراجع بايدن عن جعل السعودية "منبوذة"
FT: غزل وخطوبة بين إسرائيل والسعودية.. لكن الرياض غير جاهزة
NYT: هل زيارة بايدن إلى السعودية مصيرها الفشل؟