زعمت أوساط أمنية
وعسكرية إسرائيلية وجود جملة من الاستعدادات السرية لمهاجمة المنشآت النووية
الإيرانية، ومنع احتمال إنتاج إيران لقنبلة نووية، وسط كشف لأول مرة عن اسم العالم
النووي سعيد برجي، المسؤول عن إنتاج آلية القنبلة، وتقدر مصادر استخبارات غربية أن
الموساد قد يغتاله.
ويتزامن هذا الكشف
الإسرائيلي عن هوية العالم الإيراني مع محاولة إدارة بايدن والحزب الديمقراطي
التوصل لتوقيع الاتفاق النووي قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر،
وتهدئة التوترات بين الاحتلال وحزب الله بعد خلافات على الحدود البحرية، وظهور
المواجهة المسلحة بين الاحتلال والجهاد الإسلامي على حدود غزة.
يوني بن مناحيم الضابط
السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، ذكر أنه "بالتزامن مع كل هذه
التطورات، تستعد المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية لما يقال عنه أسوأ
سيناريو، وتتواصل الاستعدادات للخيار العسكري المتمثل في مهاجمة المنشآت النووية
الإيرانية بأقصى سرعة من قبل الجيش الإسرائيلي، وضمن ذلك تنفيذ عمليات سرية جديدة
على الأراضي الإيرانية لإحباط إنتاج القنبلة النووية الأولى".
وأضاف في مقال نشره
موقع زمن إسرائيل، ترجمته "عربي21" أن "التركيز الإسرائيلي على
العالم النووي سعيد برجي يأتي بزعم أنه يترأس نظام إنتاج الرؤوس الحربية النووية
لإيران، صاحب شركة SPND، وهي شركة دفاعية تعمل مع وزارة الدفاع الإيرانية، لإنتاج
القنبلة النووية، وله خبرة في تطوير الصواريخ والتفجيرات النووية، وشارك في
التجربة النووية بموقع عماد النووي جنوب أصفهان، وعمل بجانب محسن فخري زادة، والد
القنبلة النووية الإيرانية الذي اغتاله الموساد في نوفمبر 2020".
وزعم أن "برجي
عمل سابقًا في منشأة بارشين النووية مع اثنين من العلماء النوويين الروس، ولعل
الكشف عن اسم العالم سعيد برجي والدعاية الكبيرة التي تلقاها إشارة تحذير بأنه مستهدف، من الموساد الذي اغتال في الأشهر الأخيرة عددا من العلماء الإيرانيين
الذين شاركوا في إنتاج الصواريخ والطائرات بدون طيار، ويعتبر سعيد برجي جزءًا
مهمًا من "مجموعة الأسلحة" المعنية بإنتاج القدرات التسلحية الإيرانية
المتطورة".
يشكّل الكشف
الإسرائيلي عن هوية العالم الإيراني سعيد برجي كمقدمة لاغتياله قفزة كبيرة في
سلسلة التخطيط الإسرائيلي لاغتيال متوقع يستهدفه، مما قد يكشف أن جهاز الموساد
متغلغل بشكل عميق في الساحة الإيرانية، ويذكرنا بالعمليات التي نفذها داخلها خلال
السنوات السابقة، لاستهداف العناصر الأكثر حساسية وأهمية بالمشروع النووي، ولذلك
فإن ذكر اسم سعيد برجي بصورة علنية مكشوفة يعني بدء العد التنازلي لاستهدافه، مما
يعد تعبيراً خطيرا عن قدراته الاستخباراتية وعملياته الاستثنائية.
في هذه الحالة يمكن
الكشف صراحة أن سعيد برجي بات تحت رادار الموساد منذ شهور، كونه بات هدفاً
للاغتيال والتصفية، مما يطرح تساؤلات محرجة أمام الإيرانيين عن إخفاقهم في تأمين
حمايته في حال نجح الموساد بمخططه الدامي المتوقع، وعدم تنفيذ عمليات التضليل
والتمويه اللازمة لشخصية مثله، من أجل التعمية عنه أمام الأجهزة الاستخبارية التي
تلاحقه وتترصد تحركاته على مدار الساعة.
كل هذا لا يعني أن
سعيد برجي والأجهزة الأمنية الإيرانية قد تكون اتخذت احتياطات مختلفة كتغيير الشقق
والسيارات لتأمين حمايته، لكن ما حصل مع سلفه فخري زاده، وفي وضح النهار، وفي قلب
طهران، وبلا بصمات دامغة، يعني أن عملاء الموساد استطاعوا الحصول على فرصة تشغيلية
لإلحاق الأذى به، وهو ما قد يتكرر مع سعيد برجي.
مسؤول إسرائيلي سابق يحذر من نهاية "إسرائيل كدولة يهودية"
تقرير أمريكي: تل أبيب لا تمنع الاتجار بالبشر والعمل بالإكراه
هل نجحت إيران بمنع بلورة "حلف الدفاع الإقليمي" ضدها؟