رغم
حالة التوتر الظاهرة على العلاقات المصرية الإسرائيلية، لكن الأوساط الأمنية في تل
أبيب ما لبثت أن تؤكد على أن الدور المركزي الذي لعبته المخابرات المصرية خلال
العدوان الأخير على غزة تذكير آخر بأهمية مصر بالنسبة لدولة الاحتلال، لأن
الاستقرار الداخلي، والتوجه الإقليمي والدولي لمصر، تعدّ عناصر أساسية في بناء
الهيكل الأمني لإسرائيل، سواء في الشرق الأوسط بتعريفه التقليدي، أو في شرق
البحر المتوسط، أو في إنشاء أنظمة جديدة للتعاون الاستراتيجي.
في
الوقت ذاته، لم تغفل المحافل الإسرائيلية وهي تنظر لأهمية الدور المصري لها، ما
تعانيه القاهرة من مصاعب اقتصادية متلاحقة في الآونة الأخيرة، من احتمال حدوث نقص
في الغذاء، واضطرابات اجتماعية قد تنجم عنها، وما يواجهه النظام المصري من تحديات
تستدعي تدخلا إسرائيليا، وبدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسط
تحذيرات إسرائيلية متزايدة من العواقب الوخيمة التي قد ينتج عن تفاقم الوضع في
مصر، والتدهور إلى فوضى ميدانية.
الجنرال
عيران ليرمان، نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، تطرق إلى "دور
إسرائيل الحساس في إنقاذ الحالة الاقتصادية في مصر شرط إخفائه، كما هو الحال في
التعتيم على دورها في الحملة على الجماعات المسلحة في سيناء، مع التأكيد على
مساعدة القيادة المصرية على عدة مستويات ومجالات، لأن مكانة مصر الإقليمية تستدعي من
وجهة النظر الإسرائيلية تعزيز حكم النظام الحالي، سواء من خلال المشاريع
الاقتصادية، أو التدريبات العسكرية المشتركة".
وأضاف
في مقال ترجمته "عربي21" أن "الحرص الإسرائيلي على استقرار الأوضاع
السياسية في مصر ينطلق من عدة فرضيات أساسية، أولها الاطمئنان على الوضع في ليبيا،
وثانيها التعاون في مجال الطاقة والقضايا الاقتصادية والبيئية، وثالثها الانخراط
في مزيد من التدريبات العسكرية المشتركة على نطاق واسع، مع العلم أن مسألة الحكم
في مصر بعد الإطاحة بالإخوان المسلمين شكلت محوراً مركزياً في تشكيل وجهة نظر
مشتركة لإسرائيل واليونان وقبرص".
اقرأ أيضا: مصر تفاوض صندوق النقد على "قرض معنوي".. وتسريب لقيمته
لا
يخفي الإسرائيليون أن مصر تعدّ ركيزة أساسية للنظام الإقليمي، حتى لو تضاءل
تأثيرها المباشر بشكل كبير، أولا لأنها لا تزال الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في
المنطقة، وتجاوزت عتبة 100 مليون نسمة، وثانيا تقع على مفترق طرق استراتيجي ذي أهمية حاسمة، وثالثا لوجود قناة السويس ممر ضروري للذراع البحري لمبادرة الحزام
والطريق الصينية، ورابعا لأنها مقر الجامعة العربية، وكل هذه العوامل تعطي أهمية
كبيرة للاستقرار السياسي والوضع الاقتصادي في مصر.
تترقب
المحافل الإسرائيلية العواقب المحتملة لتراجع إمدادات القمح والمنتجات الغذائية
إلى مصر بسبب حرب أوكرانيا، ما قد يخلق ضائقة ونقصا من شأنه أن يخدم العناصر
الإسلامية الساعية لتقويض نظام الحكم، فضلا عن التنافس المصري التركي للسيطرة على
المياه الاقتصادية المشاطئة لليبيا، ما دفع الإمارات واليونان وإسرائيل لدعم
الخريطة المصرية للحدود البحرية، انطلاقا من الحرص الإسرائيلي على دعم الموقف
المصري من جهة، وكبح النفوذ التركي من جهة أخرى.
خيبة أمل إسرائيلية من مستوى العلاقات التجارية مع الإمارات
اتهام إسرائيلي لموسكو بتزويد الفصائل الفلسطينية بالأسلحة
إحباط إسرائيلي من نتائج العدوان الأخير على غزة