يشارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأول مرة كضيف شرف بقمة دول منظمة شنغهاي للتعاون، في سمرقند عاصمة أوزبكستان التاريخية.
وتستضيف سمرقند قمة المنظمة يومي 15 و16 أيلول/ سبتمبر الجاري، بحضور رؤساء دول ومراقبين، وتُعقد وجها لوجه للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات.
وأعضاء منظمة شنغهاي للتعاون التي تأسست في حزيران/ يونيو 2002: الصين وروسيا وقرغيزستان وطاجيكستان وكازاخستان وأوزبكستان والهند وباكستان وإيران حديثًا، أما البلدان المراقبة فهي: أفغانستان، منغوليا، بيلاروسيا، والدول المشاركة في الحوار: تركيا وأذربيجان وسريلانكا وأرمينيا وكمبوديا ونيبال والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر.
هل تتحول مزحة "شنغهاي" بين بوتين وأردوغان لحقيقة؟
والتساؤل البارز، "هل تتحول مزحة شنغهاي بين أردوغان وبوتين إلى حقيقة، وتنضم تركيا إلى المنظمة؟".
وفي تموز/ يوليو 2012، كشف أردوغان عندما كان رئيسا للوزراء عن مزحة بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضا: إيران تكتسب عضوية دائمة بمنظمة شنغهاي قبل قمة سمرقند
وذكر أردوغان أن بوتين سأله مازحا: "أنتم تزعجوننا ما بين الفينة والأخرى.. ماذا تفعلون في الاتحاد الأوروبي؟"، فأجابه أردوغان ممازحا: "أدخلونا إلى منظمة شنغهاي وسنراجع انضمامنا إلى الاتحاد الأوروبي".
الكاتب التركي سيدات إرغين، ذكر في تقرير على صحيفة "حرييت"، أنه ليس من الصعب تخمين أن بوتين في عقله الباطني، يفضل تركيا خارج الاندماج مع الغرب لصالح روسيا.
وشهد عام 2012 الذي أدلى فيه أردوغان بتصريحاته، نالت تركيا صفة "شريك في الحوار" ضمن المنظمة عام 2012.
وفي كانون الثاني/ يناير 2013، انتقد أردوغان الاتحاد الأوروبي بسبب عرقلة انضمام بلاده إليه، وفي رده على تساؤل بشأن توجه تركيا للانضمام إلى شنغهاي بدلا من الاتحاد الأوروبي قال: "خماسية شنغهاي أقوى وأفضل".
وقال أردوغان: "إذا طلب منا الانضمام سننضم وباكستان والهند لديها الرغبة بذلك. وتتفوق شنغهاي على الاتحاد الأوروبي في التعداد السكاني، كما ستكون لدينا فرصة بأن نجتمع مع دول لدينا قيم مشتركة معها".
وفي عام 2016 عندما أصبح أردوغان رئيسا للبلاد، قال إن تركيا لا تحتاج إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي "بأي ثمن" ويمكنها بدلا من ذلك أن تصبح عضوا في منظمة شنغهاي للتعاون، وأضاف: "لم لا تنضم تركيا إلى خمسة شنغهاي؟ قلت هذا للسيد بوتين ولنزارباييف (رئيس كازاخستان السابق) ومن هم في شنغهاي الآن".
وتابع: "أعتقد أنه إذا انضمت تركيا إلى خمسة شنغهاي فإنها ستتمكن من التصرف براحة أكبر بكثير".
اقرأ أيضا: من الأقوى حلف شمال الأطلسي أم منظمة شنغهاي للتعاون؟
وذكر الكاتب إرغين، أنه لأول مرة يشارك أردوغان في القمة، وتتمتع تركيا بوضع "شريك بالحوار" في منظمة شنغهاي منذ عام 2012. وهذا مستوى متوسط أدنى من العضوية، وأقل من "حالة مراقب" ولكن أعلى من حالة "ضيف مشارك" من حيث درجة الانتماء المؤسسي، وتقدم تعاونا محدودا في مجالات مكافحة الإرهاب والاقتصاد والثقافة.
وشدد الكاتب على أن مشاركة أردوغان شخصيا في القمة تحمل رمزية هامة في وقت تعاني فيه العلاقات مع العالم الغربي أزمة مشاكل كبيرة.
هل "شنغهاي" بديل لتركيا عن المؤسسات الأوروبية الأطلسية؟
وفي تحليل قدمته قناة "NTV" التركية، أكد أن هناك من يرى أن العلاقات التي ستطورها تركيا مع المنظمة في اتجاه زيادة التعاون في مجالات مثل الأمن والاقتصاد والتجارة والطاقة والثقافة مع الدول الأعضاء التي لها روابط تاريخية وثقافية ستكون خطوة في مصلحتها الخاصة.
ولكن هناك من يؤكد على ضرورة ألا تكون منظمة شنغهاي للتعاون بديلا تركيا مع المؤسسات الأوروبية الأطلسية، وخاصة حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، وهذا يعني فقدان تركيا للغرب الشريك التجاري الرئيس.
ونوهت إلى أنه في الآونة الأخيرة هناك مطالب من الدول الأعضاء بأن تمنح تركيا صفة "عضو مراقب".
وتشكل صادرات تركيا إلى أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون 6 بالمئة من إجمالي صادراتها، أما الواردات من هذه البلدان 25.7 بالمئة من إجمالي الواردات.
وتبلغ حصة صادرات تركيا إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي 44.5 بالمئة من إجمالي صادراتها، كما تبلغ حصة الواردات من الدول الأعضاء بالاتحاد 38 بالمئة من إجمالي وارداتها.
وتظهر الأرقام أن التبادلات والمكاسب لتركيا مع الغرب في المستوى الاقتصادي أعلى بكثير مما كانت عليه في منظمة شنغهاي للتعاون، ولهذه الأسباب، فمن غير الواقعي بالنسبة لتركيا التي تعطي صورة للاندماج الكامل مع الغرب اقتصاديا وتجاريا وعسكريا من خلال حلف شمال الأطلسي، أن تحاول الانفتاح على محور جديد.
وأشارت القناة إلى أنه بالنسبة للرئيس أردوغان، فإن العضوية في شنغهاي للتعاون قد تكون "فرصة يجب تقييمها" لتنظيم العلاقات لصالح تركيا.
هل تعتبر "شنغهاي" بديلا لحلف "الناتو"؟
الكاتب التركي إرسوي ديدي في مقال على صحيفة "ستار"، ذكر أن تركيا كانت أكثر من الدول الأعضاء ولاء لحلف شمال الأطلسي "الناتو" منذ عام 1952، ورغم عدم جنيها أي فائدة منه فإنها تسخر إمكانياتها وقدراتها لصالحه، وعلى العكس فإن أي منظمة إرهابية تستهدف تركيا يتم تمويلها بطريقة ما من قبل الدول الأعضاء في الناتو.
وأضاف أن سعي تركيا إلى سياسة متعددة الأبعاد في سياق العلاقات الدولية، أصبح أمرا محتوما في عالم اليوم.
ونقل الكاتب عن أبو بكر المالي نائب الرئيس العام لجمعية الديمقراطية والاتحاد (DEMBİR-DER)، قوله إنه رغم أوجه التشابه الجزئي بين "الناتو" و"شنغهاي" ولكن هناك اختلافات مهمة على صعيد النقاط والأهداف بينهما.
اقرأ أيضا: هل تنضم تركيا لمنظمة شنغهاي بديلا عن الاتحاد الأوروبي؟
وأوضح الخبير الحقوقي أنه من ناحية نموذجية يعتبر الناتو أيديولوجيا بأهدافه، فهو منظمة دفاعية شكلتها دول دافعت عن النظام العالمي الليبرالي خلال الحرب الباردة وبعدها، "ويضمن التضامن والتبادل الدفاعي من حيث الالتزامات"، أما بالنسبة لـ"شنغهاي" ليست أيديولوجية من حيث أهدافها، وهي بشكل عام تحالف تعاوني للأعضاء يكملون مصالح بعضهم البعض.
وفي حين أن الناتو هو "منظمة دفاعية" بحتة، فإن شنغهاي منظمة للتعاون بأكثر شمولية تشمل الحدود والأمن والاقتصاد والطاقة والتعاون السياسي بين دول آسيا الوسطى، وهي تشبه منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OECD).
وتابع المالي، بأن منظمة شنغهاي للتعاون وحلف شمال الأطلسي ليسا بديلين لبعضهما البعض، كما أن "شنغهاي" لا يمكنها تزويد تركيا بمظلة أمنية شبيهة بحلف "الناتو". ولهذا السبب، يمكن لتركيا إقامة علاقة وثيقة مع منظمة شنغهاي للتعاون، التي تضم الجمهوريات التركية التي تربطها بها روابط جغرافية وثقافية وتاريخية وثيقة، بطريقة لا تخل بالتزاماتها في الناتو.
تركيا تنشر تفاصيل القبض على "الصميدعي" القيادي بداعش
MEE: أردوغان يرفع الأجور ويحسن الخدمات مع اقتراب الانتخابات
أردوغان يعلن القبض على قيادي بارز في تنظيم الدولة