في وقت تستمر فيه الاحتجاجات في أسبوعها الثالث على التوالي، فقد فشهد البرلمان الإيراني انعقاد جلسة تناولت انتقادا نادرا لشرطة الأخلاق، وهتافا جماعيا لأعضائه بـ"الولاء" للمرشد الإيراني علي خامنئي.
ويأتي ذلك في حين تشهد الاحتجاجات في إيران هتافات ضد المرشد الإيراني والنظام، على إثر وفاة الفتاة مهسا أميني بعد اعتقالها من شرطة الأخلاق، ما فجر التظاهرات التي راح ضحيتها العشرات وسط إحصائيات حقوقية تفيد بأن العدد اقترب من 100 قتيل.
اقرأ أيضا: تظاهرات داخل وخارج إيران.. والسلطات تستهدف المشاهير
البرلمان الإيراني وخامنئي
وهتف النواب الإيرانيون خلال جلسة برلمانية، الأحد: "شكرا، شكرا للشرطة" و"الدم في عروقنا فداء لزعيمنا"، و"الموت لأمريكا".
وأظهر فيديو بثته وسائل إعلام رسمية إيرانية، تعهُّدَ أعضاء البرلمان بالولاء لخامنئي.
ولم يعلق خامنئي على الاحتجاجات، التي بدأت في جنازة مهسا أميني في 17 أيلول/ سبتمبر، وسرعان ما امتدت إلى 31 إقليما إيرانيا بمشاركة كل فئات المجتمع بما فيها الأقليات العرقية والدينية.
وشهد البرلمان الإيراني، انتقادا نادرا لشرطة الأخلاق، على إثر وفاة أميني، وقال رئيس المجلس إنه "يجب تعديل هياكل وطريقة عمل شرطة الأخلاق، بشكل يمنع تكرار مثل هذه الحوادث (مهسا أميني)".
وقال: "سأتابع هذا الأمر ضمن اختصاصي القضائي، وآمل أن يتم اتخاذ قرارات حكيمة وفعالة بالتنسيق مع المسؤولين المعنيين".
ويواصل الإيرانيون احتجاجاتهم على الرغم من العدد المتزايد للقتلى والقمع الشرس من جانب قوات الأمن التي تستخدم الغاز المسيل للدموع والهراوات، وفي بعض الحالات الذخيرة الحية.
وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي مظاهرات في عدة مدن مثل كرمانشاه وشيراز ومشهد اليوم الأحد، والمشاركون فيها يهتفون: "الاستقلال.. الحرية.. الموت لخامنئي".
وخرج محتجون في مدينة أصفهان، بوسط إيران، يطالبون بإضراب على مستوى البلاد، ويقيمون حاجزا على طريق لجلب سائقي الشاحنات إلى صفوفهم.
أحداث "زهدان"
وارتفع عدد قتلى عناصر الأمن الإيراني في مدينة زهدان بولاية سيستان-بلوشستان إلى خمسة حتى الآن بينهم عناصر أمن.
وبحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية، فقد شهدت منطقتا جامو جيم وكشاورز بمدينة زهدان اشتباكات بين الحرس الثوري الإيراني والمتظاهرين.
وأكدت الوكالة مقتل العسكري "علي بيك زيفاري" وإصابة ثلاثة آخرين بجروح من فيلق القدس التابع للحرس الثوري.
اقرأ أيضا: NT: هل ستنجح مظاهرات إيران في إزاحة النظام عن السلطة؟
وانطلقت المظاهرات في زهدان عاصمة ولاية سيستان-بلوشستان ذات الغالبية السنية، بعد صلاة الجمعة الماضي، حيث بلغ عدد قتلى المتظاهرين 42 والجرحى 193، بحسب منظمة "حملة الناشطين البلوش" Baluch Activists Campaign (مقرها لندن).
إحصائية القتلى
وقتل ما لا يقل عن 92 شخصا في إيران في حملة قمع التظاهرات الجارية منذ أكثر من أسبوعين، وفق حصيلة جديدة أعلنتها الأحد، منظمة حقوق الإنسان في إيران، التي تتخذ من أوسلو مقرا.
من جهة أخرى، أفادت المنظمة غير الحكومية عن مقتل 41 شخصا على الأقل بأيدي قوات الأمن الإيرانية في اشتباكات وقعت الأسبوع الماضي في زاهدان في محافظة سيستان بلوشستان في جنوب غرب إيران، دون تحديث للحصيلة حتى اليوم.
وقال مدير المنظمة محمود أميري مقدم، إن "قتل متظاهرين في إيران وخصوصا في زاهدان يرقى إلى جرائم بحق الإنسانية".
وأكد أن "من واجب الأسرة الدولية التحقيق ومنع إيران من ارتكاب جرائم أخرى".
وخلال ما وصفته منظمة حقوق الإنسان في إيران بيوم "جمعة زاهدان الدموي"، اتهمت المنظمة قوات الأمن بممارسة "قمع دموي" ضد تظاهرة خرجت بعد صلاة الجمعة في المدينة.
مقتل خمسة من الأمن
من جهته، أعلن الإعلام الرسمي الإيراني الأحد، عن مقتل خمسة عناصر من الحرس الثوري في زاهدان.
وكانت وسائل الاعلام الإيرانية، تحدثت سابقا عن مقتل 20 شخصا بينهم أربعة من قوات الأمن في اشتباكات مع "إرهابيين" في زاهدان، مركز المحافظة الحدودية مع أفغانستان وباكستان.
وكان إمام الجمعة في سيستان بلوشستان، مولوي عبد الحميد، حذّر هذا الأسبوع من توتر في المحافظة على خلفية "قضية حديثة تتعلق بتعرض مراهقة للاغتصاب من رجل شرطة" في مدينة جابهار.
وأضافت منظمة حقوق الإنسان في إيران، أن "حملة الناشطين البلوش" أكدت هوية القتلى في زهدان.
وأشارت إلى أن الحصيلة الإجمالية للاضطرابات في إيران ترتفع إلى 133 قتيلا على الأقل.
حرق للحجاب ومحتجات يقصصن شعرهن في شوارع إيران (شاهد)
احتجاجات مستمرة في إيران وإقرار رسمي بمقتل 5 متظاهرين
تعرف إلى قصة مهسا أميني ووفاتها التي أشعلت الاحتجاجات بإيران