قرار
اقتصادي
بالمقابل
قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن "الحديث عن أن أوبك
بلس تمثل السعودية وروسيا فقط هو رؤية مهينة، لأنه لو كان هناك شخص يقوم بتغيير هذه
الأشياء، هو أو هي أو كائنا من كان يقول بأن الأمر برمته عبارة عن ثنائية، كيف لثنائية
أن تفرض؟ الجميع سيقفز".
كذلك
رد الأمير السعودي الوليد بن بدر على تغريدة السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز بسؤاله:
"عن ما إذا كان سمع عن مصطلح بترودولار؟ ومن يمكنه تغيير ذلك، وأي الاقتصاديات
سيتأثر؟"، ليكمل حديثه": "إذا كنت لا تعرف أيها السيد السيناتور الأمريكي،
فلا يجب أن تبدأ في إرسال التهديدات لمن يساعدك على البقاء في القمة!!!".
اقرأ أيضا: أمير سعودي يهاجم ساندرز بعد دعوته إلى التخلي عن الرياض
من جهته
أكد المحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي، أن "قرار أوبك بلس الأخير هو اقتصادي
بحت، ولا علاقة له بالسياسة بأي شكل من الأشكال".
وعبر
عن اعتقاده بأن "وراء قرار أوبك بلس القاضي بخفض إنتاج النفط دوافع اقتصادية بحتة،
وذلك بناء على معطيات السوق وطبقا لمحركات الإنتاج ومحركات التصدير، ودوافع اتخاذ القرار
الذي حكمته الظروف الاقتصادية المحيطة".
وتابع
آل عاتي خلال حديثه لـ"عربي21": "كذلك من أسباب القرار ظروف أسعار
الطاقة التي كانت تتجه للانخفاض إلى ما دون الـ80 دولار، ما يعرض مصالح الدول المنتجة
والمستهلكة وكذلك الاقتصاد العالمي لتداعيات وتأثيرات اقتصادية سلبية، لذلك أرى أن
المحرك الأساسي لهذا القرار هو محرك اقتصادي فرضته ظروف أسواق الطاقة".
"علاقة
متينة قد يشوبها توتر"
وفي
ظل لهجة الغضب التي ظهرت جليا في بيان البيت الأبيض، وهجوم بعض المشرعين على السعودية
ومطالبتهم بمحاسبتها، فقد بدأت التكهنات حول تأثير قرار أوبك بلس على علاقة البلدين تظهر
للسطح بشكل جلي.
إلا
أن الكاتب السعودي مبارك آل عاتي يرى أن "العلاقات السعودية الأمريكية تاريخية
ومتينة وبنيت على الصراحة والشفافية والوضوح، ما مكنها من الاستمرارية لفترة تتجاوز
الـ80 عاما".
وأضاف:
"وعلى الرغم من أن العلاقة بين البلدين قد يحدث بها بعض التباينات في الرأي حول
معالجة ملفات سياسية واقتصادية معينة، لكن تبقى العلاقات قائمة وقوية ومتبادلة بين
البلدين الصديقين، والمصالح المشتركة التي تجمعهما كبيرة ويجري تعظيمها، وهناك تواصل
دائم حول العديد من الملفات والقضايا المشتركة التي تهم البلدين".
وأكد
آل عاتي أنه "حتى لو اعترى العلاقة بين البلدين بعض التوتر تبعا للتباين في الرأي
حيال قضايا معينة، لكن هذا لا يعني حدوث انهيار في هذه العلاقات، بل على العكس فإن حكماء
البلدين بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وبقيادة الرئيس الأمريكي كفلاء
بحماية هذه العلاقات وإيصالها إلى بر الأمان ووضعها في إطارها الصحيح المبني على المصالح
المشتركة".
وأوضح أن "السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ومنظمة أوبك بلس كانوا دائما يطالبون
بإبعاد الطاقة سواء النفط أو الغاز وأسعارها عن الابتزاز والمقايضة والانتهازية السياسية،
خاصة أن النفط يعتبر المدخول المالي الوطني الأول الذي تصرف منه دول الخليج على عملية
التنمية ورواتب موظفيها ومواطنيها".
وختم
حديثه بالقول: "إذا كان هناك قضايا سياسية بين الغرب والروس فعليهم أن يحلوها بمعرفتهم
بعيدا عن استخدام النفط كسلاح لتركيع روسيا، حيث تستطيع واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون
التعامل مع مصالحهم وحل قضاياهم مع موسكو بعيدا عن المدخول الرئيسي الوحيد للدول النفطية
وخاصة البلدان الخليجية".
اقرأ أيضا: FT: حرب النفط الجديدة.. تحركات أوبك ضد الولايات المتحدة
"خفض
مبيعات السلاح"
وكان
بايدن قد وصف قرار أوبك بلس بالخطوة العدائية، وأنه وقوف من قبل دول المنظمة مع روسيا
وانحياز لها، مؤكدا أنه سيدرس طرق الرد على الرياض وأبو ظبي تحديدا، ردا على هذا القرار.
كذلك
حرك أعضاء من كلا الحزبين في مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون من شأنه الضغط على أعضاء
منظمة أوبك بلس وتحديدا السعودية، والقانون هو "نوبك" ويعني "منع التكتلات
الاحتكارية لإنتاج وتصدير النفط"، ومنحوا المشروع الأهمية القصوى بعد قرار المنظمة
الأخير القاضي بخفض إنتاج النفط.
واعتبر
زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الديمقراطي تشاك شومر، المسؤول عن مشروع
القانون؛ أن "مساعدة السعودية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في استكمال حربه الدنيئة
الشرسة ضد أوكرانيا، سيُظِل الأمريكيين لفترة طويلة".
ومع
تزايد الغضب الأمريكي خاصة من قبل المشرعين، تُثار تساؤلات عن كيف ستكون طبيعة العلاقة
الأمريكية مع السعودية من جهة واشنطن، وكيف سترد الأخيرة على الرياض، وما هي خياراتها؟
وأكد
جورجيو كافيرو، الرئيس التنفيذي لمركز تحليلات الخليج في واشنطن، أن "خطط أوبك
بلس التي أعلنت عنها مؤخرا لخفض إنتاج النفط شكلت خيبة أمل كبيرة للمسؤولين في واشنطن،
حيث تشعر الولايات المتحدة بقلق عميق من التقارب بين الرياض وموسكو، وهذا التطور الأخير
يجعلها مضطربة بشكل متزايد".
وتابع
كافيرو خلال حديثه لـ"عربي21": "وسط فترة يتزايد فيها الانقسام بين
الشرق والغرب، تتعامل إدارة بايدن مع رفض الرياض دعم الجهود الغربية للضغط على الروس
مع احتدام الحرب في أوكرانيا، ومن الواضح أن جهود بايدن لتأكيد نفوذ الولايات المتحدة
في الخليج وإقناع السعوديين بالنأي بأنفسهم عن موسكو أثبتت فشلها إلى حد ما، وما تبقى
أن نرى هو كيف ستختار إدارة بايدن مواجهة مثل هذه التحديات".
وحول
الرد الأمريكي المحتمل، قال كافيرو: "يتعرض البيت الأبيض لضغوط من المشرعين لتلقين
المملكة درسًا، لكنني أعتقد أن إدارة بايدن ستتحرك بحذر في هذه الجبهة".
اقرأ أيضا: NYT: بايدن بعد تقليص إنتاج أوبك: مغازلة الرياض أم الانتقام؟
وختم
حديثه بالقول: "على أي حال، فإن هذا الإعلان الأخير من قبل أوبك بلس يتحدث عن
الكثير من رغبة محمد بن سلمان في اتباع سياسة خارجية مستقلة تضع المصالح السعودية في
المقام الأول، حتى لو كان ذلك احتكاكًا مبالغًا فيه بين السعودية وضامنها الأمني الولايات
المتحدة، ومن الواضح أن علاقة الرياض بحكومة بوتين تضر بصورتها وسمعتها بشدة في واشنطن".
من جهته
قال مهران كامرافا، أستاذ الحكم في جامعة جورج تاون في قطر، إن "العلاقات الأمريكية
السعودية جمعتها المصالح المشتركة، واتسمت بالتحالف الوثيق، وفي ذات الوقت اعترتها
التوترات الكبيرة على مدى السنوات القليلة الماضية، ومن المرجح أن تؤدي هذه الخطوة
الأخيرة لخفض إنتاج النفط إلى تصعيد مثل هذه التوترات".
وتابع
كامرافا خلال حديثه لـ"عربي21": "لكن في الوقت نفسه يدرك البلدان حقيقة
أنهما بحاجة إلى بعضهما البعض، وأنه لا يمكنهما أن تدعا علاقاتهما المتوترة تتدهور
إلى حد كبير نتيجة لذلك على المدى الطويل.. من غير المرجح أن تؤدي الخطوة الأخيرة التي
اتخذتها أوبك بلس إلى تغيير جذري في العلاقة الشاملة والوثيقة نسبيًا بين الدولتين".
وحول
رد واشنطن على الرياض قال: "بصرف النظر عن التحركات في الكونغرس لإدانة المملكة
العربية السعودية، والتعبير عن خيبة الأمل أو حتى الغضب، فإن الخيار الوحيد للولايات
المتحدة هو زيادة صعوبة شراء السعودية للأسلحة في المستقبل".
وعن
إمكانية إعادة تحريك قانون جاستا وملف أحداث 11أيلول/ سبتمبر، قال كامرافا: "هناك
أعضاء في الكونغرس الأمريكي من المحتمل أن يراجعوا قضية 11 سبتمبر، وأما القانون فلا
أعلم إذا كانت هناك إمكانية لتغييره".
ماذا يعني دخول جماعة الحوثي في حروب الطاقة؟
الأردن وإيران.. لقاء عابر أم صفحة جديدة من العلاقات؟
ماذا تعني تصريحات المبعوث الأمريكي حول مستقبل اليمن؟