أشعلت الاحتجاجات والمظاهرات والمواجهات الفلسطينية في القدس المحتلة الأضواء الحمر لدى الاحتلال، لأنها أعادت الى أذهان ساسته وجنرالاته ما شهدته المدينة المقدسة في أحداث معركة سيف القدس 2021، وقبلها خلال سنوات انتفاضة الأقصى، وأكدت أن كل عمليات الإرهاب والتخويف التي شنها الجيش والشرطة والشاباك باءت بالفشل.
ازدادت حدة هذه الاحتجاجات عقب تنفيذ عملية حاجز شعفاط، التي أربكت المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، حيث نفذ المقدسيون إضرابا تعبيرا عن التضامن مع المخيم المحاصر.
"عربي21" رصدت أهم ردود الفعل الإسرائيلية المتخوفة من انفلات الأمور في القدس، وإمكانية انزلاقها الى داخل فلسطين المحتلة 48، وإعادة ما حدث من "هبة مايو" في المدن الفلسطينية المحتلة.
يانير سيدين مراسلة موقع واللا ذكرت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "مطاردة قوات الاحتلال لمنفذ عملية شعفاط تخللها وصول العشرات من الملثمين الذين أغلقوا مداخل الأحياء في شرق المدينة المقدسة، احتجاجا على اعتدائها على فتاة فلسطينية معاقة عند باب العامود، ومنذ ذلك الحين تأججت المواجهات أكثر فأكثر، حيث قلب هؤلاء المخيم بأكمله رأسًا على عقب، احتجاجا على المداهمات التي تنفذها القوات ضد منازل المقدسيين بزعم البحث عن المنفذ".
شلومي هيلر مراسل موقع واللا أكد "وقوع احتجاجات ساخنة في عدة أحياء من المدينة، شملت إطلاق نار وإلقاء زجاجات حارقة وعبوات ناسفة وحجارة على قوات الاحتلال، واعتقال عدد من الفلسطينيين، الذين هاجموا منازل المستوطنين في حي سلوان ورأس العامود بالمفرقعات والحجارة، مما استنفر وزير الأمن الداخلي عومر بارليف وقائد الشرطة كوبي شبتاي وقائد لواء القدس دورون تورجمان، فيما أعلنت عدد من المؤسسات اليهودية عن رفع مستوى التأهب في المدينة وتوخي اليقظة".
اقرأ أيضا: تصاعد أعمال المقاومة بالضفة والقدس.. والاحتلال يشن اعتقالات
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الاحتجاجات لم تتوقف عند المظاهرات السلمية، بل وصلت الى حد فتح النار قرب نقطة تفتيش في حاجز قلنديا. ومن الأحياء التي سجلت فيها الاشتباكات: وادي الجوز، رأس العامود، العيزرية، سلوان، صور باهر، بيت حنينا، شعفاط، قلنديا، الطور.. حيث أخضعت قوات الاحتلال مداخل هذه المناطق ومخارجها لفحوصات أمنية صارمة وتعسفية بحق سكانها".
عيناف حلبي مراسلة صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نقلت عن محافل أمنية وعسكرية أن "احتجاجات الفلسطينيين في القدس قد تمتد داخل دولة الاحتلال، لأن الوضع يزداد سوءًا من الناحية الأمنية، لاسيما مع إشعال الإطارات المحترقة في كافة أنحاء الأحياء الفلسطينية، وقد بات الوضع غير منطقي، نحن أمام أحداث ينفذها فتيان يبلغون من العمر 16 عاما".
ونقلت عن أفيف تتارسكي من منظمة "عير عميم" غير الحكومية المختصة بشؤون القدس، أن "الإضراب العام في المدينة يظهر أننا ننتقل من مرحلة الاشتباكات مع المسلحين الفلسطينيين إلى احتجاج شعبي أوسع، كما أن هذا الاحتجاج يحدث في القدس أيضا، وليس فقط في مدن الضفة الغربية، وإن استخدام القوة من قبل قوات الأمن سيؤدي لتوسع هذ الاحتجاجات، من المستحيل عزل الأحياء الفلسطينية في القدس عن ما تشهده الضفة الغربية، وقد يمتد الوضع إلى المناطق الإسرائيلية أيضًا".
وأكد في تقرير ترجمته "عربي21" أن "فرض قوات الاحتلال لقيود السن على دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى يمر تحت أنظار الجمهور الإسرائيلي، لكنه يسبب اضطرابات كبيرة في شرق القدس، بالتزامن مع سماحها للمستوطنين المتطرفين باقتحامه، ما يؤكد أن استخدام القوة الإسرائيلية في مواجهة الاحتجاجات الفلسطينية سيكون بمثابة خطأ جسيم قد يزيد من تدهور الوضع الأمني".
يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد في تقرير ترجمته "عربي21" أن "التصعيد في الضفة الغربية وشرق القدس لا يتوقف، والحدث يتبعه حدث، ومن الواضح أن الاشتباكات التي تتركز في شعفاط، تنتقل مع مرور الوقت إلى كافة المراكز، وبتنا نشهد هجوما بعده هجوم، وتزايدا لعدد محاولات استهداف المستوطنين والجنود في كل المناطق، ما يتطلب استدعاء المزيد من قوات الاحتلال التي تعمل على تنفيذ عمليات تفتيش في كل منطقة على حدة".
حاييم غولديتش مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد أن "القدس تشهد أحداثا خطيرة استمرت حتى الليل، مما دفع قائد قوات حرس الحدود لوضع عشرة سرايا احتياط في حالة تأهب، بعد أن انضمت المزيد من الأحياء الفلسطينية الى هذه الاحتجاجات، بما في ذلك وادي الجوز ورأس العامود وبيت حنينا، حيث تم إطلاق الألعاب النارية على منازل المستوطنين، وإلقاء الزجاجات الحارقة على سياراتهم، وإحراق حاويات القمامة، ومهاجمة عناصر من قوات الاحتلال".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "اتساع نطاق الاحتجاجات الى كامل الأحياء الفلسطينية، دفع الجيش والشرطة والشاباك لإعلان التعبئة العامة في كامل شرق القدس لأن هذه الأحداث تذكرهم بما حصل قبل حرب غزة 2021، فيما أطلق مسلحون النار بينما كان المستوطنون يحاولون اقتحام قبر يوسف في نابلس، وفي ساحة رأس العامود، على بعد 200 متر من مئات عائلات المستوطنين اليهود انطلقت عشرات الألعاب النارية مصحوبة بهتافات "الله أكبر".
حازي سيمينتوف مراسل "القناة 13"، زعم أن "أحداث القدس تؤكد أن القوى الفلسطينية تريد إنشاء رابط بين كافة القطاعات الجغرافية الفلسطينية، وتدعو الشباب لتصوير المواجهات، وتحميلها على شبكة الإنترنت لتأجيج التحريض، خاصة أن ساعات المساء شهدت اندلاع اضطرابات عنيفة في عدد كبير من الأحياء والقرى، في شرق القدس وحولها، وشملت الاضطرابات إلقاء الزجاجات الحارقة والحجارة وإطلاق الألعاب النارية وإحراق العلب والإطارات وقطع الطرق شرق المدينة".
اقرأ أيضا: اشتعال المواجهات بين الاحتلال ومقاومين بالضفة الغربية (شاهد)
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الاحتجاجات التي نفذها شبان ملثمون توجهت بشكل رئيسي إلى قوات الشرطة، واستمرت حتى الليل، وتركزت في قرى وأحياء القدس، وألحقت أضرارا بالبنية التحتية ومنازل وممتلكات المستوطنين".
القناة 14 أكدت أن "شرطة الاحتلال فقدت السيطرة في القدس، عقب خروج الاحتجاجات الفلسطينية في جميع أنحاء المدينة عن سيطرة الجيش والشرطة".
ونقلت في حوارات ترجمتها "عربي21" عن "زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو تحميله للحكومة المسؤولية عن ما يواجهه المستوطنون وقوات الاحتلال من هجمات فلسطينية بسبب ضعفها على جميع الجبهات، وإهمالها للسلامة الشخصية للمستوطنين، فيما اعتبر عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش أنه في منتصف الأعياد اليهودية فإن القدس تحترق، وأشار السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة داني دانون إلى أن الأحداث الجارية تؤكد أن القدس تشتعل، وفي غضون 20 يوماً يجب أن نضع حداً لهذا".
دانا بن شمعون مراسلة صحيفة "إسرائيل اليوم" أشارت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "التصعيد في توترات القدس دفع شرطة الاحتلال لوضع أربع سرايا احتياط في حالة تأهب، وسيتم تفعيلها وفقا لتطور الأحداث في مختلف الساحات، فيما وصلت وزيرة الداخلية أييليت شاكيد إلى بيت حنينا، وحصلت على تغطية عامة من قائد الشرطة".
موقع "ميدا" استعرض أهم تطورات القدس في الليلة الماضية، قائلا إن "استمرار الأحداث بهذه الوتيرة يعني أن أمامنا المزيد من الليالي المرعبة المتفشية في القدس، لكن الليلة الفائتة ستكون من أصعب الليالي في الذاكرة الحديثة للمستوطنين في القدس، عندما تطورت عشرات مراكز الاحتجاجات لساعات عديدة، ما أعطى زيادة كبيرة في التوترات الأمنية السائدة في مختلف المناطق خلال الأسابيع الأخيرة".
وأشار في تقرير ترجمته "عربي21" إلى أن "التصعيد الخطير في القدس يأتي بعد فترة طويلة من التدهور في الوضع الأمني في المدينة بشكل عام، ووصل ذروته في الهجمات المسلحة الأخيرة التي أسفرت عن مقتل عدد من الجنود والمستوطنين".
معارضة إسرائيلية لتنفيذ عملية "السور الواقي 2"
تقدير إسرائيلي: عدوان واسع على جنين قد يتسبب بتحرك غزة
الاحتلال يخطط لتوسيع عملياته في الضفة لخلق واقع أمني جديد