سياسة دولية

أوكرانيا تعلن استعادة 88 منطقة سكنية من روسيا في خيرسون

القوات الأوكرانية تحرز انتصارات متتالية على الجيش الروسي- جيتي

أعلنت الرئاسة الأوكرانية، الجمعة، استعادة قواتها السيطرة على 88 منطقة سكنية في منطقة خيرسون، من روسيا التي سبق أن أعلنت ضم هذا الإقليم إلى أراضيها.

وقال نائب مدير المكتب الرئاسي الأوكراني كيريلو تيموشينكو، إن الجيش الأوكراني يواصل عملياته لاستعادة المناطق السكنية الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية بمنطقتي خاركيف وخيرسون.

وأضاف أن الجيش الأوكراني استعاد السيطرة على 551 منطقة في خاركيف، و88 منطقة في خيرسون منذ اندلاع الحرب.


وتابع: "تم تحرير 88 منطقة سكنية في خيرسون، حيث يقطن في تلك المناطق 11 ألفا و827 مدنيا".

 

اقرأ أيضا: الجنرال سوروفكين: الوضع صعب.. وحشد أوكراني قرب خيرسون
 

من جهته، أشاد الرئيس الأوكراني، الجمعة، بـ"نتائج جيدة" يحققها جيش بلاده في مواجهة القوات الروسية في منطقة خيرسون، حيث أعلنت كييف أنها استعادت السيطرة على عشرات البلدات واستولت على أسلحة روسية.


وقال زيلينسكي: "شكرا أيضا لجنود لواء المشاة الستين الذي تحقق وحداته نتائج جيدة في منطقة خيرسون"، معلنا الاستيلاء على أكثر من ثلاثين عربة مصفحة وألف مقذوف للدبابات وثلاث قطع مدفعية.

روسيا تعد خيرسون لتكون "حصنًا"


من جانبهم، قال الانفصاليون الموالون لروسيا الجمعة، إنهم يعملون على تحويل مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا إلى "حصن"، فيما تقوم روسيا بإجلاء السكان منها في مواجهة تقدم قوات كييف. 


واتهم نائب مسؤول منطقة خيرسون الذي عينته روسيا كيريل ستريموسوف الجمعة، القوات الأوكرانية بقتل أربعة أشخاص بقصف جسر أنتونوفسكي على نهر الدنيبر، والذي يستخدم لعمليات الإجلاء.


وأضاف على "تلغرام"، أن "مدينة خيرسون، مثل حصن، تعد دفاعاتها".


وبث التلفزيون الروسي صورا لسيارة متضررة وازدحام مروري للمركبات التي تنتظر عبور النهر. 

 

اقرأ أيضا: تقدم أوكراني في خيرسون.. وروسيا تسحب قواتها لخطوط دفاعية

وسرعان ما نفى الجيش الأوكراني استهداف المدنيين. وقالت المتحدثة باسمه ناتاليا غومينيوك: "نحن لا نقصف البنى التحتية الأساسية، ولا نقصف البلدات المسالمة والسكان المحليين". 


وحثت القوات الموالية لروسيا المدنيين على الانتقال إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبر، بينما تشن القوات الأوكرانية هجومًا مضادًا في منطقة خيرسون التي ضمتها موسكو مؤخرًا. وتخطط الإدارة الموالية لروسيا لإجلاء ما بين 50 و60 ألف شخص في غضون أيام قليلة. 


تلغيم سد


وانتقد سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف الأربعاء، "الإعداد للترحيل الجماعي للسكان الأوكرانيين" إلى روسيا "من أجل تغيير المكون السكاني للأراضي المحتلة".

 

وفي بروكسل، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الجمعة، بعد قمة للدول الـ27 أن الاتحاد الأوروبي سيزود أوكرانيا بمساعدات اقتصادية شهرية بقيمة 1,5 مليار يورو خلال العام المقبل.


وخلال اللقاء، دعت دول البلطيق الجمعة إلى إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة "جرائم العدوان" الروسية في أوكرانيا، تأييدا لطلب تقدمت به كييف، في اليوم الثاني من قمة الدول السبع والعشرين. 


بعد تراجعها في شمال شرق أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، تتعرض قوات موسكو أيضًا لضغوط في الجنوب حول خيرسون، وهي أول عاصمة إقليمية سيطرت عليها في آذار/ مارس، بعد وقت قصير من بدء هجومها.


واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس القوات الروسية بأنها "ألغمت السد ومنشآت محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية"، وهي من أكبر مرافق البنى التحتية في أوكرانيا. وقال زيلينسكي إن "روسيا تعد عمدا لكارثة واسعة النطاق... إذا انفجر السد فإن أكثر من 80 بلدة، بما في ذلك خيرسون، ستغمرها الفيضانات".


وأضاف أن هذا "يمكن أن يدمر إمدادات المياه إلى قسم كبير من جنوب أوكرانيا"، ويؤثر على تبريد مفاعلات محطة زابوريجيا للطاقة النووية المعرضة للخطر نظرا لتعرضها للقصف. وتستمد المحطة وهي الأكبر في أوروبا مياهها من بحيرة السد الاصطناعية التي تبلغ سعتها 18 مليون متر مكعب.


اعترف الجنرال سيرغي سوروفكين الذي تم تعيينه مؤخرا قائدا للقوات الروسية في أوكرانيا، الثلاثاء الماضي، بأن الوضع "متوتر" بالنسبة لجيشه في المنطقة، وحذر من أنه قد يكون عليه اتخاذ "قرار صعب للغاية". 


تهديد بيلاروسيا


وتتعرض منشآت الطاقة الأوكرانية للقصف منذ عشرة أيام مع اقتراب فصل الشتاء، في مواجهة القوات الروسية في الجنوب والشرق، كما شعرت بالقلق يوم الخميس من احتمال فتح جبهة جديدة في الشمال، من بيلاروسيا.


وصرح أوليكسي غروموف المسؤول في هيئة الأركان العامة الأوكرانية للصحافيين، أن "تهديد القوات الروسية باستئناف الهجوم على الجبهة الشمالية في ازدياد... هذه المرة، قد يكون الهجوم غرب الحدود البيلاروسية لقطع طرق الإمداد الرئيسية للأسلحة والمعدات العسكرية الأجنبية" التي تصل بشكل خاص عبر بولندا.


وفي 30 أيلول/ سبتمبر الماضي، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وثيقة ضم مناطق دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابيروجيا، وسط رفض وتنديد غربي واسع.

وسيطرت روسيا على المناطق الأربع بعد هجوم عسكري أطلقه جيشها في 24 شباط/ فبراير الماضي، وتشترط موسكو لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية لا سيما حلف الناتو والتزام الحياد، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلا" في سيادتها.