بعد أن راقبت دولة الاحتلال بقلق فوز التيارات اليمينية في الانتخابات الأوروبية الأخيرة، لا سيما في السويد وإيطاليا، فقد جاءت الأزمة مع بولندا لتصب مزيدا من الزيت على نار التوتر الإسرائيلي مع دول القارة العجوز.
وتدفع الانعطافة الأوروبية إلى اليمين إسرائيل لتأصيل الحدث بالعودة لأبعاد تاريخية مهمة في هذا التبلور، خاصة وأن هذا التوجه اكتسب زخما في السنوات الأخيرة، على اعتبار أن هذا التوجه قد يحمل بين طياته موجة من العداء التقليدي لإسرائيل، بدل التعاطف تجاهها، لا سيما وقد اختارت الصحافة الإسرائيلية تغطية فوز اليمين الإيطالي والسويدي بعبارات مثل "إنجاز للفاشيين الجدد في روما"، و"عودة إلى أيام موسوليني".
مردخاي ليفمان الكاتب في موقع "نيوز ون"، ذكر أنه "خلال سنوات عديدة اتخذ الاتحاد الأوروبي موقفاً عدائياً منظماً تجاه إسرائيل، تقريبا منذ إنشاء الاتحاد الأوروبي، على الأقل من الناحية التاريخية، وهذا المحور بدءًا من السبعينيات، وبسبب مجموعة متنوعة من العوامل الاقتصادية والسياسية، وبعض العوامل المعادية للسامية، تبنى مواقف منظمة التحرير الفلسطينية، بل ساهم مساهمة حقيقية في وجود عشرات المنظمات التي عملت وتعمل اليوم ضد إسرائيل".
اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي: الخلاف مع أوروبا حول فلسطين لا يزال قائما
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الدول التي كانت لها تقاليد صداقة لسنوات عديدة تجاه إسرائيل، مثل هولندا والسويد وآخرين، تبنوا نهج التعصب، وأصبحوا مناهضين لإسرائيل، لا سيما عندما يدعم هذا النهج عدد متزايد من السكان العرب والمسلمين فيهما، بحكم قوانين الهجرة الليبرالية التي سيطرت على القارة، مع ما تشهده أوروبا الشرقية بالذات من حدث آخر معاكس آخذ في التبلور، يطمح إلى أبعاد ذات أهمية تاريخية، واكتسبت زخمًا في السنوات الأخيرة، وجوهرها الانعطاف إلى اليمين، وشمل هذا التوجه عداءً تقليديا لإسرائيل، بدل التعاطف معها".
وأشار إلى أن "دولا أخرى مثل التشيك والمجر وسلوفاكيا والنمسا في الوقت ذاته أعلنت تغيير قواعد اللعبة التلقائية المعادية لإسرائيل، بزعم أنها صديقتها الجديدة، لكن الآونة الأخيرة شهدت انضمام دولتين قويتين بشكل خاص، وهما السويد وإيطاليا، إلى هذه الكتلة القوية التي لا تكن كثيرا تعاطفا مع إسرائيل، فضلا عن بولندا المهمة بشكل خاص في الكتلة السياسية الجديدة، وبعد أن كانت بصدد اتخاذ قرار بشأن نقل سفارتها إلى القدس، لكن المعارضة فيها أحبطت هذا التوجه".
في ذات الوقت الذي تبدي فيه محافل إسرائيلية تخوفها من التوجهات العدائية الأوروبية نحوها، لكنها لا تقلل أبدا من السلوك العدواني لرئيس الحكومة يائير لابيد تجاه القارة الأوروبية، بزعم أنه "مدفوع بهستيريا" معادية، وصلت ذروتها في افتعال أزمة دبلوماسية مع بولندا، وكأنه على حد وصف خصومه أطلق باتجاهها "صواريخ باليستية"، سواء من أجل إعادة ممتلكات الناجين من المحرقة، وأخيرا بسبب زيارات الإسرائيليين إلى معسكرات النازيين في وارسو.
هذا يعني أن الحكومة الإسرائيلية ذاتها تتحمل المسؤولية في تحويل عدد من الدول الأوروبية من صديقة لها إلى عدوة، وبدلا من أن تكون دولة الاحتلال حجر الزاوية للدول الأوروبية الصديقة، فقد تحولت إلى حجر الزاوية في تجدد معاداتها، ولذلك شهدت السنوات الأخيرة انجراف المزيد من دول أوروبا نحو العداء تجاه إسرائيل، وهو ما حدث في هولندا وبلجيكا، حتى لو اتهمتهما إسرائيل بمناهضة الديمقراطية ومعاداة السامية، لكن النتيجة المتخوفة بنظر الإسرائيليين أن هذه الدول تعزز علاقاتها مع العناصر الفلسطينية في أوروبا.
خبير إسرائيلي: الحكومة بخدمة حركات "الهيكل" لتسريع بنائه
خبيرة اقتصادية: بديل الغاز الإسرائيلي لأوروبا "غير عملي"
صحيفة عبرية: هل هي بداية برود علاقات بين الاحتلال وإيطاليا؟