طرحت مجلة "إيكونوميست"
تساؤلا، بشأن ما إذا كانت ستحدث مواجهة بين مصر من جهة والسعودية وصندوق النقد
الدولي من جهة أخرى، على خلفية الأزمة التي تمر بها القاهرة، بعد القرض الأخير لصندوق
النقد وتعويم الجنية، وهبوطه إلى مستويات قياسية في تاريخه أمام الدولار.
وقالت المجلة في تقرير
ترجمته "عربي21"، إن الواقع يلاحق الجنيه المصري منذ الغزو الروسي
لأوكرانيا، ولجوء المستثمرين الأجانب للفرار من الأصول المحفوفة بالمخاطر. مشيرة
إلى أن العجز المتوقع في الحساب الجاري للبلاد وتسديد الديون على مدى الشهور الـ18 المقبلة، يساوي احتياطاتها البالغة 33 مليار دولار.
ولفتت إلى أن الاضطرابات
الاقتصادية سوف تبعد المستثمرين الأجانب، ما يعني أن القاهرة ستلجأ إلى الأصدقاء
القدامى في الخليج، الذين أقرضوها ما بين تشرين الثاني/ أكتوبر وآذار/ مارس من هذا العام 18 مليار دولار، وهي الكويت والسعودية والإمارات، للاحتفاظ بالاحتياطي الأجنبي.
وأضافت المجلة أن صندوق النقد الدولي أفاد بأن
العمل جار على صفقة أخرى بقيمة 5 مليارات دولار، على الرغم من أنه لم يذكر من أين
ستأتي الأموال.
وقالت "إيكونوميست"
إن مصر ليست الدولة الوحيدة التي تعتمد على هذا الشكل غير العادي من الكرم الأجنبي، وضربت أمثلة بالباكستان والأرجنتين، مشددة على أن الودائع والمبادلات
حل سريع، لكن في النهاية يريد المقرضون الخليجيون استعادة أموالهم، وبالنظر إلى
السرعة التي أحرقت فيها القاهرة احتياطيها، فمن غير الواضح ما إذا كان بمقدورهم
استعادة الأموال حين يلزم الأمر.
اقرأ أيضا: MEE: أزمة المناخ ومقاومة ديكتاتورية السيسي أمران مترابطان
وأشارت إلى أنه يمكن أن تصبح الاحتياطيات
الأجنبية المستنزفة كابوسا لمحافظي البنوك المركزية، وتترك الحكومات غير قادرة
على سداد القروض، وفي بعض الأحيان يجب اللجوء لتقييد عمليات السحب وفرض ضوابط على
الواردات، يتبع ذلك نقص في السلع الأساسية، في أسوأ السيناريوهات، ويطلق المستثمرون
الأجانب المرعوبون أزمة عملة.
ودللت المجلة
على الأزمة في مصر مع الخليج بما جرى في لبنان، بعد تعثر ما وصفته
بـ"الصداقة" عام 2016، حين "انتصر حزب الله المدعوم إيرانيا"
في السياسة اللبنانية، وإعراب الرياض عن استيائها، وقيامها بسحب الودائع المقدمة
لمصرف لبنان المركزي.
وأوضحت أنه
وبعد 3 سنوات، ساهم الضغط على الاحتياطات الأجنبية إلى الانهيار المالي في لبنان،
لافتة إلى أن مصر وباكستان كذلك ربطتا احتياطياتهما الأجنبية بموافقة الخليج
والصين، فهو أساس هش للاستقرار الاقتصادي.
وشددت المجلة على
أنه ليس من الواضح تماما كيف ستتعامل القاهرة مع ودائع المقرضين إذا تخلفت
الدولة عن السداد، وسيتعين اختبار الوضع من خلال إعادة الهيكلة، بحسب براد سيتسر
من مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، وهو ما يطرح احتمالية المواجهة بين
المانحين.
ولفتت إلى أن قرض صندوق النقد للقاهرة كان
أكثر تواضعا مما كان متوقعا، واعتمد على تمويل ثنائي إضافي، وسبق أن قدمت الرياض
قروضا في وقت سابق من العام، حين لم يكن الوضع الاقتصادي في مصر بهذا السوء، لكن
كلا الجانبين الآن يتطلعها لإخراج نفسه من موقع محرم.
وأوضحت أن الرياض والقاهرة لا تريدان الوقوع في
مأزق بالحصول على مزيد من القروض الكبيرة، أو خسارة الأموال، فضلا عن غرق مصر، نظرا لأن المسافة بين الجانبين قصيرة، وعليهما ضمان عدم انهيار اقتصادها.
الشتاء القارس قد يلعب دورا كبيرا في مسار الحرب بأوكرانيا
فايننشال تايمز: هل بمقدور السيسي نزع الاقتصاد من يد الجيش؟
WP: بوتين يقيم "تحالفا صعبا" مع السعودية وإيران لمصلحته