يتجه
"مصرف
سوريا المركزي" إلى التعامل بنظام تحويل الرسائل المالية الروسي
"SPFS"،
مدفوعا كما يبدو لمحللين اقتصاديين تحدثوا لـ"
عربي21" بضغط من
روسيا، التي
تحاول الاستعاضة عن نظام الدفع العالمي "SWIFT" بنظامها الناشئ، بعد
استبعاد بنوكها من النظام المصرفي العالمي، في إطار العقوبات جراء غزو أوكرانيا.
توجُّه
النظام السوري هذا، أكده مدير العمليات المصرفية في "مصرف سوريا المركزي"
فؤاد علي، عندما أعلن قبل أيام أن "المصرف لديه قنوات للتعاون مع روسيا والدول
التي تتعاون معها في نظام الحوالات المالية الخاص بها "SPFS"".
وتابع
علي قائلا: "لقد حققنا خطوات للانضمام إليه، لكن حتى الآن يعدّ نظام الحوالات
الروسي ناشئا، وحاليا لا يفيدنا من الناحية المالية، ونحن نسير فيه، وعندما يتوسع
وتنضم إليه الصين وإيران ودول بريكس وغيرها، سيكون خيارنا".
وأساسا يخضع "مصرف سوريا المركزي" وعدد آخر من المصارف السورية لعقوبات أمريكية
منذ أواخر العام 2020، وهو ما يجعل المصرف يعاني من إشكاليات كبيرة.
"ضغط
روسي"
وتعليقا،
يقول الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد ناصيف لـ"
عربي21"؛ إن روسيا تحاول حاليا
إنشاء كيان مالي بديل عن نظام "SWIFT" العالمي، معتقدة أن لديها القدرة والدول
المتحالفة معها على تفعيل هذا النظام الجديد (SPFS)، للتخفيف من تبعات عزلها
ماليا على المستوى الدولي.
ويضيف
الخبير الاقتصادي، أنه يبدو أن النظام السوري استجاب للضغط الروسي، وبدأ فعلا بالدخول
في النظام الروسي المالي، وخاصة أن "هناك بعض الأفق لزيادة عدد الدول والمصارف
التي قد تنخرط في النظام الروسي، مثل إيران وغيرها من الدول المتحالفة مع موسكو".
ويقول
ناصيف؛ إن دخول النظام في "SPFS"، يسهل معاملاته التجارية ومعاملات التجار
مع روسيا، بغض النظر عن حجم التبادل التجاري بين روسيا والنظام.
"بعض
المكاسب"
لكن الخبير الاقتصادي، الدكتور يحيى السيد عمر، يقول؛ إن نظام "SPFS" الحوالات البديل، يعد
منخفض الفاعلية، فهو يضم البنوك منخفضة الأهمية، وهو لا يغني عن الاتصالات المالية
الدولية.
ويضيف
لـ"
عربي21" أن انضمام منظومة النظام الاقتصادية إلى نظام التحويلات المالية
الروسية، لن يقدم له حلولا جذرية، خاصة في ظل العقوبات الغربية والدولية عليه.
ويوضح
السيد عمر أن انخفاض فاعلية انضمام حكومة النظام لنظام التحويلات المصرفية الروسية
يظهر من خلال الدول التي تربطها علاقات اقتصادية مع حكومة النظام، فمصر والأردن والعراق
والإمارات العربية المتحدة، ليست ضمن نظام التحويل المصرفي الروسي، ولذلك لن تستفيد
حكومة النظام من هذا الأمر مع هذه الدول، وهو ما يخفض فاعليته.
لكنه
يستدرك: "قد تحقق حكومة النظام بعض المكاسب في تسهيل تبادلها التجاري مع روسيا،
لكنها منافع متواضعة نسبيا لا تغير في جوهر الظروف الاقتصادية التي تواجهها، ناهيك
عن أن روسيا ذاتها تعاني من تبعات عزلها عن نظام "SWIFT"".
"فوائد
لروسيا"
أما
الباحث الاقتصادي أدهم قضيماتي، فيرى أن انضمام النظام السوري لنظام الحوالات الروسي
"SPFS"
نوع آخر من خروج النظام المصرفي التابع للنظام السوري عن النظام المصرفي العالمي؛ لأن
النظام المصرفي الروسي في الأصل خارج عن النطاق المصرفي العالمي.
وفي
حديثه لـ"
عربي21" يقلل قضيماتي من الفائدة المرجوة من الدخول في النظام المصرفي
الروسي بالنسبة للنظام السوري، ويقول: "بالمحصلة، يمكن أن يستفيد الروس من انضمام كهذا، لسهولة إجراء المعاملات المتعلقة بالاستثمارات الموجودة في سوريا، التي تنازل
عنها النظام السوري ووهبها للروس مقابل مساندته في قمع الشعب السوري".
نظام
"SPFS"
واستحدثت
روسيا في العام 2015، نظام دفع "SPFS" بعد فرض عقوبات اقتصادية عليها بسبب ضمها
شبه جزيرة القرم، وفي مطلع العام الحالي فعلت روسيا هذا النظام بعد فصلها عن نظام
"SWIFT"
العالمي.
وتقول
مصادر روسية؛ إن عدد مستخدمي النظام الروسي الخاص بتحويل الأموال، بلغ 52 شركة من 12
دولة.