قالت
مجلة "ذي أثليتك" إن مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لمشجعة بمونديال قطر 2022 رفضت الحديث لقناة
إسرائيلية حظي بخمسة ملايين تعليق.
وأشارت إلي أن اللقطات المصورة لمشجعين يرفضون التواصل والتعامل مع الصحفيين الإسرائيليين تصدرت "الترند" على مدار الأيام القليلة الماضية، ولاقت آلاف التعليقات وإعادة التغريد والمشاركات.
وفي واحدة من لقطات الفيديو، قال مشجع يرتدي القميص السعودي لصحفي إسرائيلي: "لا يوجد بلد اسمه إسرائيل، هناك بلد اسمه فلسطين".
وفي مناسبة أخرى، رفعت مجموعة من المشجعين المغاربة بشالاتهم لصحفي، قبل أن يعرفوا أنه إسرائيلي، ليعرضوا عنه.
وقالت المجلة إن واحدا من أكثر اللقطات التي تم تداولها بشكل واسع كانت عندما حاول الصحفي راز شيشنك من موقع "واي نت"، الذي يعدّ واحدا من أهم المنابر الإسرائيلية على الإنترنت، التخفي كصحفي إكوادوري. وقال إنه فعل هذا من أجل الحصول على فرصة للحديث مع مشجع كرة قدم عربي، بعد الذي لقيه من العداوة في المحاولات السابقة.
وبعد مباراة البرازيل، حاول شيشنك أن يتحدث مع بعض المشجعين الذين يرتدون القميص البرازيلي في شوارع الدوحة. وفي المباريات، ارتدى الكثير من مشجعي الكرة العرب قمصان الفريق وكذا الأرجنتين. وقال شيشنك: "في إسرائيل كبرنا مع بيليه والفرق العظيمة في السبعينات"، و"ربما ارتكبت خطأ عندما حاولت تقديم نفسي كصحفي من الإكوادور، حتى يتحدث معي الناس. وكل ما أردته تصريحا منهم حول اللعبة، ولم يكن مهما من أين جئت".
و"لكن بعد ثلاث أو أربع حوارات، عرف بعضهم أنني لست من الإكوادور، وبدأ العويل والصراخ، والتفوا حولي، وصوروا هذا ووضعوه على منصات التواصل، وأصبح منتشرا، وعندها عرفوني وبدأوا بالبحث عني".
وتم وضع لقطات أخرى لمواجهة مع شيشنك خارج الملعب وجدال مع شخص محلي. وأخبر أنه لم يعد مرحبا به في قطر. وأضاف الشخص المحلي قائلا: "كل واحد يكره إسرائيل"، وعليه حزم حقائبه والرحيل. ورد شيشنك: "إسرائيل للأبد وسنبقى للأبد".
وفي السنوات التي سبقت مباريات كرة القدم، تساءل الكثيرون كيف ستتعامل قطر مع الصحافة الإسرائيلية، رغم عدم وجود علاقات مع إسرائيل، وعليها الالتزام في الوقت نفسه بتعليمات الفيفا، وهي الترحيب بالجميع.
وقبل أسابيع من المباريات، سمح للطيران المباشر من تل أبيب إلى قطر، وكما سمحت الحكومة القطرية للدبلوماسيين الإسرائيليين تقديم المساعدة للمشجعين، وفتحت إذاعة "كان" الإسرائيلية استوديو لها في العاصمة القطرية. ولم يتأهل المنتخب الإسرائيلي للمباريات، حيث جاء في المرتبة الثالثة في مرحلة التأهل بعد أسكتلندا والدنمارك.
والموقف الرسمي القطري هو عدم التطبيع إلا بعد قيام الدولة الفلسطينية، وحاول مشجعو الفريق القطري منح حضور لفلسطين داخل الملاعب، من خلال رفع
العلم الفلسطيني والرايات الفلسطينية.
وقبل مباراة قطر مع السنغال يوم الجمعة، التي انتهت بهزيمة المنتخب القطري 3-1، تحدثت ذي أثليتك مع نور،27 عاما، وهي فلسطينية ولدت في الدوحة، لكنها تقدم نفسها كفلسطينية لأن عائلتها أجبرت على الرحيل في الستينات: "كان على جدتي المشي عندما أجبرت على ترك منزلها، وجاءوا إلى الأردن ثم الدوحة"، و"هناك الكثير من الأعلام؛ لأن هذه القضية لا تمثل الفلسطينيين فقط".
وقبل أسبوع، حذرت الأمم المتحدة من وصول النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني إلى "درجة الغليان".
وقالت المجلة إن العلاقات الدبلوماسية مع دول في الخليج والسودان والمغرب وسماح السعودية للطائرات الإسرائيلية استخدام مجالها لم يرفق بذوبان في المواقف العامة من إسرائيل.
وقابلت المجلة صحفيين إسرائيليين طلبا عدم تحديد مكانهما، وأصر آخر على عقد المقابلة في شقته؛ لأنه لم يرتح للنقاش في الأماكن العامة. وفي حادث للاعب دولي إسرائيلي سابق اسمه إيلي أوبانا، حيث ركب عربة غولف مع شرطي قطري. وعندما سأله المسؤول القطري: من أين أنت، رد: من إسرائيل. وكان جواب الشرطي: "هل أنت متأكد أنك من إسرائيل، أنت تمزح. وقرر أوبانا المزاح، وقال إنه من البرتغال، ليرد الشرطي: لو تم الشك بك أنك من إسرائيل، لأجبرت على العودة من المطار.
وقال أوري ليفي من إذاعة "كان"، الذي يعمل من الدوحة في أثناء المباريات، وله تجربة في تغطية الرياضة وكرة القدم في الشرق الأوسط، إن لديه نهجا مختلفا؛ نظرا لمعرفته باللغة العربية والفرنسية والإسبانية، وقال إنه يعرف الكثير من السيناريوهات التي يواجه بشأن المكان الذي جاء منه، لكنه قادر على التعامل معها.
وفي أثناء تغطيته لمباراة البرتغال والأورغواي يوم الاثنين، حوصر بردود فعل "الحرية لفلسطين" و"اخرج"، وقالت فتاة عبارات معادية لليهود، لكنه كان يتوقع الأسوأ.
وأضاف: "أعرف النقاش السياسي العربي داخل المجتمع الفلسطيني والنقاش في المنطقة، وهو ما يجعلني حزينا، ولا يعرفون من أنا وكيف أنظر للوضع".
وفي أثناء مباراة أستراليا يوم السبت، رفع مشجعو تونس العلم الفلسطيني. وقال عبد الرحمن: "كإنسان، سأقوم بنفس العمل، ودعم أي شعب يعيش تحت الاحتلال، ففي الإسلام، نحن مطالبون باحترام اليهود وكل الجنسيات والأديان، ولا أريد أي أذى للشعب اليهودي".