صحافة إسرائيلية

دعوة آيزنكوت لمظاهرات تثير مخاوف انزلاق الخلافات السياسية للشوارع

دعوات آيزنكوت للتظاهرت قوبلت بمعارضة شديدة من قبل اليمين المتظرف الذي يسيطر على الائتلاف الحكومي الجديد- جيتي

تتصاعد الاستقطابات السياسية والخلافات الحزبية بين الأوساط الإسرائيلية، سواء بين المعارضة والائتلاف، أو داخل الائتلاف قيد التشكل ذاته، فيما تسببت الدعوة التي أطلقها رئيس أركان جيش الاحتلال السابق غادي آيزنكوت لخروج ملايين الإسرائيليين إلى الشوارع "إذا أضر نتنياهو بالديمقراطية"، بالكثير من المخاوف وردود الفعل بين مؤيد ومعارض.


نداف آيال مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر أن آيزنكوت يدخل المعارضة في جوّ عدواني، تحت ذريعة أن نتنياهو "أضر بشكل قاتل بالدولة، والمصالح الوطنية".


وفي مقابلة ترجمت أجزاء منها "عربي21" دعا آيزنكوت إلى موجة احتجاج غير مسبوقة ضد خطوات الحكومة المقبلة، قائلا: "أنا أعارض بشدة دخول الحكومة الحالية، ولا أنوي ترك النظام السياسي، بل البقاء، والقتال، نتنياهو يمتطي النمر، في حين يمسك سموتريش وبن غفير بذيله، ولذلك فأنا أخاف على وجود الدولة".



نينا فوكس مراسلة صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن أعضاء الائتلاف الحالي المتجهين لصفوف المعارضة أن دعوة آيزنكوت مشروعة، لأن حق التظاهر مكفول.


وكتب نائب وزير الاقتصاد يائير غولان من حزب ميرتس أنه "عندما تبدأ حكومة الفظائع في التحرك فلن نصمت، ولن نأكل شعارات حالة الطوارئ، وإن اليوم الذي تؤدي فيه الحكومة الجديدة اليمين سيكون بداية الحرب على البيت، تدخل إسرائيل المعركة من أجل هويتها ووجودها، والنصر يكمن بالقدرة على تجميع كتلة احتجاجية حرجة، حتى يعود من سيقيم في مقر رئاسة الحكومة إلى بيته مرة أخرى".


وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن عضو الكنيست موشيه توربيس من حزب "يوجد مستقبل" دعا للمشاركة في التظاهرة، وذكرت عضو الكنيست نعمة لازيمي من حزب العمل أن "الدولة ليست محرمة على أحد، ولن يهددنا أحد"، أما وزير الشؤون الدينية ماتان كهانا فقال إنه "إذا انهارت الحكومة، فسنضطر لإخراج الناس للشوارع".


في المقابل، هاجم أعضاء الحكومة المتشكلة من اليمين دعوة آيزنكوت، وقال عضو الكنيست ميكي زوهار من الليكود إنها "محاولة واضحة ومخزية للتحريض"، أما زميلته في الحزب غاليت أتفاريان فاعتبرت أن رئيس الأركان السابق لأنه خسر الانتخابات، يدعو للتمرد، ووافقهما عضو الكنيست موشيه غفني من يهدوت هتوراة بقوله، إن "آيزنكوت يعاني من نقص في الوعي الذاتي، لقد نزل الملايين للشوارع، وصوتوا بشكل صحيح".



ولعلها المرة الأولى منذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، إسحاق رابين عام 1995، التي تجري خلالها الدعوة لمظاهرات مليونية بين الإسرائيليين، مع تزايد الخلافات الداخلية، ووصولها معدلات غير مسبوقة من الاتهامات والتهديدات، الأمر الذي يفسح المجال لانتشار مفردات جديدة على القاموس الإسرائيلي أبرزها "الحرب الأهلية" بين اليهود، بسبب تنامي مستويات الكراهية، ودفع تصاعد التوتر بينهم للتحذير أنها قد تكون سببا في نهاية المشروع الصهيوني، وطي صفحته.


ورغم التباين الإسرائيلي من دعوة آيزنكوت للتظاهر المليوني، فإن الإسرائيليين يخشون أن تتسبب هذه الدعوة بـ"إخراج" وحش الحرب الأهلية من مخبئه، والتهديد بتمزيقهم من الداخل، لأنه يزداد كلما زاد مستوى الخلافات الحزبية والسياسية، وخروج الأمر عن تباين الآراء وتعارضها، لا سيما في ظل حالة الانزياح المتصاعدة نحو معسكر اليمين، واليمين المتطرف الراديكالي، الذي يتبع قاعدة "من ليس معنا، فهو ضدنا"، مع استناده في مواقفه السياسية لمعتقدات دينية غيبية، تجعل الخلاف معه "هرطقة" تستوجب القتل.