تواصل
الأوساط العسكرية والأمنية للاحتلال بث المزاعم حول طرق التهريب
الإيرانية
لأسلحتها إلى
سوريا ولبنان، عقب الاستهداف المتكرر لشحناتها وقوافلها بالطيران
الإسرائيلي، مما فتح جبهة جديدة بينهما تتعلق بالبحث عن طرق ومسالك جديدة لإيصال
الوسائل القتالية المتطورة من طهران إلى بيروت، مرورا بالعراق وسوريا.
آخر
هذه المزاعم الإسرائيلية، تمثلت ببحث أصدره مركز متخصص في الدراسات العسكرية، ذكر
أن شركة الطيران المدنية الإيرانية "ماهان إير"، مسؤولة عن تهريب
الأسلحة، وطياروها "المستعارون" أعضاء في الحرس الثوري، يحملون على متن
طائراتها مئات الكيلوغرامات من المعدات الحربية.
دانيال
سيلاما مراسل صحيفة
يديعوت أحرونوت، نقل هذه المعلومات من دراسة معهد
"ألما" المتخصص بدراسة التحديات الأمنية الإسرائيلية الشمالية، وأشار إلى
أن "شركة "ماهان إير" تمارس نشاطا مدنيّا عاديّا للمسافرين، بجانب
نشاط عسكري سري يهدف لنقل الأسلحة لسوريا ولبنان، مع الحفاظ على السرية.
وأكد
المركز أن الطائرات يقودها عشرات الطيارين الذين يعرفون البضائع التي يحملونها،
ومهمتهم التأكد من وصولها لوجهتها بأمان، حيث تدير الشركة مئات الرحلات الجوية
سنويّا بين طهران ودمشق وبيروت، وتطير لوجهات أخرى في الشرق الأوسط وأوروبا
الشرقية، لكنها لا تستطيع الطيران لأوروبا الغربية ووجهات أخرى بسبب العقوبات
الغربية".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "الشركة تحتفظ بأسطول من الطائرات عفا
عليها الزمن، ولم تعد موجودة في العالم، باستثناء طائرات الشحن في حالات
استثنائية، وتتمتع بعضها بقدرة شحن كبيرة جدّا، يمكن لها أن تحمل حمولات ثقيلة في
بطونها.
وقد
فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها بزعم أنها تنسق بشكل وثيق مع فيلق القدس
التابع للحرس الثوري، الذي يطير سرا برجاله وأسلحته وأمواله، وتقدم خدمات نقل لحزب
الله، وتنقل جنودا وأسلحة باسمه".
وأوضح
أن "إيران وحزب الله يستخدمان الرحلات الجوية المدنية لسوريا ولبنان؛ لتهريب
مكونات عسكرية متطورة وصغيرة نسبيّا، قد تتنكر في الأمتعة، كما تم نقل مكونات
الطائرات بدون طيار ومكونات الصواريخ بهذه الطريقة؛ حيث لدى الشركة بوليصات شحن
بعشرات الأطنان من المعدات إلى دمشق ولبنان، يتم استلامها من وكالة سفريات دفعت
رسوما إضافية للأمتعة الزائدة بمئات الكيلوغرامات على الطائرة، وهي أوزان غير
معقولة للراكب العادي".
تال
باريه رئيس قسم الأبحاث في "ألما"، ومعدّ الدراسة، زعم أن "شركة
الطيران الإيرانية تعمل وكيلا كاملا لفيلق القدس لنقل المعدات والنشطاء، ويتمتع
الفيلق بإمكانية الوصول المباشر لأنظمة الكمبيوتر الخاصة بالشركة، كما أن موظفيها
على اتصال وثيق ومستمر مع أفراده، ويحتمل أن يكون بعض الطيارين أعضاء معارين من
الحرس الثوري".
تكشف
المزاعم الإسرائيلية أن ما تراه نجاحا باستهداف شحنات الأسلحة الإيرانية المتجهة
إلى لبنان عبر سوريا والعراق، ليس كابحا لنشاط الإيرانيين في الاستمرار بهذه
المهمة الاستراتيجية، وليس من الواضح أن هذه الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة ضد
قوافل وشحنات الأسلحة الإيرانية المتجهة إلى
حزب الله فرضت قيودا على هذه العمليات
المستمرة: برا وبحرا وجوا؛ لأن إيران ليست بصدد الاستغناء عن رغبتها بنقل المزيد
من أسلحتها إلى سوريا ولبنان، ما يعني استمرار هذه الحرب لسنوات عديدة.