من المقرر أن تعقد
البعثة الأممية في
ليبيا اجتماعا عسكريا في الأيام القادمة بعد تقديم المبعوث الأممي إحاطة لمجلس الأمن، وسط تساؤلات عن هدف الاجتماع وما إذا كانت البعثة ستقوم باستخدام العسكريين للضغط على الساسة في ليبيا.
وأكد عضو اللجنة العسكرية المشتركة التابع لقوات
حفتر، الهادي الفلاح، أن اللجنة ستعقد اجتماعا عسكريا مع المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، خلال شهر كانون الثاني/ يناير المقبل وأن الاجتماع سيكون في مدينة سرت (وسط البلاد).
"نشر مراقبين"
في حين كشفت وكالة "نوفا" الإيطالية أن "الاجتماع سيعقد يوم 15 يناير من العام الجديد وأن المبعوث الأممي، باتيلي، يسعى لأن يسفر الاجتماع عن خطوات لتوحيد المؤسسة العسكرية، ونشر مراقبين أمميين لرصد وقف إطلاق النار"، وفق معلوماتها.
وطالب باتيلي خلال إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن، مجلسي النواب والدولة بالتخلي عن المصالح الشخصية والعمل على إجراء
الانتخابات.. مشددا على أنه "إذا لم يتوصل المجلسان إلى اتفاق فينبغي البحث عن آليات بديلة لرفع المعاناة القائمة بسبب إجراءات سياسية مؤقتة أصبحت غير ملائمة اليوم".
والسؤال: هل تستغل البعثة الأممية عسكريي ليبيا في الضغط على الساسة هناك من أجل إجراء الانتخابات؟
"لجنة مناطقية"
من جهته، قال وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي، إن "اللجنة العسكرية المشتركة بشقيها أصبحت للأسف تمثل المناطقية ولا تمثل الجيش الليبي الموحد، لذا فهي ضعيفة ولا تستطيع أن تملي رأيها على التيارات السياسية المتصارعة على السلطة".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "اجتماع سرت المقبل لا أهمية له، كون المبعوث الأممي هو من طلب الاجتماع باللجنة العسكرية المشتركة كما فعل سابقا مع الأعضاء المرشحين للانتخابات الرئاسية. أي إنه اجتماع تقليدي وروتيني"، وفق تقديره.
"مسار مواز"
في حين رأى الأكاديمي من الشرق الليبي، عماد الهصك، أن "اجتماع بعثة الأمم المتحدة المقرر مع اللجنة العسكرية المشتركة يأتي في إطار اهتمام البعثة بالشق الأمني والعسكري، وهما ملفان مهمان بالنسبة للبعثة؛ لأنها من خلالهما تسعى إلى تحقيق الحد الأدنى من الاستقرار اللازم لإجراء الانتخابات، وهما يشكلان مسارًا موازيًا للمسار السياسي".
واستبعد خلال تصريحه لـ"عربي21" أن "تقوم البعثة من خلال هذين الملفين بتحقيق أي ضغط على السياسيين، أو السير في مسار بديل عن المسار السياسي وخلق حالة من التوافق بين الأطراف الليبية، هذا التوافق الذي ترى فيه البعثة الحل الأمثل للأزمة"، بحسب رأيه.
وحول إحاطة باتيلي بخصوص مجلسي النواب والدولة، فإنه قال: "هي تصريحات تأتي في إطار ممارسة المزيد من الضغط عليهما للرضوخ لأية تسوية يمكن أن تطرح من قبل البعثة، بما في ذلك احتمال تشكيل حكومة ثالثة بمهام محددة في مقدمتها الانتخابات".
"معضلة الانقسام والانتخابات"
الصحفي الليبي، محمد الصريط، قال من جانبه إن "الاجتماع العسكري بحضور المبعوث الأممي له أهمية محدودة، كون القوى العسكرية انعكاسا لقوى سياسية متنفذة في المشهد بشكل جذري، خاصة أن العسكريين يعانون من انقسام مؤسساتي عميق".
وتابع في حديثه مع "عربي21": "البعثة الأممية تسعى للتواصل مع جميع القوى الموجودة على الأرض، لكن يفترض ألا تعتمد كثيرا على القوى العسكرية لأنها جزء من المعضلة وليست جزءا من الحل، لذلك فأعتقد أن التواصل معهم هدفه فهم وجهات النظر حول مقترح البعثة للحل ومنها العملية الانتخابية".