قتل خمسة أشخاص على الأقل وأصيب عشرات آخرون في قصف روسي على
خيرسون جنوبي أوكرانيا، وذلك في أحدث هجمات ينفذها الجيش الروسي في إطار حرب مستمرة لا ترى تركيا، الوسيط القوي بين الطرفين أنها ستنتهي قريبا.
وأعلن ياروسلاف يانوشيفيتش حاكم منطقة "خيرسون" جنوبي أوكرانيا، السبت، مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 35 آخرين في "هجوم روسي" استهدف عشية عيد الميلاد وسط المنطقة.
ونقلت صحيفة "كييف اندبندنت" المحلية عن يانوشيفيتش قوله إن "
القوات الروسية هاجمت وسط خيرسون، السبت ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 35 آخرين، 16 منهم بحالة صحية حرجة"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
والجمعة، أسفرت الهجمات الروسية على خيرسون عن مقتل 5 مدنيين وإصابة 17 آخرين، من بينهم فتاة تبلغ من العمر 6 أعوام، بحسب يانوشيفيتش.
وأضاف المسؤول المحلي أن "القوات الروسية قصفت خيرسون أمس 74 مرة بالمدفعية وقذائف الهاون والدبابات".
وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالهجوم الروسي على خيرسون، قائلا إنه "إرهاب، وقتل من أجل الترهيب والمتعة".
وأضاف زيلينسكي، في تغريدة عبر توتير، لقد "وقع الهجوم الإرهابي صباح السبت، عشية عيد الميلاد، في الجزء الأوسط من المدينة".
وتابع قائلا: "على العالم أن يرى ويفهم الشر المطلق الذي نحاربه".
وفي 30 أيلول/ سبتمبر الماضي، وقع بوتين وثيقة ضم مناطق دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزاباروجيا إلى روسيا، وسط رفض وتنديد غربي واسع.
وسيطرت روسيا على المناطق الأربع بعد هجوم عسكري أطلقه جيشها في 24 فبراير/ شباط الماضي، وتشترط موسكو لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلا" في سيادتها.
الحرب لن تنتهي بسهولة
من جهته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار السبت إن الحرب في أوكرانيا "لا يبدو أنها ستنتهي بسهولة".
وأضاف أكار الذي يؤدي بلده العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) دور الوسيط المحايد في النزاع بين جارتيه المطلتين على البحر الأسود، "لن يكون من الخطأ القول إنه رغم حسن نوايانا ودعواتنا لوقف إطلاق النار، من المرجح أن تستمر الحرب عام 2023".
وأقر خلال مؤتمر صحافي في أنقرة أن "هذه الحرب لا يبدو أنها ستنتهي بسهولة"، مشيرا إلى المساعدات العسكرية الغربية لكييف والتصميم الذي تبديه موسكو لتحقيق أهدافها.
ساعدت تركيا مع الأمم المتحدة في التوصل إلى اتفاق بشأن تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، وقد استضافت اجتماعا بين وزيري الخارجية الروسي والأوكراني في بداية الحرب في آذار/مارس، ومحادثات بين الطرفين المتحاربين في إسطنبول.
وتابع خلوصي أكار: "ندعو إلى وقف إطلاق النار، على الأقل وقف إطلاق نار لأسباب إنسانية. ثم وقف دائم لإطلاق النار ثم محادثات سلام".
هوس روسي بالسيطرة على "باخموت"
كشف مدير المخابرات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، الجمعة، في مقابلة مع صحيفة "
نيويورك تايمز"، عن هوس موسكو باحتلال مدينة باخموت ذات القيمة الاستراتيجية الضئيلة.
ويتركز معظم القتال حاليا في الشرق، وخصوصا في مدينة باخموت التي تحاول قوات موسكو الاستيلاء عليها منذ الصيف.
ومنذ آب/ أغسطس، تخوض القوات الروسية معركة مكلفة ومطولة للسيطرة على باخموت وهي مدينة صناعية في منطقة دونيتسك كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 70 ألفا.
وأكد بودانوف، أن مؤسس "فاغنر"، يفغيني بريغوزين، شن حملة للسيطرة على مدينة باخموت للتغلب على القادة المنافسين في الجيش النظامي الروسي.
وتنسق مجموعة "فاغنر" مع الجيش الروسي لكنها القوة الأساسية في جبهة باخموت، حسب "نيويورك تايمز".
وكشف بودانوف أن الجنرال الروسي الذي تم تعيينه في أيلول/ سبتمبر كقائد للقوات الروسية في أوكرانيا، سيرجي سوروفكين، قد تحالف مع بريغوزين في منافسة مع وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو.
وعن الهجوم العنيف على باخموت، قال "ليس هنا سوى سؤال أيديولوجي وإعلامي"، مضيفا أن "وحدات فاغنر تحاول بشدة الاستيلاء على المدينة، لإثبات أنهم قوة، ويمكنهم فعل ما لا يستطيع الجيش الروسي القيام به، نحن نرى ذلك بوضوح ونفهمه".
وأكد أن الاستيلاء على باخموت "لا يعتبر مهما من الناحية الاستراتيجية"، لكن من شأنه أن يحسن موقع روسيا في الشرق من خلال فتح الطرق إلى مدن دونباس الأخرى التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية.