اعترف نائب أمريكي من
الحزب الجمهوري،
بتزييف جزء من سيرته الذاتية فيما يتعلق بمسيرته العلمية والمهنية، ومعلومات غير
دقيقة حول ديانته.
وواجه جورج سانتوس الذي انتُخب عضوا في
الكونغرس في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، انتقادات ودعوات متزايدة للاستقالة، بعد اعترافه، رافضاً في الوقت
نفسه التخلّي عن مقعده.
وساعد فوز سانتوس في إحدى مقاطعات
نيويورك، حزبه في تأمين غالبية محدودة في مجلس النواب.
لكنّ تحقيقاً أجرته صحيفة
"نيويورك تايمز" أثار شكوكاً بشأن أجزاء رئيسية من سيرته العلمية
والمهنية، التي روّج لها خلال الحملة الانتخابية.
واعترف سانتوس في مقابلتَين منفصلتَين
الإثنين الماضي، بأنه قام بتزييف جزء كبير من سيرته الذاتية، مشيراً إلى أنه لم
يعمل لدى "غولدمان ساكس" و"سيتي غروب" ولم يتخرّج من الكلية،
على عكس ما كان قد صرّح به.
مع ذلك، رفض الجمهوري التخلّي عن مقعده
في الكونغرس وقال لصحيفة "نيويورك بوست"، "أنا لست مجرماً".
واعتذر سانتوس عمّا وصفه بـ"تجميل
سيرتي الذاتية"، غير أنّ بعض مبرراته اعتُبرت غير مقنعة، خصوصاً دفاعه عن
ادعائه بأنه يهودي.
وقال للصحيفة: "أنا كاثوليكي.
لأنّني علمت بأنّ لدى عائلة أمي خلفية يهودية، قلت إنني شبه يهودي".
ولا تزال تُطرح تساؤلات عن وضع سانتوس
المالي، بينما أثار الديموقراطيون احتمال انتهاكه للقانون عبر الكذب بشأن الإفصاح
عن أمواله خلال حملته الانتخابية.
على جانب آخر، قالت
الصحيفة إنه في عام
2008، حين كان يبلغ سانتوس من العمر 19 عاما، سرق دفتر شيكات يعود لرجل وضعه لدى
والدته، واستخدمه في عمليات شراء احتيالية.
وتقول الصحيفة إن سجلات الشرطة في البرازيل تظهر أن
سانتوس اعترف بعد عامين بالجريمة، ووجهت إليه التهم رسميا، وأكد مكتب المدعي العام
البرازيلي أن القضية لم تحل بعد، وتظهر السجلات أن سانتوس لم يستجب لطلبات الاستدعاء
الرسمية، ولم يمثل أمام المحكمة.
وفي السياق، طالب عدد من أعضاء حزب
الرئيس جو
بايدن بأن يدعو الزعيم الجمهوري في مجلس النواب كيفن مكارثي إلى التصويت
لطرد سانتوس إذا لم يستقل.
وكتب عضو الكونغرس عن نيويورك ريتشي
توريس عبر "تويتر"، "اعترافه المثير للشفقة يجب ألا يصرف انتباهنا
عن المخاوف بشأن الجريمة والفساد المحتملَين".
وأضاف: "على لجنة الأخلاق التحقيق
في كيفية جني أمواله. حيث هناك دخان، هناك نار".
من جهته، اتهم عضو الكونغرس عن
كاليفورنيا إيريك سوالويل، سانتوس بـ"الاحتيال على ناخبي لونغ آيلاند بشأن
سيرته الذاتية بالكامل"، بينما حثّ الاستراتيجي الديموقراطي كورت بارديلا،
مكارثي على "المطالبة باستقالته".
وقال بارديلا: "إذا رفض سانتوس،
يجب أن لا يشغل مقعداً في الكونغرس الجديد".
وكان سانتوس الذي تغلّب على
الديموقراطي روبرت زيمرمان في مقاطعة كوينز ولونغ آيلاند، في طليعة
"موجة" الجمهوريين في نيويورك، التي أدت إلى فوز الحزب بغالبية 222
مقعداً مقابل 212 مقعداً للديموقراطيين في مجلس النواب.
وفي البداية، نشر سانتوس بياناً صادراً
عن محاميه يتّهم فيه "نيويورك تايمز" بـ"محاولة تشويه سمعته عبر
المزاعم التشهيرية هذه".