أعلنت السلطات الأوكرانية أنها استعادت 40 بالمئة من أراضيها من القوات الروسية التي سعت إلى ضم مناطق منذ بداية
الحرب في 24 شباط/ فبراير من العام الماضي.
جاء ذلك على لسان القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية الجنرال فاليري زالوجني، الذي قال عبر تطبيق "تليغرام": "القوات المسلحة حررت 40% من الأراضي المحتلة خلال الغزو، و28% من جميع الأراضي التي احتلتها
روسيا منذ عام 2014"، وأضاف أن "خط المواجهة الحالي يبلغ طوله 1500 كيلومتر".
وذكر أن القوات الأوكرانية خضعت لتدريب عسكري في أراضي 17 دولة أوروبية، مضيفا أنه "بفضل الشركاء الدوليين، فإنه كان من الممكن تدريب أكثر من 20 ألف جندي، وفي عام 2022، تم إجلاء أكثر من 600 ألف شخص من مناطق القتال وجلب أكثر من مليوني طن من السلع الإنسانية".
في المقابل، قال ديمتري زوباريف، ممثل شركة "التصوير من الجو" الروسية، إن مؤسسته باشرت بتوريد درونات الاستطلاع الصغيرة "بينوكل" إلى ميدان المعركة مع أوكرانيا التي تصفها موسكو بأنها منطقة العملية العسكرية الخاصة.
وذكر زوباريف، أن درونات "بينوكل" أرخص بمرتين أو ثلاث مرات من الدرون الصيني DJI Mavic، التي تستخدم بنشاط خلال القتال في منطقة العملية العسكرية الخاصة.
ونوه إلى أن الدرون الروسي، مزود بجهاز تصوير حراري مدمج قادر على اكتشاف وجود قوات العدو ووسائله في أي وقت من اليوم، ولديه أيضا القدرة على إسقاط القنابل اليدوية على عناصر ومواقع العدو.
يشار إلى أنه لأول مرة، تم عرض وتقديم درون "بينوكل"، في نوفمبر في معرض Aeronet-2035 في موسكو.
وفي السياق ذاته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطاب مساء الاثنين، إن روسيا تخطط لشن سلسلة من الهجمات باستخدام طائرات بدون طيار إيرانية الصنع لـ"إرهاق بلادنا وشعبنا ودفاعنا الجوي وقطاع الطاقة لدينا".
وتابع بأن "المهمة الرئيسية لأوكرانيا هي ضمان فشل خطط روسيا لشن هجمات بتك الطائرات"، وذكر أن "أكثر من 80 شخصا قتلوا منذ بداية عام 2023".
وقال: "هذا العدد قد يرتفع في المستقبل القريب، لأن هذه الأسابيع قد تكون مضطربة للغاية"، وأضاف: "الآن هو الوقت الذي يجب أن يكون فيه كل من يشارك في حماية السماء منتبها بشكل خاص".
وخلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، كشف مسؤولون أمريكيون أن روسيا تسلمت طائرات إيران المُسيَّرة من طراز "مهاجر 6" و"شاهد 129" و"شاهد 191" في شهر آب/ أغسطس المنقضي، وتُشير التقديرات الاستخبارية الأمريكية إلى أن روسيا تعتزم استخدام طائرات إيران المُسيَّرة، التي يمكنها شن هجمات جو-سطح وحروب إلكترونية واستهداف في ساحة المعركة المُحتدمة في أوكرانيا.
جاء هذا بعد أن كشف نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، أن مسؤولين من روسيا تدرَّبوا في إيران خلال الأسابيع القليلة الماضية في إطار اتفاق بين طهران وموسكو يتعلق بنقل طائرات إيران المُسيَّرة إلى روسيا.
وسبق أن كشف البيت الأبيض منتصف شهر تموز/ يوليو الماضي عن معلومات استخبارية أمريكية تُشير إلى سعي روسيا للحصول على مئات الطائرات بدون طيار -المسلحة وغير المسلحة- من إيران لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.
وعلى الجانب الآخر، نفت طهران رسميا أن يكون لديها نية لبيع طائرات مُسيَّرة لروسيا، قبل أن تعترف بتزويدها لموسكو بُمسيرات مسلحة، قائلة إن ذلك تم قبل بداية الحرب. في حين تجاهلت موسكو التعليق، واكتفت بالنفي عبر وسائل إعلامها التي أشارت إلى افتقار واشنطن للأدلة الداعمة.
وتُعتبر روسيا متأخرة نسبيا على صعيد امتلاك تقنيات المُسيَّرات القتالية، فرغم أن موسكو تمتلك ما بين 1500و2000 طائرة بدون طيار للمراقبة العسكرية، فإنها تحوز عددا قليلا نسبيا من الطائرات بدون طيار الهجومية من النوع الذي يمكنه ضرب أهداف بدقة في عمق أراضي العدو.
في المقابل، استخدمت أوكرانيا الطائرات بدون طيار المقاتلة التركية الصنع لإحداث دمار في الدروع والشاحنات والمدفعية الروسية منذ الأسابيع الأولى من الصراع.
وتُشير المعلومات الاستخبارية الأمريكية إلى حاجة روسيا إلى الطائرات بدون طيار، لا سيما أن الطائرات المُسيَّرة القادرة على الطيران لمسافات طويلة تسمح لموسكو بتحديد الأهداف وتصحيح نيران المدفعية بعيدة المدى، التي تُعَدُّ أحد المفاتيح الرئيسية لتقدُّم روسيا في حربها ضد أوكرانيا.