نشرت مجلة
"فوربس" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن مستقبل
العمل عن بعد في سنة 2023، وبيئة العمل التي يتوقعها الموظفون والشركات.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن انتشار مفهوم العمل عن بُعد يعود إلى شهر آذار/ مارس 2020 عندما تحوّلت القوى العاملة في مختلف أنحاء العالم للعمل من المنزل واضطر الجميع إلى التكيف مع الوضع الجديد. وبعد مرور حوالي ثلاث سنوات، طُرحت تساؤلات حول مستقبل العمل عن بعد في سنة 2023.
البيانات على العمل عن بعد واضحة
إذا كنت تعمل عن بُعد أو رب عمل موظفين يعملون عن بُعد، فمن المحتمل أنك سمعت بالبيانات التي تفيد بأن العاملين عن بُعد يميلون في المتوسط إلى أن يكونوا أكثر إنتاجية مقارنة بالأشخاص الذين يعملون في المكتب.
نتائج العمل عن بعد
في المتوسط، فإن أولئك الذين يعملون عن بُعد في سنة 2021، زادت إنتاجيتهم بنسبة 47 بالمئة، ويكونون غير منتجين أقل من 10 دقائق في اليوم، ويعملون ليوم واحد إضافي في الأسبوع.
وهناك العديد من الأسباب التي تفسر هذه النتائج القياسية:
- أفاد 25 بالمئة من العاملين في المكاتب بأن سياسات المكتب تشتت انتباههم وتعرقل سير عملهم، مقارنة بـ15 بالمئة فقط من العاملين عن بعد.
- قال 34 بالمئة من العاملين في المكاتب إن مقاطعات زملائهم أثرت على إنتاجيتهم، مقارنة بـ 16 بالمئة فقط من العاملين عن بعد.
- قال 28 بالمئة من العاملين في المكاتب إن تنقلاتهم اليومية أثرت سلبا على إنتاجيتهم، مقارنة بـ 18 بالمئة من العاملين عن بعد.
مستقبل العمل عن بعد
بعد أن أصبحت
اللقاحات متاحة على نطاق واسع واستقرت أعداد حالات كوفيد-19، واصلت بعض
الشركات العمل عن بُعد فيما أعلنت شركات أخرى عن استئناف العمل في المكتب أو بدء سياسة عمل مختلطة.
وحسب المجلة، تظهر الدراسات نتائج واعدة لنظام العمل الهجين، خاصة لأولئك الذين يستمتعون بالتفاعلات وجها لوجه وإثارة البيئات المكتبية. وفي الوقت نفسه، رفض البعض سياسات العودة إلى العمل المكتبي حيث اعتادوا على فوائد العمل عن بُعد.
بيئات العمل والتوقعات في سنة 2023
إن العمل عن بعد رائع بلا شك، لكنه لا يشكل بيئة عمل مثالية بالنسبة للكثيرين. ففي سنة 2022، كان جيل الألفية أكبر جيل في القوى العاملة ولديه نظرة مختلفة تمامًا عن "العمل" مقارنة بالأجيال السابقة. وفي الواقع، يُفضّل معظم جيل الألفية مواصلة العمل عن بُعد ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، بما في ذلك تثمين بيئة العمل المريحة، ووجود جداول عمل مرنة، والتوازن الصحي بين العمل والحياة الخاصة.
وبما أن جيل الألفية يمثّل أكبر قوة عاملة، فإن العمل عن بُعد لن يتلاشى لذلك يجب أن تكون الشركات جاهزة للتكيف مع هذا الوضع في سنة 2023 والسنوات اللاحقة. وفي السنوات القادمة، سيتعين على فرص العمل عن بُعد أن تلبي متطلبات وتوقعات جيل الألفية الذي يدخل سوق العمل على نحو متزايد.
في المقابل، أصبحت الأجيال السابقة أكثر اعتيادًا على العمل المكتبي ولا تمانع بالضرورة في العمل عن بعد. وفي حين أن الشركات لن تشعر بالضغط من الأجيال السابقة لمواصلة العمل عن بعد في عام 2023 وما بعده، فمن المرجح أن تستمر فرص العمل عن بُعد في التنامي بسبب متطلبات الأجيال الصاعدة حاليًا.
كيف تستعد للعمل عن بعد؟
يجب على الشركات الاستعداد لصعود ظاهرة العمل عن بعد، وإذا لم تفعل ذلك، فقد تخاطر بالتخلف عن منافسيها وفقدان المواهب الشابة الواعدة. ومن أجل الاستعداد، يمكن للشركات القيام بما يأتي:
1. إنشاء نظام معلومات مركزي:
يجب تسهيل وصول الموظفين في مختلف أنحاء العالم إلى المعلومات. لذلك، ينبغي على الشركات أن تجد أو تستثمر في نظام معلومات مركزي سليم وموثوق يمكن الجميع في الشركة من إنشاء وتحميل وتحرير مستندات إعلامية. ويعتبر "دروبوكس" مثالا رائعا على هذا النوع من الأدوات.
2. تدريب الجميع على كيفية استخدام نفس منصة الرسائل:
يركز هذا على إقامة اتصال فعال بين أعضاء فريق العمل. وأثناء عملية الإعداد، تأكد أن كل شخص يعرف النظام الأساسي الذي يجب استخدامه للتواصل وكيف يشعر بالراحة عند استخدامه. على سبيل المثال، تعد منصة "سلاك" أداة اتصال جيدة للشركات الصغرى والكبرى.
3. تحسين إعلانات الوظائف:
إذا كنت توظف عمالا عن بُعد، فمن المهم العثور على الشخص المناسب. فرغم المؤهلات التي يتمتع بها الموظف، إلا أنه قد يفتقر إلى المبادرة عند العمل عن بُعد. لذلك، عند مراجعة الطلبات أو إجراء المقابلات، يجب أن يكون لديك مجموعة محددة من المعايير التي يحتاج المرشحون للوفاء بها. وهكذا ستضمن كفاءة الموظفين العاملين عن بعد.
وخلص الموقع إلى أن العمل عن بعد سيظل قائما، ويجب على الشركات إما أن تتكيف بالفعل مع بيئات عملها أو تستعد للتكيف، حيث إن من المرجح أن تزداد متطلبات العمل عن بُعد من الآن فصاعدًا.