نشرت
صحيفة "
الغارديان" مقالا للكاتب، كريس ماكغريل، قال فيه إن حكومة
الاحتلال اليمينية المتطرفة تثير قلقا في البيت الأبيض، تجاه سياسة الاحتلال لتوسيع
المستوطنات غير القانونية في الأراضي المحتلة وضم الأراضي
الفلسطينية.
ورأى
الكاتب أنه بينما يتخذ نتنياهو خطا معاديا للفلسطينيين بقوة، فسيسعى البيت الأبيض
إلى تجنب الإذلال الذي لحق بأوباما. وكلما تغيرت الأمور في "إسرائيل"
أكثر، عمل جو
بايدن بجد أكبر لجعلها تبقى كما هي.
وقال
آرون ديفيد ميلر، الذي عمل في ست إدارات أمريكية بما في ذلك مستشارا للمفاوضات
الإسرائيلية الفلسطينية، إن بايدن يجد نفسه في منطقة مجهولة، حيث "لم
تصادف أي إدارة أمريكية حكومة إسرائيلية كهذه".
وأشار
إلى أنه "على الرغم من وجود خطوط حُمر للبيت الأبيض - بما في ذلك ما إذا
كانت إسرائيل تستغل الضعف المتزايد للسلطة الفلسطينية من أجل ضم الأراضي - فإن رد
الإدارة الفوري هو الاحتواء"، معتبرا أن واشنطن ستبذل قصارى جهدها لتجنب
مواجهة مستمرة مع الإسرائيليين.
ولفتت
الصحيفة إلى أن الفلسطينيين كانوا في يوم من الأيام محور المناقشات بين الاحتلال والولايات
المتحدة، فإنهم الآن يظهرون إلى جانب البرنامج النووي الإيراني، وإحجام إسرائيل عن
الوقوف مع الولايات المتحدة ضد روسيا بشأن أوكرانيا، وعلاقات الدولة اليهودية مع
العالم العربي الأوسع.
لكن
الفلسطينيين ما زالوا يشاركون في المحادثات، على الأقل لدرجة أن البيت الأبيض لا
يريد من "إسرائيل" أن تفعل أي شيء من شأنه أن يجبر واشنطن على اتخاذ
موقف.
شارك
ميلر مؤخرا في كتابة مقال يدعو بايدن إلى التهديد بقطع إمدادات الأسلحة عن "إسرائيل"
إذا استخدمتها الحكومة الجديدة لضم الأراضي الفلسطينية أو طرد العرب أو القضاء في
النهاية على الاحتمال المتضائل لقيام دولة فلسطينية. لكنه لا يرى أن الرئيس يتخذ
مثل هذه الخطوات.
بايدن
مؤيد بشكل غير طبيعي لإسرائيل. بايدن يعرف نتنياهو وقد أهانه نتنياهو. قال ميلر:
"لكن في نفس الوقت لديه إحساس عميق جدا بالالتزام تجاه إسرائيل".
وقال:
"ثانيا، أعتقد أن بايدن يفهم أن هذه سياسة سيئة. آخر ما يحتاج إليه هو الوقوع
بين الحزب الجمهوري الذي يهاجمه بسبب انتقاده لإسرائيل وحزبه الديمقراطي، الذي
ينقسم بشكل متزايد حول هذا الموضوع ".
وافق
خالد الجندي، المستشار السابق للقيادة الفلسطينية بشأن المفاوضات مع إسرائيل، على
أن بايدن ليس لديه أي استعداد للقتال جزئيا بسبب تراجع الرئيس أوباما المهين بعد
أن حاول فرض تجميد بناء المستوطنات على نتنياهو في عام 2009.
وقال:
"أوباما تعامل مع القضية الفلسطينية، واكتوى على الفور ثم تراجع. هذا البيت
الأبيض ينفر بشدة من المخاطرة، ومن الواضح أنهم لا يريدون استثمار أي رأس مال سياسي
حقيقي في الفلسطينيين. لقد أوضحوا منذ البداية أنهم سيكونون في حالة مراوحة موضعية".
وأضاف:
"إنهم يرون أنها قضية خاسرة لأنها لا تصلح لحلول سهلة. سيتطلب أي تقدم بعض
الجهد السياسي الكبير. سيكون عليهم أن يكونوا مستعدين لمواجهات مع الحكومة
الإسرائيلية والجمهوريين في الكونغرس - وكذلك مع المؤسسة الحالية داخل
حزبهم".
وقال
الجندي إن البيت الأبيض كان يضع بعض الخطوط الحمرا حول الإخلال بالوضع الراهن،
"على الرغم من أنها ليست حمرا بشكل ساطع للغاية".
وأضاف:
"في الوقت نفسه، هم مستمرون في هذا النهج الذي اتبعته الإدارة طوال الوقت
للتعبير عن أي خلافات جدية على انفراد".
ورأى
ميلر أن القضية الفلسطينية "غير جاهزة لوقت الذروة"، مشيرا إلى أنها
"فوضى وأفضل ما يمكن أن يفعله بايدن هو منع حدوث أشياء سيئة، أشياء سيئة
للغاية"، و"لكن من الصعب بالنسبة لي أن أرى هذا الأمر برمته يدار خلال
السنوات القليلة المقبلة. هناك الكثير من المتغيرات".
على
رأس قائمة المخاوف تصاعد العنف واحتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة. ثم هناك
انهيار نفوذ السلطة الفلسطينية.
ويعتبر
بعض القادة الإسرائيليين أن السلطة الفلسطينية أداة مفيدة في إدارة المدن
الفلسطينية الكبرى والعمل كذراع للاحتلال الإسرائيلي. لكن آخرين على اليمين، مثل
سموتريتش، يعارضون غريزيا أي شيء ينم عن القومية الفلسطينية أو بناء الدولة، ثم
هناك التحريض من اليمين الإسرائيلي على "حق إسرائيل في ضم أجزاء من الأراضي
المحتلة".
وقال
الجندي إن أيا من هذه الأحداث قد يجبر بايدن على مواجهة إسرائيل، لكنه يشك في
احتمال حدوثها خلسة وبالتالي السماح للبيت الأبيض بتجنب اتخاذ إجراء.
ولفت
إلى أن "انهيار السلطة الفلسطينية ليس شيئا سيحدث بين عشية وضحاها.. سيكون
تفككا بطيئا وتدريجيا"، موضحا أن "الأمر مشابه لعملية الضم. لن يكون
إعلانا رسميا لصالح ضم الضفة الغربية.
يحدث الضم الفعلي كل يوم مع كل طريق وكل
مستوطنة. سوف يحدث بشكل مجزأ أكثر. لذلك فأنا لا أرى أن بايدن سيفعل الكثير على
الإطلاق".