استعرضت مجلّة "
فوربس" الأمريكية النكسات التي تعرضت لها عملة
البيتكوين في سنة 2022 والتي
أدت إلى خسارتها نحو 65 بالمئة من قيمتها السوقية، وطرحت في الوقت ذاته تساؤلات حول ما إذا
كانت ستعود إلى مجدها وعظمتها مرة أخرى.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن مستثمري العملات الرقمية صدموا بسلسلة من الأحداث المؤسفة
مثل انهيار عملة "تيرا لونا" وأوضاع الاقتصاد الكلي. وهناك العديد من
التساؤلات حول ما سيحدث بعد ذلك، وما إذا كانت عملة البيتكوين قادرة على العودة
إلى سابق عهدها أم إنها ستنهار مثلما حدث في سنة 2022.
هل ستعود عملة البيتكوين إلى مجدها مرة أخرى؟
في الوقت الحالي، يتم تداول عملة البيتكوين فوق
مستوى الـ18,500 دولار، مع تغيير إيجابي في سعرها منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وحتى وقت كتابة هذا التقرير، فإن حجم التداول اليومي لعملة البيتكوين بلغ أكثر من 30
مليار دولار. ويعتقد الخبراء أنه بمجرد أن تتجاوز البيتكوين المستوى الحاسم البالغ
19,500 دولار، فقد تتحرك باتجاه تصاعدي وتصل إلى مستوى 20 ألف دولار، ما يفتح
الأبواب أمام تحقيق المزيد من المكاسب.
وذكرت المجلة أن سعر البيتكوين أظهر إشارات
إيجابية بمجرد أن تجاوز المستويات الحاسمة البالغة 16,800 دولار، ليرتفع سعرها مرة
أخرى ويستمر في إظهار إشارات تصاعدية حتى الآن. وأحد الأسباب التي تجعل الخبراء
متفائلين بشأن البيتكوين هو حدث تصنيف البيتكوين في سنة 2024.
وأوضحت أن هذا الحدث ينطوي على تصنيف مُكافأة
تعدين كتلة البيتكوين كل أربع سنوات، حيث يتم تخفيض مكافآت تعدين البيتكوين إلى
النصف. ويُنظر إلى هذا الحدث عمومًا على أنه إيجابي بالنسبة لسعر البيتكوين، حيث
يساعد تخفيض مكافآت تعدين البيتكوين إلى النصف في تقليص المخزون. ومن الناحية
التاريخية، كان يُنظر إلى هذا الحدث باعتباره علامة جيدة للغاية لتعزيز قيمة
البيتكوين.
وإذا راقبنا البيانات عن كثب، فقد ساهم حدث
تصنيف مُكافأة تعدين كتلة البيتكوين السابق في ارتفاع سعر البيتكوين على المدى
الطويل. ويرتبط حدث تصنيف البيتكوين ارتباطًا مباشرًا بتقليص مخزون هذه العملة، ما يساعد سعر البيتكوين على الارتفاع أكثر. ونظرًا لأن البيتكوين عملة رقمية
لامركزية لا يمكن طباعتها من قبل الحكومات أو أي بنك مركزي، فإن إجمالي المخزون
محدود.
وأشارت إلى أن السبب الآخر للارتفاع المتوقع في
قيمة البيتكوين في سنة 2023 هو مفاوضات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول
أسعار الفائدة، التي قد تساعد عملة البتكوين في الحفاظ على مسارها التصاعدي
وتفوقها في الأداء مقارنة بفئات الأصول الأخرى. وقد بدأ كبار المستثمرين المعروفين
باسم "حيتان البيتكوين" بتجميع عملات البيتكوين مرة أخرى.
هل ستنهار البيتكوين مرة أخرى في 2023؟
لدى مجموعة أخرى من المستثمرين والشركات
والمؤسسات الكبرى وجهة نظر معاكسة لمستقبل البيتكوين، وهم يعتقدون اعتقادًا راسخًا على أن سعرها قد ينخفض في المستقبل القريب، كما أنهم يعتبرون هذا الارتفاع بمثابة
"مصيدة" بدلاً من كونه "فرصة". وقد سبق أن توقع المستثمر
العالمي المخضرم والمؤسس المشارك لشركة "موبيوس كابيتال بارتنرز"، مارك
موبيوس، انخفاضًا كبيرًا في سنة 2022 وقال إن قيمة عملة البيتكوين قد تنخفض حتى
إلى نطاق 10 آلاف دولار.
وعلى نحو مماثل، فقد توقع المستثمر المستقل ورئيس أبحاث
الأصول الرقمية في شركة "فان إيك"، ماثيو سيغل، الأمر نفسه ويرى أن قيمة
عملة البيتكوين ستنخفض إلى حدود الـ12 ألف دولار، مشيرًا إلى ارتفاع أسعار الطاقة.
وتعد توقعات البنك العالمي "ستاندرد تشارترد" بشأن البيتكوين مفاجأة
للغاية إذ إنها تشير إلى انخفاض عملة البيتكوين إلى مستويات 5 آلاف دولار في سنة 2023.
ونبّهت المجلة إلى أن الخبراء يعتقدون أن أسعار
الفائدة المتزايدة والسياسة النقدية الأكثر تشددًا لن تسمح لعملة البيتكوين
بالانتعاش بشكل كبير في المستقبل القريب. وكما هو الحال في هذا النوع من الأسواق
غير المؤكدة، فإنه لن يفضل المستثمرون الاستثمار أو شراء الأصول الخطرة مثل البيتكوين.
وقد يضطر المستثمرون إلى بيع عملات البيتكوين التي يحتفظون بها، ما يخلق ضغطًا لا
داعي له على الأسواق مرة أخرى.
كيف يجب أن يتعامل المستثمرون الهنود مع
البيتكوين في سنة 2023؟
في ظل هذه التوقعات المتناقضة حول عملة
البيتكوين، ما هو النهج الذي ينبغي أن يتبعه مستثمرو التشفير الهنود؟ في مواجهة
هذا الغموض، ربما يكون هذا هو أفضل وقت لمراقبة تحركات البيتكوين بعناية بدلاً من
اتخاذ أي إجراء قد يؤدي إلى
خسائر فادحة. ويعتقد خبراء صناعة التشفير الهنود أنه يتعيّن
على مستثمري العملات الرقمية الانتظار والمراقبة واتخاذ أي إجراء إضافي بحذر شديد.
ونقلت المجلة عن المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة
"مافين باي"، ديليب سينبرغ، أن "مسار سعر البيتكوين سعتمد على
عوامل الاقتصاد الكلي بما في ذلك المخاوف بشأن التضخم والترفع في أسعار الفائدة من
قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزية الأخرى. وبخلاف ذلك، فإن
تراجع المخاوف من التباطؤ الاقتصادي أو الركود قد يؤثر أيضًا على أسعار
البيتكوين". ويدعو سينبرغ المستثمرين الهنود إلى الحذر بشأن الاستثمار في
عملة البيتكوين في سنة 2023.
في المقابل، يشك بونيت أغاروال، مؤسس شركة
"كوين إكس"، في أن التضخم والركود سيكونان من الموضوعات الرئيسية التي
يجب على مستثمري
العملات المشفرة القلق بشأنها، حتى في سنة 2023. وصرح أغاروال
بأنه "يتعيّن على المستثمرين الهنود تبني منظور طويل الأجل عند الاستثمار في
الأصول المشفرة، بما في ذلك البيتكوين". وهو يعتقد أنه يجب على المستثمرين
بدلاً من ذلك اختيار خطط الاستثمار المنهجية في البيتكوين لتحقيق مكاسب طويلة
الأجل.
وأشارت المجلة إلى أن بعض خبراء السوق لديهم
ثقة كاملة في عملة البيتكوين ويتوقعون ارتفاع قيمتها مرة أخرى. ويبدو كبير مسؤولي
التشغيل في شركة "زيب باي"، راج كركارا، متفائلًا جدًا بشأن مستقبل
البيتكوين ويرى أن "أساسات البيتكوين تظل صلبة بغض النظر عن ظروف
السوق".
وأوضح كركارا أن "قيمة عملة البيتكوين
يمكن أن ترتفع مرة أخرى في سنة 2023 إذا لم تواجه معوقات للاقتصاد الكلي".
ويشعر أيضًا أنه يجب على متداولي ومستثمري العملات الرقمية إجراء بحث مكثف حول
الأساسيات والتقنيات الخاصة بأي أصل مشفر قبل اتخاذ قرار الشراء أو البيع.
واستخدام خطة استثمار منهجية في التعامل مع عملة البيتكوين يمكن أن يساعد
المستثمرين على التحوط ضد تقلبات السوق.
وخلصت المجلة إلى أن هناك العديد من الآراء
والتوقعات بشأن البيتكوين، ووحده الوقت كفيل بأن يحدد مستقبل عملة البيتكوين بعد
ذلك. وبشكل عام، تتمتع البيتكوين، المعروفة بطبيعتها المرنة، بقدرة هائلة على
استعادة مجدها.