تواصل قوات
الاحتلال الإسرائيلي مراقبة الحدود الشمالية مع
لبنان، بزعم متابعة نشاطات
حزب الله وتحضيراته لمواجهة قادمة، وسط ادعاءات إسرائيلية عن نصبه عشرين برجاً ومركز حراسة على الجانب اللبناني من الحدود الشمالية رداً على الجدار الذي تبنيه سلطات الاحتلال.
وأبلغ مستوطنون أن بعض هذه الأبراج توجد على بعد أمتار معدودة فقط من مساكنهم داخل مستوطنة شتولا الحدودية، بحيث يمكنهم إطلاق النار عليهم منها.
يائير كراوس مراسل صحيفة
يديعوت أحرونوت، أكد أنه "بينما يزيد جيش الاحتلال من وتيرة العمل في بناء الجدار المحصن على الحدود مع لبنان، يردّ حزب الله، ويقيم أبراج مراقبة أمامه، وفي الأيام القليلة الماضية، في مستوطنة شتولا في الجليل الغربي، أسرع الحزب في العمل على إقامة برج مراقبة وموقع مأهول على بعد أمتار قليلة من المستوطنة، ومنذ حوالي شهر بدأ الجيش بإقامة الحاجز الخرساني العالي على طول الحدود بالقرب من شتولا".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "حزب الله ردّ على هذا الاجراء الإسرائيلي بإنشاء ما لا يقل عن عشرين برجًا ومركز حراسة بالتوازي مع التقدم المحرز في المشروع الإسرائيلي لتحصين الخط الحدودي البالغ طوله 140 كيلومترًا بين رأس الناقورة وجبل دوف".
ونقل عن بعض المستوطنين في المكان أنه "يمكن سماع ضوضاء المطارق والنداءات من قبل عناصر حزب الله على بعد أمتار من الحدود بوضوح في جميع أنحاء المستوطنة، حيث عملوا على وضع سقف أعلى البرج على ارتفاع 18 مترًا، وكل بضع دقائق يأخذون قسطا من تناول القهوة والراحة، وعلى بعد أمتار قليلة من الجانب الإسرائيلي تفرغ شاحنات ثقيلة المزيد والمزيد من الأعمدة الخرسانية، التي يبلغ ارتفاعها ثمانية أمتار، ستغطي خط الرؤية، وتحل محل السياج القديم".
أوري إلياهو أحد مستوطني شتولا زعم أنه "قبل أيام قليلة رأينا شاحنة كبيرة تضع الشرفة فوق المبنى، وربط العمال بها، ويستخدمونها كموقع للمراقبة، أي أن مشروع نقاط المراقبة التابع لحزب الله وصل إلى مدخل مستوطنته، إنهم يبنون الأبراج كردّ على الجدران القوية التي تضعها إسرائيل أمامهم، وبالقرب منا توجد قرية عيتا الشعب اللبنانية التي اختطف فيها الجنديان إيهود غولدفاسر وإلداد ريغيف، ما أدى إلى اندلاع حرب لبنان الثانية في 2006".
الأوساط العسكرية الإسرائيلية تزعم أن "حزب الله الغاضب من قيام الجيش الإسرائيلي ببناء الجدار الحدودي، يحاول استفزازه، ومع ذلك، فهو يعرف أنه إذا تجرأ على إطلاق النار علينا، أو إلحاق الأذى بنا، فإن الجيش سيقضي على كل بنيته التحتية، وسيكون لذلك عواقب وخيمة عليهم، ولذلك فإن الجيش يراقب عن كثب نشاط الحزب على طول الحدود، وتمت طمأنة مستوطني المستوطنات الحدودية بأن الأبراج سيتم هدمها في المواجهة العسكرية القادمة".
وتتواصل إجراءات الاحتلال وحزب الله المتبادلة في شمال فلسطين المحتلة وسط تقديرات مفادها أنهما ما زالا في مرحلة تقدير الموقف، بين الاستمرار في هذه الأنشطة، أو التوقف عند هذه المرحلة، أو التقدم بها زمنياً وجغرافياً، مقابل ما يشهدانه من نقاشات لا تجد طريقها للإعلام حول مستقبل المواجهة القادمة وعمقها الجغرافي ومداها الزمني، في ظل تقارب دوافعهما وكوابحهما، ولئن كانت رغباتهما تذهب نحو عدم توتير الموقف الأمني والميداني أكثر، فلكل أسبابه ودوافعه، دون الخروج بموقف حازم.