توفي، الجمعة، "شيخ الجغرافيين
الفلسطينيين"،
كمال عبد الفتاح، عن عمر يناهز 80 عاما في مدينة
جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
ولد كمال عبد الفتاح في
أم الفحم بتاريخ 9 شباط/ فبراير 1943، وبعد النكبة لجأ مع شقيقتيه إلى سيلة الحارثية قضاء جنين حيث كان يعمل والدهم هناك.
والتحق كمال عبد الفتاح بقسم الجغرافية في كلية آداب جامعة دمشق، وتفوق في مشروع التخرج، مستندا في بحثه على العمل الميداني، وسجلات الدوائر الحكومية وبلدية جنين وتسعة مراجع في جغرافية وتاريخ المنطقة. وطبعت الجامعة نحو 400 نسخة منه.
وأصدر كمال عبد الفتاح كتابه "مدينة جنين" ولم يكن يتجاوز الثانية والعشرين، وافتتح الكتاب (109 صفحات من القطع المتوسط). وتناول الكتاب في أربعة فصول: الموقع والحدود ولمحة تاريخية. التضاريس والجيولوجيا والمناخ والمياه والتربة. الزراعة والحرف والمهن والتجارة وأموال المغتربين والمواصلات والنقل. الحياة البشرية والاجتماعية والمساكن والعادات والتقاليد.
وعين شيخ الجغرافيين عام 1964 معلمًا في وزارة التربية والتعليم الأردنية، وعمل في مدارس نابلس، ثم انتقل إلى مدرسة جنين الثانوية.
وفي العام 1973 غادر الضفة الغربية إلى ألمانيا وعمل باحثا في جامعة ايرلنغن، وفي العام 1978 بدأ العمل كأستاذ للجغرافيا في دائرة دراسات الشرق الأوسط في كلية الآداب بجامعة بيرزيت، ثم أصبح ثاني عميد لكلية الآداب سنة 1980، وأنشأ دائرة للتاريخ وأخرى للجغرافية بدلا عن دائرة دراسات الشرق الأوسط، ووضع مساقًا لجغرافية فلسطين.
توّج عقد الثمانينيات مسيرة الراحل الأكاديمية، وانطلق برحلات مع طلابه في كافة البلدات والقرى الفلسطينية لكنها توقفت مع بدء الانتفاضة الأولى في كانون الأول/ ديسمبر 1987.
وقاد الدكتور كمال عبد الفتاح منذ ربيع 1987 فريقًا للتنقيب في بقايا القرى المدمّرة الواقعة وسط وشمال فلسطين.
ورغم تقاعده في العام 2008، واصل كمال عبد الفتاح العمل كمحاضر غير متفرغ في جغرافية فلسطين بجامعة بيرزيت، حتى بدايات العام 2020.
ولشيخ الجغرافيين العديد من المؤلفات والكتب، أبرزها "النظم الجغرافية التاريخية" و"الجغرافية التاريخية لفلسطين وشرق الأردن وجنوب سوريا ولبنان في القرن السادس عشر ميلادي"، و"مزارعو الجبال والفلاحون في عسير" و"التطور الاقتصادي الفلسطيني في الفترة العثمانية المتأخرة".