تداعت العديد من الأطراف لمحاولة منع التصعيد في الأراضي
الفلسطينية المحتلة، بسبب الارتفاع الكبير في الجرائم والانتهاكات المتواصلة التي ترتكبها سلطات
الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني؛ في ما يراه البعض بأنه حرب شاملة على الفلسطينيين.
وفي ختام زيارته إلى الأراضي المحتلة واجتماعه بشكل منفصل مع كل من رئيس السلطة محمود عباس ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني
بلينكن إلى إعادة الهدوء إلى المنطقة من أجل شرق أوسط "آمن ومزدهر أكثر".
مساع أمريكية
ورأى أن الأحداث الأخيرة وخاصة المجزرة الإسرائيلية في مخيم جنين التي راح ضحيتها 10 فلسطينيين، وما تلاها من عملية إطلاق نار بالقدس أسفرت عن مقتل 7 مستوطنين، ساهم في زيادة التحديات حيال استقرار أمن المنطقة.
وذكر موقع "i24" الإسرائيلي، أن بلينكن ناقش مع نتنياهو وعباس الأوضاع والتصعيد الأخير، وأوضح لجميع الأطراف أهمية "اتخاذ خطوات لمنع تصعيد العنف، والتوصل إلى تهدئة، وهذه هي الطريقة الوحيدة لخلق شروط حتى يتغير الوضع ويزول الخوف"، وفق رأيه.
وقال: "خلال اجتماعي مع حكومة إسرائيل، والسلطة الفلسطينية وشركائي في القاهرة، سمعت مخاوف على الوضع، لكن أيضا أفكارا بناءه يجب اتخاذها لاستعادة الأمن".
وأوضح أنه "طلب من طاقمه البقاء لدعم جهود التهدئة، داعيا كافة الأطراف إلى اتخاذ خطوات إيجابية لبناء الثقة، ووضع الأسس حتى نتقدم مع حل الدولتين".
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي: "الوضع لن يتغير في ليلة وضحاها، لكننا على استعداد لدعم الأطراف إن كانت لديهم رغبة للقيام بذلك، وواشنطن مستعدة أن تكون شريكا للسلام والأمن"، مؤكدا أن اتصالاته مستمرة مع كافة الأطراف من أجل إيجاد حل "للمضي قدما".
وأكد أن واشنطن "تعارض الاستيطان وشرعنة البؤر الاستيطانية، وضم الضفة وانتهاك الوضع الراهن في القدس، إضافة الى هدم البيوت والتحريض على العنف".
وأنهى بذلك بلينكن جولة شرق أوسطية شملت
مصر و"إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، اجتمع خلالها مع كبار المسؤولين وناقش خلالها عددا كبيرا من القضايا التي تهم المنطقة، لا سيما "تل أبيب".
مبادرة مصرية
وفي ذات السياق، ذكر الموقع الإسرائيلي أن "مصر طرحت مبادرة لوقف التصعيد الحالي في الأراضي الفلسطينية، ونقلت رسائل ومطالب من السلطة الفلسطينية إلى الجانب الإسرائيلي، كما طالبت القاهرة تل أبيب بضرورة وقف التصعيد العسكري دون أي شروط، إضافة إلى وقف الاعتقالات وهدم المنازل ووقف أي إجراءات بحق الأسرى في السجون الإسرائيلية".
وأوضح الموقع نقلا عن موقع "العربية"، أن "إسرائيل طالبت بمهلة للرد على المطالب المصرية التي قدمتها القاهرة بشأن وقف التصعيد العسكري الحالي، ومصر تنتظر الرد".
وعقب المجزرة الإسرائيلية البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال في مخيم جنين صباح الخميس الماضي، وأدت إلى استشهاد عشرة فلسطينيين بينهم سيدة مسنة برصاص قناصة جيش الاحتلال وإصابة العشرات، ما تسبب في حالة غضب شعبي، واستنكار عربي ودولي للمجزرة الإسرائيلية، فقد أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس؛ أنه أوقف التنسيق الأمني مع حكومة الاحتلال.
وتمر الأراضي الفلسطينية المحتلة بحالة توتر شديد عقب مجزرة جنين، التي جاءت بعدها عملية إطلاق نار نفذها الشهيد خيري علقم (21 عاما) من سكان حي الطور شرق القدس، خلفت 7 قتلى في صفوف المستوطنين الجمعة، وبعد أقل من 24 ساعة قام فتى فلسطيني يبلغ من العمر 13 عاما بهجوم آخر في منطقة سلوان بالقدس أسفر عن إصابة مستوطنين بجراح خطيرة بينهم ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي.