قالت القوات الأوكرانية، إن مواقعها بالجبهة
الشرقية، تشهد هجوما عنيفا من جانب القوات الروسية، التي تمهد لشن أكبر الهجمات
منذ غزو البلاد.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية،
المسؤولة عن الاستراتيجية العسكرية، في تحديثها اليومي، إن الروس أطلقوا النار على
حوالي عشرين بلدة وقرية حول
باخموت، المدينة المدمرة والتي أصبحت النقطة المحورية
لحملة موسكو للاستيلاء على كل منطقة دونباس بالشرق.
وأوضحت هيئة الأركان العامة، أن "الطبيعة
الفوضوية للجهود الروسية، بما في ذلك موجات المجندين عديمي الخبرة والمدانين
السابقين المنتمين إلى مجموعة فاغنر، تحدّ من فعاليته".
وأضافت أنه "كان هناك افتقار تام للتنسيق
والتفاعل بين جنود قوات الاحتلال الروسية و’مرتزقة‘ مجموعة فاغنر".
وأشارت وسائل إعلام إلى أن الروس نقلوا مئات الآلاف من المجندين
الجدد، عبر مجموعات صغيرة للبحث عن نقاط الضعف في الخطوط الدفاعية الأوكرانية، ما
أجبر الأوكرانيين على توسيع قواتهم لمواجهة التهديدات.
ورغم تواصل الاقتتال العنيف الذي أودى بحياة
مئات الجنود من كلا الجانبين، وفقا لتقديرات أمريكية وأوروبية، فإنه لم يحقق أي من
الطرفين مكاسب إقليمية مهمة منذ شهور، وقد ظلت الجبهة الشرقية على حالها إلى حد
كبير.
وفي وقت لا يزال فيه غير الواضح زمان ومكان
شن موسكو هجوما واسع النطاق، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، إنه تم
إرسال عشرات الآلاف من الجنود الذين تم حشدهم حديثا إلى الجزء الشمالي الشرقي
والجنوبي الشرقي من الأراضي الأوكرانية المحتلة.
وقال المسؤول الأوكراني، إن موسكو عازمة على
اختراق الخطوط الدفاعية الأوكرانية، قبل الذكرى السنوية الأولى لغزوها في 24 شباط/ فبراير.
وتعرف الغابات المحيطة بمدينة "كريمينا"
التي يطلق عليها "بوابة الشرق" والتي سيطرت عليها القوات الروسية، معارك
طاحنة، وتبقى واحدة من المناطق التي قال مسؤولون أوكرانيون إن موسكو تحشد فيها
قواتها لشن هجوم كبير.
وتحاول القوات الروسية مدعومة بمرتزقة مجموعة
فاغنر منذ الصيف السيطرة على مدينة باخموت الاستراتيجية في شرق أوكرانيا، وقد سجّل
فيها دمار هائل وخسائر عسكرية فادحة.
وقال رئيس مجموعة "فاغنر" يفغيني
بريغوجين الذي يحارب عناصره في الصفوف الأمامية على الجبهة، الأحد: "دارت معارك
ضارية في الأحياء الشمالية لباخموت، للسيطرة على كل شارع وكل منزل وكل درج".
ونقل عنه مكتبه الإعلامي قوله، إن "القوات
المسلحة الأوكرانية لا تتراجع، إنها تقاتل حتى آخر رجل".
من جهتها، قال الملازم الأول رومان كونون، الذي
يقاتل في المدينة مع كتيبة "الحرية" التابعة للحرس الوطني الأوكراني، إن
روسيا واصلت الهجوم "بقوة غير مسبوقة".
وقال في رسالة فيديو بثها التلفزيون الوطني
الأوكراني: "أولا، تبدأ وحدات المشاة التابعة للمحتلين في الاستطلاع بالقتال،
ثم يبدأون في إطلاق وابل من القذف المدفعي ويتكرر هجوم المشاة مرة أخرى".
وقال إنه على الرغم من "النجاحات الطفيفة
في التقدم" للقوات الروسية، فإنها لا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على طريق سريع
يسمح بدخول الإمدادات إلى المدينة.
والتقى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي،
بقيادته العسكرية الاثنين، للاطلاع على الوضع الحالي على الخطوط الأمامية.
وأبرز مكتبه في بيان أن "هناك اهتماما خاصا بمواقع قوات الدفاع في اتجاه باخموت وتزويدها بالذخيرة اللازمة".
وبالقرب من بلدة فولهيدار، تقول أوكرانيا إن
الهجمات الروسية قد تم صدها، لكن المسؤولين الأوكرانيين حذروا من نشر عشرات الآلاف
من الجنود الروس في المنطقة ويمكن أن يتجمعوا لشن هجوم أكثر تنسيقا.