أكدت
صحيفة عبرية، أن ظهور شبكة
مقاومة تابعة لحركة حماس في أريحا تلك
"المدينة الهادئة"، كان مفاجئا للأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
واقتحمت
قوة كبيرة من جيش الاحتلال مخيم "عقبة جبر" بمحافظة أريحا الأحد الماضي،
حيث تصدى لها عدد من المقاومين
الفلسطينيين، ودارت اشتباكات مسلحة أجبرت قوات الاحتلال
على الانسحاب من المكان، ولكن فجر اليوم التالي اقتحم جيش الاحتلال "عقبة جبر"
عقب حصوله على معلومات استخبارية وفق مصادر عبرية، أدت إلى اغتيال مجموعة مسلحة، تنتمي
إلى حركة حماس، وأعلنت الصحة الفلسطينية عن استشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة
آخرين لم يعرف مصيرهم بعد.
وأوضحت
"يديعوت أحرنوت" في افتتاحيتها، الثلاثاء، التي كتبها الخبير العسكري يوسي
يهوشع، أن "أريحا تعد الأهدأ في المناطق، ولهذا فإن شبكة "حماس" هذه
فاجأت "الشاباك" والجيش الإسرائيلي"، منوها إلى أن قوات من وحدة "دوفدفان"
و"مجلان" فشلت يوم الأحد في التعامل مع هذه الخلية، التي تمت تصفيتها صباح
الاثنين.
وذكرت
أن هذه الخلية الفلسطينية "مزودة ببنادق من طراز "أم 16"، ويدور الحديث
عن خلية مدربة، مع أسلحة رسمية تشبه تلك التي لدى الجيش الإسرائيلي وهي مجهزة أيضا
بنواظير قنص وبندقية كارلو ومسدسات، كما أنه عثر في المخزن على سترات واقية محملة بقنابل
يدوية، جهزت لمعركة أو لعملية أخرى ومئات الرصاصات".
ونوهت
الصحيفة، إلى أن التحدي الكبير الآن أمام أجهزة أمن الاحتلال، هو "منع تنفيذ عملية
مثلما حصل في القدس بعد العملية العسكرية في مخيم جنين، وعليه فتوجد حاجة للعمل بقوة
مع الكثير من القوات والاستخبارات".
وبعد
يوم واحد من مجزرة جيش الاحتلال في مخيم جنين التي أدت إلى استشهاد 10 فلسطينيين بينهم
مسنة، فقد نجح الشاب الفلسطيني خيري علقم، في تنفيذ عملية إطلاق نار قرب مستوطنة
"نفيه يعقوب" بالقدس، أسفرت عن قتل سبعة مستوطنين، ما تسبب في هزة كبيرة وعاصفة
داخلية لدى أجهزة الاحتلال المختلفة.
وتشير
التقديرات الإسرائيلية إلى أن "حماس ستبحث عن الرد حتى وإن استغرق هذا وقتا، وهي
لن تتنازل عن ذلك، والجيش من جهته أوضح أنه لا يعتزم جعل أريحا جنين أخرى، والسؤال:
هل ستنجح حماس في تنفيذ تهديداتها؟".
صحيفة
"هآرتس" في تقرير أعده خبيرها العسكري عاموس هرئيل، أوضحت أن "مدينة
أريحا ومخيم عقبة جبر للاجئين القريب منها، لا تعتبر بالضبط من رموز النضال
المسلح الفلسطيني، وبعد توقيع اتفاقات أوسلو، نقلت إسرائيل للسلطة الفلسطينية في المرحلة
الأولى السيطرة على أريحا كموطئ قدم أولي في الضفة، على افتراض أنه عند الحاجة يكون
بالإمكان تطويق المدينة ومنع خروج العمليات منها".
وأضافت:
"لكن في الأيام العشرة الأخيرة وقفت المدينة الهادئة في مركز اهتمام جهاز الأمن،
حيث خططت خليه لحركة حماس لتنفيذ عمليات، ونجحت في التملص من قوات الجيش خلال اقتحامها مخيم عقبة جبر يوم الأحد".
وذكرت
"هآرتس"، أن "إسرائيل تتنظر رد حماس على قتل الخلية، هل سيكون بواسطة
عملية من الضفة الغربية أو إطلاق الصواريخ من القطاع"، متسائلة: "هل حماس
ستقرر الرد على قتل النشطاء في أريحا أم إنها ستحرر الحبل لفصائل فلسطينية أخرى؟".