صحافة دولية

الغارديان: الحرب لم تحقق أهداف كييف وموسكو.. الكفة تميل لصالح أوكرانيا

تخسر روسيا نحو 2000 جندي مقابل كل 100 متر يتم اكتسابها شرق أوكرانيا - الأناضول
قالت صحيفة "الغارديان" في تقرير حمل عنوان: "من الفائز في أوكرانيا - وماذا سيحدث بعد ذلك؟"، إن صورة الحرب في أوكرانيا تبدو مختلفة عن ما كانت عليه في الأسابيع الأولى، مشيرة إلى أن مضي عام على الحرب أظهر صورة مغايرة لما رسمه الرئيس البوتين حول سير المعارك.

وأوضحت الصحيفة أن الحرب الروسية في أوكرانيا لم تكن خاطفة كما كان يعتقد بوتين، إذ سرعان ما تحولت إلى حرب مدمرة، بينما لا يزال الغموض قائما حول طريقة الوصول إلى حل للصراع.

وأشارت إلى أن الصراع تحول لحرب استنزاف بعد فشل القوات الروسية في السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف، ما تسبب في مقتل آلاف الجنود والمدنيين، وتحويل مدن كاملة إلى أنقاض، إضافة إلى خروج الملايين من منازلهم.

هجوم جديد

ولا تزال التقييمات حول استعداد روسيا لشن هجوم جديد غير مكتملة، رغم تحذيرات المسؤولين الأوكرانيين من ذلك، خاصة بعد إعلان بوتين التعبئة العامة.

وقال أستاذ الدراسات الاستراتيجية بجامعة سانت أندروز في إسكتلندا، فيليبس أوبراين، إن أوكرانيا أصبحت أقوى، واكتسبت أنظمة أفضل، وهي على وشك الحصول على المزيد.

ورأى أن القوات الروسية بدأت تضعف، موضحا أن عناصر الجيش الروسي أقل تدريبا مما كانوا عليه، إضافة إلى أن إمدادات الذخيرة الخاصة بهم آخذة في الانخفاض.

وأضاف: "هناك القليل من الأدلة على أن روسيا أكثر قدرة على القيام بعمليات أسلحة مشتركة معقدة، ودمج قواتها بشكل أفضل مما كانت عليه قبل عام".

معركة من دون تحقيق أهداف


وأشارت "الغارديان" إلى أن أوكرانيا لم تحقق أهدافها، التي تتضمن تحرير جميع الأراضي المحتلة، كما أن روسيا لم تنجح في إزاحة الحكومة الأوكرانية، رغم مضي عام على الحرب.

وتحاول مجموعة فاغنر والجيش الروسي السيطرة على مدينة باخموت الواقعة في شرق أوكرانيا، والتي تحمل أهمية استراتيجية محدودة، لكنها اكتسبت دلالة رمزية كبيرة بسبب طول فترة القتال وصعوبته.

وتكبّدت قوات كييف وموسكو خسائر فادحة في باخموت، وفي الأسابيع الأخيرة، تكثفت الهجمات الروسية على طول خطّ المواجهة في الشرق.

ومن شأن الاستيلاء على باخموت أن يمنح القوات الروسية نقطة انطلاق للتقدم إلى مدينتين أكبر في الغرب، هما كراماتورسك وسلوفيانسك، وفقا لـ"رويترز".

وتقول أوكرانيا وحلفاؤها إن الاستيلاء على باخموت سيكون بمثابة انتصار مكلف؛ نظرا للمدى الزمني الذي استغرقه، وما يقولون إنها خسائر بشرية فادحة ناجمة عن موجات من الهجمات الروسية، حسب "رويترز".

وتتمثل إحدى وجهات النظر للقتال في الشرق، في أن الجهود الروسية المتزايدة حول مدينة باخموت ترقى إلى ما يسمى عمليات التشكيل للهجوم المستقبلي الذي ربما يبدأ في الربيع، حسب "الغارديان".

وتشير الغارديان إلى احتمالية أخرى، وهي أن روسيا تخشى هجوما أوكرانيا جديدا كبيرا، ولذلك زادت من وتيرة الهجمات في باخموت لضغط القوات الأوكرانية.

ويعتقد عدد من المحللين أن روسيا تود الاستيلاء على باخموت قبل حلول الذكرى الأولى لشن هجومها على أوكرانيا في 24 فبراير، وفقا لـ"فرانس برس".

وتتحدث "الغارديان" عن احتمالية كون الهدف الروسي وراء السعي لاحتلال باخموت قبل ذكرى 24 فبراير لـ"أغراض دعائية فقط".

وخلال عام من الحرب، سيطرت روسيا على مساحات شاسعة من منطقتي خيرسون وزابوريجيا في الجنوب، بما يشمل المفاعل النووي هناك، كما تسيطر تقريبا على كل لوغانسك وعلى نحو نصف دونيتسك، حسب "رويترز".

وفي العام الماضي، أعلنت روسيا من جانب واحد ضم المناطق الأربع، في خطوة نددت بها أغلب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بوصفها غير قانونية، لكن موسكو لا تسيطر بشكل كامل على أي من المناطق الأوكرانية التي أعلنت ضمها.

وبحسب "الغارديان"، فقد اضطرت موسكو إلى التراجع مرارا وتكرارا عن "طموحاتها المتطرفة"، والتي تتعلق بعزل الحكومة الأوكرانية، واضطرت للتركيز على الاستيلاء على كل منطقة دونباس في شرق أوكرانيا.

وتشكل منطقتا لوغانسك ودونيتسك معا دونباس، المركز الصناعي لأوكرانيا الذي تحتله روسيا الآن جزئيا وتسعى للسيطرة عليه كاملا.

وتكبدت روسيا ثلاث انتكاسات كبيرة في ساحات المعارك على مدار العام الماضي، إلا أنها لا تزال تسيطر على نحو 20 بالمئة من مساحة أوكرانيا، ويبدو أنها تحقق تقدما في المناطق الشرقية، حسب "رويترز".

وقدر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن الجيش الروسي فقد 40 إلى 50بالمئة من أسطول دباباته في الحرب الأوكرانية، إضافة إلى خسائر بشرية هائلة، حيث تخسر روسيا نحو 2000 جندي مقابل كل 100 متر يتم اكتسابها في الشرق.

ورأت الصحيفة البريطانية، أن المسار الحالي للصراع يسير بشكل أفضل بالنسبة لأوكرانيا منه بالنسبة لروسيا، معتبرة أن استمرار تدفق الجديدة من الغرب يحافظ على الأفضلية التي تكتسبها كييف خلال المعارك.

ويبقى من غير الواضح ما هو مقدار الأسلحة التي يمكن أن تغير قواعد اللعبة خلال الحرب، لكن دبابات القتال الرئيسية من المحتمل أن تضع نهاية للصراع أو تسرع من ذلك، حسب "الغارديان".