صحافة دولية

عدوان الاحتلال ينتج جيلا جديدا من المقاتلين في الضفة.. لا يتبعون للأحزاب

الجيل الجديد يتكون في مجمله من شبان في مقتبل العمر ولا يتبعون نهجا فكريا خاصا ولا ينتمون للأحزاب- جيتي
تنتشر في الضفة الغربية المحتلة خلايا مسلحة جديدة تقاوم الاحتلال، تنشأ على شاكلة مجموعات باسم المدن التي ينشطون فيها، وذلك كرد فعل على تصاعد عدوان الاحتلال الإسرائيلي، خاصة مع تنصيب الحكومة الأكثر تطرفا، بزعامة بنيامين نتنياهو.

وما يميز هذه المجموعات الجديدة، أنها تكونت من جيل جديد أفرادها في العشرينيات من العمر، لا ينتمون لأحزاب أو فصائل فلسطينية، بل إنهم لا يتبعون نهجا أو أيديولوجيا أو فكرا سياسيا بعينه، لكن لديهم وصول سهل إلى الأسلحة وهم ملتزمون بالقتال.

 ويمثل هؤلاء في شبابهم واستقلالهم نوعًا جديدًا من التهديد، ليس فقط لإسرائيل ولكن للسلطة الفلسطينية الأضعف باستمرار، والتي يديرها رجال غير منتخبين في السبعينيات والثمانينيات من العمر، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".

وكانت الفصائل السياسية الفلسطينية في الأجيال السابقة تدير الكتائب خلال قتال الشوارع ضد الاحتلال الإسرائيلي، لكن الآن تقوم خلايا من المراهقين والشبان في أوائل العشرينيات من العمر باتخاذ القرارات.

وعلى مدار العام الماضي، شن الاحتلال الإسرائيلي هجمات شبه يومية مميتة بشكل متزايد في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، مستهدفة مسلحين فلسطينيين يقول إنهم مسؤولون عن أو يخططون لهجمات ضد إسرائيليين. وتقول الصحيفة، إنه في ظل الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، فقد تصاعدت الهجمات، ما أدى إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين الفلسطينيين، وهذه الأحداث ألهمت دائرة مقاتلين في نابلس وجنين للرد بهجمات انتقامية.

وقتل جنود ومستوطنون إسرائيليون أكثر من 60 فلسطينيا حتى الآن في عام 2023 وهو أعلى معدل منذ سنوات، فيما قتلت الهجمات الفلسطينية 14 إسرائيليا على الأقل، سبعة منهم في إطلاق نار في القدس الشرقية في كانون الثاني/ يناير الماضي.

ويقول مراقبون، إنه بالرغم من مضي ما يقرب من 20 عامًا على الانتفاضة الأخيرة، فإن سياسات الاحتلال هي نفسها التي بدورها تولد اليأس والعنف الذي لا هوادة فيه.

ونقلت الصحيفة عن تهاني مصطفى، الخبيرة في مجموعة الأزمات الدولية، قولها إن الضفة الغربية تشهد "إحباطا عاما ويأسا واسع النطاق"، ما ينذر باندلاع انتفاضة فلسطينية أخرى، ربما تكون "أكثر دموية، وأكثر انتشارًا، ولامركزية".

فيما قالت نووا شوسترمان، الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث في تل أبيب، إنه "أضحى بالإمكان أن تجد مجموعات من المسلحين الذين ينتمون إلى خلفيات أيديولوجية مختلفة يتجمعون في روابط جديدة، بل إن بعضهم لم يكن لديه أي انتماءات سابقة أو حالية".

وأوضحت أن "هذه الجماعات الجديدة عادة ما تدخل في اشتباكات مع  القوات الإسرائيلية التي تدخل مخيماتها أو تسعى لضرب أهداف عسكرية في الغالب مثل نقاط التفتيش والحواجز".

وإلى جانب "عرين الأسود" وهي أبرز تلك التنظيمات الجديدة التي لا يخضع عناصرها لانتماءات سياسية واضحة وتنشط في نابلس، فإن هناك خلايا وتنظيمات أخرى برزت على الساحة، لا سيما خلال الشهرين المنصرمين اللذين شهدا  تصاعدا كبيرا في أعمال العنف والاشتباكات المسلحة.
 
وألهمت فصائل مستقلة مثل "عرين الأسود" و"لواء بلاطة" الكثير من الشبان لتشكيل خلايا صغيرة خاصة بهم، كما حدث في كانون الثاني/ يناير الماضي عندما شكل خمسة أصدقاء من مخيم عقبة جبر للاجئين خلية مسلحة في أريحا وهي المدينة  التي كانت تشهد هدوءا امتد لسنوات، بحسب خبراء وأكاديميين فلسطينيين.