كشفت أوساط إسرائيلية أنه سيتم بناء آلاف الوحدات الاستيطانية شرق
القدس المحتلة في قلب الأحياء الفلسطينية، بما في ذلك تلك التي لم يكن فيها مستوطنة يهودية حتى الآن، في ضوء أن الحكومة اليمينية وبلدية
الاحتلال على وشك شراء الأرض، وخلق سلسلة متصلة كبيرة من الوجود الاستيطاني اليهودي، لتحقيق هدف سياسي مستقبلي يسعى لمنع تقسيم المدينة مع الفلسطينيين لإقامة عاصمتهم فيها.
تتحدث التسريبات الإسرائيلية عن وجود
مخطط بناء أحياء استيطانية يهودية جديدة في شرق القدس، مع إضافة مئات الوحدات الاستيطانية إلى القرى والأحياء اليهودية القائمة، حيث تم إنشاء هذه الأحياء من قبل مستثمرين يهود وجمعيات خاصة، ويساعدهم كبار المسؤولين في بلدية الاحتلال بالقدس برئاسة نائب رئيسها أرييه كينغ من حزب العصبة اليهودية، وهو من مستوطني حي رأس العامود، وناشط في شراء الأراضي والمباني في شرق المدينة، وراء الخط الأخضر.
شالوم يروشالمي المراسل السياسي لموقع "
زمن اسرائيل"، أكد أن "التفاصيل تتحدث عن بناء
حي استيطاني على مساحة 70 دونما، يضم 250- 450 مسكنا، من خلال جهود تبذلها "جمعية المستأجرين" التي تدعي ملكية الأرض منذ عام 1920، وتساعدها جمعية "عطيرت كوهانيم"، حيث تعيش في حي أبو ديس اليوم عشر عائلات يهودية في منزلين منفصلين اشتراهما المليونير إروين موسكوفيتش منذ عشرين عامًا، مع أن معظم مساحة قرية أبو ديس تقع داخل حدود السلطة الفلسطينية التي بنت فيها مبنى برلمانها، رغم أنه ليس مأهولا".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "بجانب حي أبو ديس الذي سيشهد إقامة الحي الاستيطاني الجديد، يوجد هناك حي أم طوبا جنوبي القدس المحتلة، وشمال شرقي بيت لحم، ويكشف المخطط الاستيطاني عن بناء 400 وحدة سكنية ستؤوي 1500 مستوطن، حيث تم شراء المنطقة من قبل رجال الأعمال اليهود، فيما يعيش أربعة آلاف فلسطيني في أم طوبا، ولا توجد مستوطنة يهودية فيه، حيث تغطي مساحته 190 ألف دونم".
وأكد أنه في "الأسبوع المقبل ستكون هناك مناقشة أولى في اللجنة المحلية حول بناء الحي الاستيطاني، حيث سيتم حفر نفق تحت قرية أبو ديس المجاورة لجبل الزيتون لتسهيل مرور المستوطنين من أحياء يهودية في أم طوبا باتجاه معاليه أدوميم والبحر الميت، وهذا جزء من الطريق الدائري الشرقي الممهد جزئياً في المنطقة، وتبلغ تكلفته الإجمالية ملياري شيكل، كما أنه سيتم بناء مئات الوحدات السكنية في الأحياء الفلسطينية التي يوجد فيها بالفعل مستوطنة يهودية كبيرة".
وأوضح أن "حي رأس العامود مليء بالحوادث الأمنية، ويعيش اليوم ما يقرب من 1500 يهودي في حي خاص بهم يُدعى معاليه زيتيم، وسيسكن المستوطنون في مجمعين آخرين في الحي، أحدهما مبنى شرطة شيبونا، والثاني محطة وقود السلطان التي اشتراها مستثمر يهودي".
وأضاف أن "التقديرات تشير إلى أنه سيتم بناء 140 وحدة استيطانية إضافية في هذه المجمعات، وفي حي جبل المكبر المتاخم لحي أرمون هنازيف، حيث تم بالفعل بناء حي يهودي يسمى نوف تسيون منذ 2010، ويعيش فيه 96 عائلة يهودية، والآن يتم بناء أربعة صفوف أخرى خلف الحي اليهودي المطل على المدينة القديمة، بإجمالي 130 وحدة استيطانية".
وأوضح أنه "كجزء من صفقة شراء الحي، من المتوقع بناء فندقين ومائة وحدة استيطانية أخرى في المنطقة خلال السنوات الخمس المقبلة، وحتى الآن تم بناء العديد من الأحياء، وشراء العديد من المنازل والأراضي داخل القرى الفلسطينية، ما يحول دون أي احتمال لتقسيم المدينة في المستقبل مع الفلسطينيين".
يترافق الكشف الاسرائيلي عن هذا الحي الاستيطاني الجديد مع عودة الاحتكاكات العنيفة المستمرة في الأحياء الفلسطينية مثل الشيخ جراح وسلوان والطور، وما رافق عمليات البناء الاستيطانية من اعتراضات ومظاهرات فلسطينيين ونشطاء يساريين وحقوقيين، ولذلك يمكن تقدير ردود الفعل الفلسطينية والدولية على هذا المشروع الاستيطاني الجديد.
يتزامن الإعلان عن هذا المشروع الاستيطاني مع السياسة الجديدة للحكومة اليمينية وبلدية الاحتلال في القدس المحتلة، من حيث التركيز على وضع اليد على الأراضي الفلسطينية، والبناء عليها، تمهيدا لإيجاد سلسلة كبيرة من الوجود الاستيطاني اليهودي في المدينة، وفرض الأمر الواقع لحرمان الفلسطينيين من أي تواجد فيها.