في
إطار تجنب إعلان تعبئة عامة جديدة، زعمت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، أن
الكرملين يسعى لتجنيد 400 ألف جندي خلال العام الحالي.
وأفادت
الوكالة نقلا عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة"، بأن القوات الروسية ستركز على
تقوية صفوفها للتصدي لهجوم أوكراني وشيك، بعد أن تراجعت عن خطط لشن هجوم آخر هذا الربيع،
في ظل فشلها في تحقيق اختراقات كبيرة طيلة الأشهر الأخيرة.
وربطت
الوكالة بين تلك الخطط والانتخابات الرئاسية القريبة، حيث ستسمح للكرملين بتجنب تعبئة
إجبارية أخرى لجنود الاحتياط مع تكثيف حملته لإعادة انتخاب الرئيس فلاديمير بوتين في
وقت لاحق من العام الجاري.
وفيما
يتواجد ما يقرب من 300 ألف جندي تم حشدهم في عملية التجنيد الأخيرة في ساحات القتال،
وفقا لمسؤولين أوكرانيين وغربيين، فإن
روسيا لم تتمكن طيلة الأشهر الأخيرة من السيطرة على
أي مدينة من المدن الرئيسية.
وبعد
وقوف دفاعاتها لأشهر، فإن أوكرانيا تخطط لشن هجوم عكسي كبير في الأسابيع المقبلة، مستعينة
بقوات جديدة تلقت تدريبات في دول أوروبية والولايات المتحدة، ومزودة بأسلحة حديثة حصلت
عليها خلال الأشهر القليلة الماضية من الحلفاء.
وتسعى
كييف لاختراق الخطوط الروسية لاستعادة المدن التي ضمتها موسكو وخاصة قطع الجسر البري
الذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الرئيسي الروسي، وفقا لمسؤولين أمريكيين.
واستعدادا
للهجوم الأوكراني المرتقب، فقد بدأت روسيا بالفعل حملة تجنيد المتعاقدين وهم متطوعون يسجلون
في الجيش لمدة ثلاث سنوات مدفوعة الأجر.
وكشفت
مصادر مطلعة على العملية، أن السلطات الروسية تستهدف في البداية العسكريين القدامى
وسكان الأرياف.
ولفتت
الوكالة إلى أن بعض المسؤولين، قالوا إن هدف اجتذاب 400 ألف جندي متعاقد هذا العام
"قد يكون غير واقعي"، حيث إن هذا العدد يساوي تقريبا العدد الإجمالي للقوات
الروسية قبل بدء الغزو.
في هذا
السياق، يقول دارا ماسيكوت، الباحث السياسي الأول في مؤسسة "راند" للأبحاث"،
إنه في ظل الظروف الراهنة "لا أعتقد أن السلطات قادرة على إغراء الناس بالانضمام
للجيش، باستثناء ربما الوطنيين المتعصبين، أو الأشخاص المعدمين اقتصاديا".
وفيما
يستعد بوتين لإعادة الترشح لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإن الكرملين يخشى من أن خطط التجنيد الجديدة "تهز ثقة الناخبين غير الراضين عن مثل هذه الإجراءات"،
وبالتالي تعقيد فرص تحقيق بوتين نصرا انتخابيا كبيرا.
المحلل
العسكري الروسي المستقل، بافيل لوزين، يقول إن عدد المتطوعين الجدد بلغ أدنى مستوياته
في العام الجاري، مقارنة بالسنوات الماضية، ما يشير إلى أن قرارات التجنيد "غير
شعبية" ولا تحظى بدعم الروس.
زيادة
القوات
ووافق
بوتين في أواخر العام الماضي على خطة لزيادة حجم الجيش الروسي إلى 1.5 مليون من
1.15 مليون حاليا، في خطة من المتوقع أن تستمر حتى عام 2026.
وفي
سياق متصل، صرح وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بأن
روسيا سترفع عدد الجنود المتعاقدين إلى 521 ألفا بحلول نهاية عام 2023.
وقال
شويغو في أيلول/ سبتمبر، إن لروسيا 25 مليون جندي احتياطي، رغم أنها استدعت في البداية
ما يزيد على الـ1 يالمئة منهم فقط.
وكشف
قائد القوات البرية الأوكرانية، أليكسندر سيرسكي، الجمعة، أن قواته التي ظلت في موقف
الدفاع على مدى أشهر، ستشن قريبا هجوما مضادا في وقت بدا فيه أن الهجوم الروسي يتعثر.
وأضاف
سيرسكي: "قريبا جدا سنستغل تلك الفرصة كما فعلنا من قبل قرب كييف وخاركيف وبالاكليا
وكوبيانسك"، في إشارة إلى هجمات مضادة أوكرانية تمت العام الماضي وتمكنت من استعادة
السيطرة على مساحات واسعة.
البيت الأبيض يعلق نقل أسلحة نووية إلى بيلاروسيا
أكد كل من البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية
"البنتاغون"، السبت، أنه لا توجد مؤشرات على استعداد روسيا لاستخدام أسلحة
نووية بعد إعلان موسكو نشر طائرات مخصصة لنقل تلك الأسلحة في بيلاروسيا.
وقال كل من البيت الأبيض والمكتب الصحفي
لوزارة الدفاع: "رأينا تقارير عن إعلان روسيا وسنواصل مراقبة هذا الوضع".
وأضافا: "لم نر أي سبب لتعديل وضعنا
النووي الاستراتيجي ولا أي مؤشرات على أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي".
وقال البيت الأبيض: "ما زلنا
ملتزمين بالدفاع المشترك لحلف شمال الأطلسي".
والسبت، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،
أن موسكو ستنقل 10 طائرات قادرة على حمل أسلحة نووية تكتيكية إلى أراضي بيلاروسيا المجاورة،
الدولة الحليفة الواقعة على أبواب الاتحاد الأوروبي.