أعلن الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين، أن موسكو ستنشر
أسلحة نووية "تكتيكية" على أراضي بيلاروسيا المجاورة، الدولة الحليفة الواقعة على أبواب الاتحاد الأوروبي، مع انحسار تقدم
روسيا في أوكرانيا.
واعتبرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن الاهتمام العالمي بروسيا يبدو أنه "سبب رئيسي" وراء تصريحات بوتين المتكررة بشأن الأسلحة النووية.
وقالت الشبكة؛ إنه عندما يستخدم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مفردة "نووي"، فإن العالم يولي اهتماما خلف تلك التصريحات المتكررة منذ غزو الكرملين لأوكرانيا العام الماضي.
والسبت، قال بوتين في مقابلة بثها التلفزيون الروسي: "لا شيء غير اعتيادي هنا: الولايات المتحدة تفعل ذلك منذ عقود. هي تنشر منذ زمن طويل أسلحتها النووية التكتيكية على أراضي حلفائها".
وتابع: "اتفقنا على القيام بالأمر نفسه"، مؤكدا الحصول على موافقة مينسك.
وبحسب "سي إن إن"، فإن الأسلحة التي يخطط بوتين لنقلها إلى بيلاروس ليست أسلحة نووية استراتيجية، التي تشمل الصواريخ الباليستية العملاقة العابرة للقارات، القادرة على إنهاء الحياة على كوكب الأرض حال إطلاقها.
وتعد الأسلحة النووية التكتيكية أصغر حجما، لكنها قوية ويمكن استخدامها في ساحة المعركة.
كان بوتين يهدد باحتمال نشوب حرب نووية خلال العام الماضي، خاصة عندما تتعثر عمليته العسكرية في أوكرانيا.
في الشهر الماضي، أعلن بوتين أن موسكو ستعلق مشاركتها بمعاهدة ستارت الجديدة، آخر اتفاقية متبقية للحد من التسلح بين القوتين النوويتين الرئيسيتين في العالم: روسيا والولايات المتحدة.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن بوتين "يعاني من الكثير من المشاكل في الوقت الحالي"، إذ إن القوات الروسية تقصف المدن الأوكرانية جوا، لكن الحرب البرية لا تحقق الكثير من التقدم بالنسبة لموسكو.
كما جاءت التصريحات الجديدة بعد أسبوع على إصدار المحكمة الجنائية الدولية، مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب على خلفية ترحيل غير قانوني لأطفال أوكرانيين.
في حديثه الجديد، أوضح بوتين أنه "اعتبارا من 3 أبريل (نيسان)، سنباشر تدريب الفرق. وفي الأول من يوليو (تموز)، سننجز بناء مستودع خاص للأسلحة النووية التكتيكية على أراضي بيلاروس".
في المقابل، يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، غير منزعجة من إعلان بوتين، حيث قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أدريان واتسون؛ إن الولايات المتحدة تراقب تصريحات بوتين.
وأضافت: "لم نرَ أي سبب لتعديل وضعنا النووي الاستراتيجي، ولا أي مؤشرات على أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي".
وقال الزعيم الروسي؛ إنه لن ينقل السيطرة على الأسلحة النووية التكتيكية إلى الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، الذي كان يطلب هذه الأسلحة لفترة طويلة.
وصدم ذلك دبلوماسيين أمريكيين سابقين تحدثت إليهما كاتبة التحليل، جيل دوغيرتي، ونقلت عنهما قولهما؛ إن لوكاشينكو وقع اتفاقية عام 1994 للتخلي عن الأسلحة النووية الاستراتيجية التي كانت بيلاروس لا تزال تمتلكها في نهاية الحرب الباردة.
ويشير أحد الدبلوماسيين إلى أن الأسلحة يجب أن تحتفظ بها القوات الروسية، التي ستتمركز بشكل دائم على الأراضي البيلاروسية، في إشارة إلى أن لوكاشينكو يخضع بدرجة أكبر لسيطرة بوتين.