أكد
العراق والبحرين، على "عمق علاقات الأخوة التاريخية الوطيدة" بينهما، في أول اتصال، بعد يوم من استدعاء خارجية المملكة الثلاثاء، القائم بأعمال العراق "لتدخله بالشؤون الداخلية".
جاء ذلك خلال اتصال أجراه وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع نظيره
البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، الأربعاء، وفق بيان للخارجية البحرينية.
وأفاد البيان بأنه "جرى خلال الاتصال، التأكيد على عمق علاقات الأخوة التاريخية الوطيدة التي تربط بين البلدين الشقيقين في إطار الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك على كافة المستويات وما يجمع بينهما من أواصر الأخوة والتاريخ المشترك والمصالح المتبادلة".
وأكد الجانبان "حرص البلدين على تطوير العلاقات الطيبة التي تربط بينهما وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة والأهداف المرجوة للبلدين والشعبين الشقيقين"، بحسب المصدر ذاته.
ومساء الثلاثاء، أعلنت الخارجية البحرينية في بيان، استدعاءها القائم بالأعمال العراقي (مؤيد عبد الرحمن) لإبلاغه عن بالغ أسفها واستيائها "لمخالفاته المتكررة للأعراف الدبلوماسية".
وأضافت الوزارة، أن هذا التصرف (الذي لم تعلنه) "يتعارض مع مهام عبد الرحمن الدبلوماسية كقائم بالأعمال لسفارة العراق في البحرين، باعتباره تدخلا مرفوضا في الشؤون الداخلية البحرينية".
ولاحقا، أعلن العراق إعادة القائم بأعماله في البحرين إلى بغداد، "حفاظا على الأعراف الدبلوماسية"، وفق تصريح المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، للوكالة العراقية.
وأضاف الصحاف، أن "هذا الإجراء يأتي تعزيزا لمكانة الدبلوماسية العراقية التي تنتهجها الوزارة في الحفاظ على الأعراف الدبلوماسية"، دون مزيد من التفاصيل.
ويقف تمثيل العراق والبحرين حاليا عند مستوى القائم بالأعمال، وسبق أن ظل التمثيل الدبلوماسي العراقي عند هذا المستوى منذ حرب الخليج في 1991 وحتى اعتماد المنامة سفيرا للعراق في 2001.
سبب الاستدعاء
استدعت وزارة الخارجية البحرينية، القائم بالأعمال العراقي، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية، بسبب ما وصفته بـ"قيامه بتصرف غير مقبول يتنافى مع البروتوكولات الدبلوماسية، ويتعارض مع مهامه الدبلوماسية باعتباره تدخلاً مرفوضاً في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين".
إلا أن وسائل إعلام، عرضت فيديو لمائدة إفطار أقامها ملك البحرين حمد بن عيسى، بحضور مجموعة من السفراء والدبلوماسيين.
ويظهر في الفيديو أن القائم بالأعمال العراقي، استوقف ملك البلاد عند سلام السفراء عليه، وبادله الحديث، ومن ثم استوقفه مرة أخرى خلال سيره، وهو ما اعتبر بحسب مواقع إخبارية، مخالفة للأعراف الدبلوماسية.
بدوره، نقل موقع "روسيا اليوم"، عن مصادر قولها، إن القائم بالأعمال العراقي، كتب على مجموعة في "واتساب" تضم سياسيين وإعلاميين وأكاديميين: "منذ سنة نعمل بتنسيق مع وزارة النقل البحرينية بشأن تشغيل خط الطيران بين البلدين، والمسؤولون العراقيون أكدوا أن جميع الكتب والمتطلبات اكتملت".
وأضاف أن "ملك البحرين وولي العهد يعزمون السفراء ورؤساء البعثات على دعوة إفطار، والتقيت رئيس الوزراء في الدعوة وكان برفقته وزير الخارجية البحريني وتكلمت معه بشأن فتح خطوط بين البلدين".
وأشار عبد الرحمن: "عرفت بعد ذلك بأن هناك مذكرة احتجاج بحقي لأنني تكلمت مع ولي العهد وكان من المفترض أن أتكلم مع الوزير".
وتابع القائم بالأعمال العراقي: "استغربت مما حدث، ففي العراق جميع الدبلوماسيين يلتقون رئيس الدولة ويلبي جميع متطلباتهم".