سياسة عربية

اقتحام المسجد الأقصى بعد ليلة التنكيل بالمعتكفين.. "تجاوز الخطوط الحمر"

اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى صباح ليلة التنكيل بالمعتكفين- جيتي
جددت أعداد كبيرة من قوات الأمن الإسرائيلية اقتحام المسجد الأقصى المبارك عقب صلاة فجر الأربعاء، وقامت بطرد المعتكفين بعد التنكيل بهم.

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، في بيان، إن "165 مستوطنا إسرائيليا اقتحموا المسجد اليوم الأربعاء".

وأفادت أحد المرابطات في حديث لـ"عربي21"، بأنه في تمام الساعة السابعة، بدأت مجموعات من المستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال، التي واصلت التنكيل بالمصلين، والاعتداء على المرابطات، واعتقلت بعضهن، إضافة لاعتقال أحد الصحفيين الذي يقومون بتوثيق اعتداءات وانتهاكات الاحتلال داخل المسجد الأقصى.

وأوضحت أن "قوات الاحتلال حاولت تفريغ المسجد الأقصى بشكل كامل من المصلين، وقامت بطرد المصلين من ساحات الأقصى إلى خارج أبواب المسجد الأقصى، وذلك تمهيدا لاقتحام المتطرفين". 

كما أكد أحد حراس المسجد الأقصى لـ"عربي21"، أن "قوات الاحتلال المتمركزة بكثافة على أبواب المسجد الأقصى، منعت عقب صلاة الفجر دخول أي شخص إلى المسجد الأقصى، في ظل مواصلة عدوانها الشرس بحق المصلين والمرابطين". 


وقبيل صلاة الفجر، منعت قوات الاحتلال من هم دون سن الـ50 عاما من دخول المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر، عقب شنها عدوانا شرسا طال المعتكفين في المسجد الأقصى، حيث قامت بالاعتداء عليهم وضربهم بشكل وحشي، ما أدى إلى إصابة العديد منهم، ومن ثم قامت باعتقال المئات. 

وتسود حالة من التوتر الأمني المتصاعد كافة الأرضي الفلسطينية، خاصة مدينة القدس المحتلة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى. 

تفاصيل الاعتداء الوحشي على المعتكفين
واقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك عقب صلاة التراويح (ليلة الثلاثاء/ الأربعاء)؛ بهدف تفريغ المسجد من المعتكفين في المصلى القبلي.

وأغلق المعتكفون الأبواب على أنفسهم في المسجد القبلي، فيما قامت قوات الاحتلال بقطع الكهرباء عنهم.

ودفعت شرطة الاحتلال تواجدها بقوات إضافية في أرجاء البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك.

وقامت قوات الاحتلال، بطرد حراس الأقصى من أمام المصلى القبلي، ومن باب المغاربة والسلسلة، وتفريغ باحات المسجد الأقصى المبارك.

وبعد أن فشلت قوات الاحتلال من فتح أبواب المصلى القبلي لإخراج من بداخله من المعتكفين، قامت باعتلاء سطح المصلى القبلي.

وأطلقت شرطة الاحتلال قنابل الصوت داخل المسجد القبلي من خلال النوافذ بعد أن حطمت عددا منها، كما قامت باقتحام العيادة الطبية الملاصقة للمسجد القبلي في المسجد الأقصى.

وبعد تمكنها من اقتحام المسجد القبلي، نكلت شرطة الاحتلال بالمعتكفين، واعتدت عليهم بالضرب المبرح، وكان عدد كبير منهم من النساء والأطفال.

وجراء إطلاق القنابل الغازية والحارقة بكثافة صوب المتعكفين، اندلع حريق في المسجد القبلي.


وأفاد المحامي فراس الجبريني لـ"عربي21"،  بأن عدد المعتقلين وصل ما بين 450 -500 معتقل". 

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "مجموعة من المحامين الفلسطينيين يتواجدون حاليا في "عطيروت"، من أجل إعطاء استشارات قانونية للمعتقلين قبل الدخول للتحقيق معهم"، مضيفا: "هناك عدد كبير من المعتقلين". 

وذكرت مصادر مقدسية، بأن عدد الإصابات في صفوف المعتكفين بلغ 200 مصاب، جراء الضرب المبرح وإطلاق قنابل الغاز السام عليهم.

ورفعت مآذن القدس دعوات للنفير العام إثر الاقتحام، فيما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن وجود إصابات جراء الاقتحام، قائلا إن شرطة الاحتلال تمنع الطواقم الطبية من الدخول إلى المسجد الأقصى.

ومنعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، رغم وقوع العديد من الإصابات بفعل الاعتداء الوحشي على المعتكفين.


وانطلقت سلسلة من الدعوات الوطنية من كل أنحاء المدن والقرى الفلسطينية تلبية لنداء المسجد الأقصى، واندفع المقدسيون باتجاه المسجد الاقصى، التي أغلقت شرطة الاحتلال أبوابه، واندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان والاحتلال في البلدة القديمة، وبلدات القدس.

ولاحقا، تمكن فلسطينيون من أداء صلاة الفجر عند باب الأسباط بعد أن منعت قوات الاحتلال دخولهم للمسجد الأقصى.

وخرجت مسيرات من عدة محافظات في الضفة الغربية، فيما اندفع الشبان في قطاع الثائر للقيام بأعمال الإرباك الليلي.

وردا على العدوان الهمجي على المعتكفين، أطلقت المقاومة الفلسطينية صواريخ على عدة دفعات باتجاه المستوطنات المحيطة.

وأطلق المقاومون النار على حواجز ومستوطنات في الضفة الغربية، لاسيما في نابلس وجنين والخليل.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جنديا إسرائيليا أصيب في عملية إطلاق نار شمال الخليل. وقالت إن الاحتلال استنفر قواته.

وعقب صلاة الفجر أعادت قوات الاحتلال اقتحام المسجد الأقصى، وحاولت تفريغه من المصلين تمهيدا لاقتحام المستوطنين.

تجاوز الخطوط الحمر
وقالت رئاسة السلطة الفلسطينية إن ما يقوم به الاحتلال من مساس بالمقدسات حرب شعواء على الشعب الفلسطيني والأمة العربية، محذرة سلطات الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمراء بالأماكن المقدسة التي ستؤدي إلى الانفجار الكبير.

وأضافت الرئاسة الفلسطينية "نحمّل حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عن أي تدهور، وعليها وقف العبث الذي سيخلف نتائج خطيرة".

كما دعت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأميركية ألا تقف متفرجة على الحرائق التي يضرمها الاحتلال بالأراضي الفلسطينية.

من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية "أدعو جماهير شعبنا في الضفة و48 إلى التوجه للمسجد الأقصى وحمايته".

وأضاف هنية "على الجميع أن يتحمل المسؤولية فلسطينيا وعربيا تجاه ما يجري في المسجد الأقصى"، واصفا ما يحدث بأنه "جريمة غير مسبوقة ولها ما بعدها".


في السياق ذاته، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة إن "ما يجري في المسجد الأقصى المبارك تهديد جدي لمقدساتنا"، مضيفا "على الشعب الفلسطيني أن يكون حاضرا بكل مكوناته للمواجهة الحتمية في الأيام المقبلة".

 إدانات عربية
وأدانت الخارجية الأردنية اقتحام شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى والاعتداء عليه وعلى المصلين، معتبرة ذلك انتهاكا صارخا وتصرفا مدانا ومرفوضا.

وحذرت الخارجية الأردنية إسرائيل "من مغبة التصعيد الخطير"، وحملتها "مسؤولية ما يلحق بالمسجد الأقصى المبارك"، معتبرة أن تل أبيب تتحمل مسؤولية التبعات الخطيرة للتصعيد الذي قد يقوّض جهود تحقيق التهدئة ووقف العنف.

وتابعت الخارجية الأردنية بالقول "نطالب إسرائيل بوقف انتهاكاتها للقانون الدولي وإجراءات تغيير الوضع التاريخي والقانوني للقدس"، كما طالبتها "بإخراج شرطتها وقواتها الخاصة من الحرم القدسي الشريف فورا".

وفي السياق ذاته، طالبت الخارجية المصرية الاحتلال الإسرائيلي بالوقف الفوري للهجوم السافر على المصلين في الأقصى.

أما الخارجية السعودية فقد أدانت اقتحام الأقصى، وقالت في بيان لها، إنها تتابع بقلقٍ بالغ اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى الشريف، والاعتداء على المصلين، واعتقالها عددٍ من الفلسطينيين.