حذر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة وخطيب المسجد
الأقصى، الشيخ
عكرمة صبري، من الخطورة الكبيرة المترتبة على دعوات الجماعات اليهودية المتطرفة اقتحام المسجد الأقصى المبارك، وتقديم قرابين "عيد الفصح" بداخلة.
وتصاعدت دعوات الجماعات المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى بمناسبة بدء "عيد الفصح" اليهودي، ومحاولة إدخال القرابين وذبحها داخل باحات الأقصى، حتى أن بعض تلك الجماعات رصدت جائزة مالية لمن يستطيع من
المستوطنين فعل ذلك الأمر.
وأكد الشيخ صبري، في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "الدعوات لاقتحام المسجد الأقصى وذبح القرابين بداخله، ما هي إلا دعوة عدوانية عنصرية، وسبق أن انطلقت مثل هذه الدعوات العام الماضي من أجل إدخال القرابين، وفشلوا، والآن هم يكررون هذه المحاولة، وهذه المرة أيضا سيفشلون ويتراجعون، لأن الأمر جد خطير".
وحمّل خطيب الأقصى "حكومة
الاحتلال الإسرائيلي اليمينية المحتلة المسؤولية الكاملة، لأنها تحمي الاقتحامات، ولا يجرؤ أي مستوطن يهودي أن يقتحم المسجد الأقصى إلا بتلك الحراسة (الأمنية والعسكرية)، وبالتالي الحكومة اليمينية هي المسؤولة سابقا ولاحقا".
ونبه إلى أن "أي اعتداء على المسجد الأقصى هو مس بحرمته، واستفزاز لمشاعر المسلمين"، مؤكدا رفضة القاطع لـ"دعوات الجماعات المتطرفة اليهودية العنصرية، ونؤكد حقنا الشرعي في المسجد الأقصى الذي قرره ربنا من فوق سبع سموات".
ودعا صبري إلى "شد الرحال إلى المسجد الأقصى، والرباط والاعتكاف بداخله، وهذا أمر من الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)"، محذرا من أن "الاحتلال سيكرر دعواته هذه، لعدم وجود أي ضغط سياسي دبلوماسي بحق هذا الاحتلال".
وأضاف: "الدول العربية صامتة، لم تمارس حقها السياسي والدبلوماسي الرسمي، وهذا السكوت هو الذي يجعل الاحتلال يتجرأ المرة تلو الأخرى في موضوع الاقتحامات".
وعن تعامل حكومة الاحتلال مع بعض الدول العربية، خاصة مع الأردن صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة، نوه صبري إلى أنه "من المعروف عن نتنياهو أنه يغدر ويخدع، ففي الوقت الذي يلتقي مع مسؤولين في الأردن وفي مصر وغيرهما، في اليوم التالي ينقض ما اتفق عليه، فقد أشتهر بالغدر والخيانة".
وغدا الخميس هو أول أيام عيد الفصح اليهودي، الذي يستمر 7 أيام وينتهي الأربعاء المقبل، الموافق 12 نيسان/ أبريل.
وتعاني مدينة القدس، خاصة المسجد الأقصى المبارك، من انتهاكات إسرائيلية متواصلة ومتصاعدة، حيث عملت قوات الاحتلال ليلة أمس على اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء بشكل وحشي على المعتكفين، من بينهم نساء وأطفال وكبار في السن، وقامت باعتقالهم وإبعادهم عن المسجد الأقصى.
وتطول قائمة الانتهاكات بحق القدس والأقصى، وتضم؛ اقتحام الأقصى واعتداء قوات الاحتلال وقطعان مستوطنيه على المقدسيين؛ بالقتل والاعتقال وهدم بيوتهم، ومنعهم من ترميمها أو تطويرها، إضافة إلى اعتماد سياسة سحب الهويات من المقدسيين، وإبعادهم عن الأقصى والقدس، وفرض الضرائب عليهم، إضافة إلى محاولة تهويد التعليم، وضرب كل ما يمكن أن يساهم في صمود أهل هذه المدينة المحتلة.