حذرت الصحف العبرية، من مخاطر دخول الحكومة الإسرائيلية اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو في عملية عسكرية واسعة النطاق مع قطاع
غزة، تكرارا لعملية "حارس الأسوار"؛ والتي تطلق عليها
المقاومة "
سيف القدس".
وتحت عنوان: "لا تنجروا لمواجهة واسعة النطاق"، أكدت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها اليوم، أن اعتداءات قوات
الاحتلال على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى بشكل وحشي خلال الأيام والليالي الماضية، "لم تشوش فقط الحياة الاعتيادية لشهر رمضان على مئات آلاف الفلسطينيين في القدس، بل دهورت دفعة واحدة أمن الجمهور الإسرائيلي كله، حيث أطلقت صواريخ من غزة وجنوب لبنان نحو إسرائيل بالتزامن مع دخول عيد الفصح".
فرض قواعد الاشتباك
وأضافت: "سلسلة الأحداث التي في أعقابها اقتحمت قوات الشرطة المسجد، بدأت باستفزازات قامت بها مجموعة من نشطاء اليمين المتطرف الذين حاولوا ذبح قرابين الفصح في الحرم..، وهنا يمكن لنا أن نتفهم تخوف الفلسطينيين من المس بموقعهم المقدس (الأقصى)، خاصة أن النشطاء الأكثر مركزية في جماعة أمناء الهيكل، يعتبرون اليوم جزءا مركزيا في ائتلاف حكومة بنيامين نتنياهو".
ونوهت "هآرتس"، إلى أن "وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، لحم أساسي من جسد الحركات الأكثر تطرفا، ومحامي المعتقلين الذين ذبحوا الجديان في السنوات السابقة، وهو المسؤول اليوم عن الأمن في المسجد الأقصى، الخط الذي يفصل بين نشطاء الهيكل وحكومة إسرائيل لم يكن أبدا مشوشا أكثر مما هو اليوم".
ونبهت بأنه "من شأن استمرار السياسة الحالية (استهداف الأقصى والاعتداء على المعتكفين) أن يشعل موجة مواجهات وجولة قتال أخرى تذكر بـ"حارس الأسوار" (سيف القدس)"، فالأحداث في الحرم وموجات الصدى الأمنية في الجنوب وفي الشمال هي جزء من الثمن الذي ندفعه عن الائتلاف عديم المسؤولية الذي أقامه نتنياهو".
وقالت الصحيفة: "محبو إشعال النيران الذين يتشكل منهم هذا الائتلاف من شأنهم أن يجروا إسرائيل لمواجهة خطيرة وواسعة النطاق، والمسؤولية عن نتائجها ستلقى عليهم".
وتمكنت المقاومة في هذه المعركة، من فرض قواعد الاشتباك وضرب تل أبيب وفرض حصار جوي عليها، والعديد من المستوطنات، ما أدخل الاحتلال في حالة من التوتر وعدم التوازن، دفعته إلى إنهاء العدوان بعد مرور 11 يوما، عقب تدخل بعض الوسطاء، وبعد ذلك، انطلقت العديد من الانتقادات الشديدة ضد حكومة الاحتلال التي فشلت في تلك المعركة وفقدت قوة ردعها.
بدورها، نبهت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في افتتاحيتها التي كتبها ناحوم برنياع تحت عنوان "فقط لا لـ"حارس الأسوار""، أن "الهدف في المدى القصير يجب أن يكون وقف اتساع الأحداث"، محذرة بشدة من تكرار أحداث عملية "حارس الأسوار".
حكومة إشعال النيران
ولفتت إلى أهمية العمل من أجل "إعادة الردع مع حماس وحزب الله"، موضحة أن "ظهور رئيس الوزراء نتنياهو عقب الأحداث وبعد ساعات من المداولات، لم يبث زعامة ولم يبعث على الأمن، وكان ممكنا أن نتوقع من نتنياهو أكثر بكثير".
وتابعت أن "الجيش الإسرائيلي يعرف أحداث ليل "الفصح" كحدث متعدد الجبهات ووحيد التنظيم؛ متعدد الجبهات، لأنها تضمنت المسجد الأقصى (القدس)، بلدات الجدار على حدود لبنان وغلاف غزة، وحيد التنظيم لأنه في الساحات الثلاث منفذو العمليات في الميدان كانوا فلسطينيين عملوا بتوجيه وتشجيع من حماس".
ونبهت بأن الحكومة الإسرائيلية "امتنعت عن اتهام حزب الله صراحة (بالمسؤولية على إطلاق الصواريخ أمس من جنوب لبنان نحو مستوطنات الشمال)، لأن هذا مريح؛ فلا توجد في الجيش محافل ضاقت عليها الطريق لحرب لبنان الثالثة"، مبينة أن "الحكومة الحالية، تتصرف بشكل مختلف عن حكومات سابقة، ففي الكابينت، يوجد على الأقل ثلاثة من محبي إشعال النيران، ويفرضون الرعب على نتنياهو".
وأضافت: "يذكر مسلسل الأحداث بحدث "حارس الأسوار" قبل عامين، في حينه كان رمضان وأيضا بن غفير أشعل النار، وكان في حينه نائبا مارقا يثير الاضطرابات في الشيخ جراح، أما اليوم كوزير للأمن، وفي حينه أيضا هددت النار بالانتقال إلى داخل إسرائيل والمدن المختلطة".
ولفتت إلى أن عدوان القوات الإسرائيلية العنيف على المصلين بالأقصى، تسبب بـ"ضرر هائل، وأشعل القدس وغزة والضفة والدول العربية المجاورة، ومما فاقم التدهور، وجود بن غفير كمسؤول عن الشرطة، إضافة لمحاولات رفاقه، في الماضي وفي الحاضر، أداء طقوس القرابين في الحرم وإشعال الشرق الأوسط، وهنا حصلنا على عاصفة كاملة الأوصاف".
واستبعدت "يديعوت" إمكانية صمود نتنياهو أمام ضغوط المتطرفين في أحزاب اليمين، وقالت: "أنا لست واثقة بأنه يرى"، موضحة أن "حرب لبنان الثانية بدأت بكمين لحزب الله في الحدود الشمالية، اختطاف وقتل جنديين، الحكومة برئاسة يهود أولمرت، ردت بتسرع وكانت النتيجة تورطا طويلا وقاسيا".
وذكرت أن "الدرس الذي تعلمته تل أبيب؛ على الاستفزاز يجب الرد، ولكن من الأفضل عدم الانجرار وراء المبادرات العسكرية للعدو، حماس أو حزب الله أو إيران، كما ينبغي أن نفهم بأنه عند القصف، كل ليلة لإيران وحزب الله في سوريا، وتصفية مسؤولين في الحرس الثوري وإهانة إيران في بيتها، فإن أعمال الرد لا بد ستأتي، إن لم تكن بالحوامات، بالمسيرات أو بالسايبر، فبصواريخ غراد من لبنان، وهذه المعركة لا يمكن أن تكون من طرف واحد".
وكشفت الصحيفة، أن "استنتاجات الاستخبارات تفيد بأن الأزمة في إسرائيل تخرب على الردع؛ أعداء إسرائيل يفسرون الأزمة كضعف".