قال تقرير لمؤسسة "
كارنيغي للسلام الدولي" إن التسجيل الصوتي المسرب لمحادثة بين المنتج الموسيقي الروسي البارز يوسف بريغوجين ورجل الأعمال والنائب الروسي السابق، فرهاد أحمدوف، بشأن سياسات الرئيس فلاديمير
بوتين، كشف غضب النخب الروسية.
ورغم نفي الرجلين لصحة التسجيل، إلا أن "كارنيغي للسلام الدولي" اعتبر أن المحادثة المسربة تعكس أن دعم النخبة لقرارات الكرملين "مجرد كلام"، وتكشف بدقة مواقفها من
الحرب والقيادة الروسية.
وأبرز التقرير أن الاهتمام بالتسجيل الصوتي المسرب كان كبيرا بين الروس، لدرجة أنه طغى على إعلان بوتين نشر بلاده أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا.
وأشار تقرير المعهد الدولي إلى "الغضب واليأس" المسجل بشكل خاص في صفوف عدد من السياسيين والاقتصاديين التكنوقراط، إلى جانب شخصيات عسكرية وأمنية، وحتى من يسمون الوطنيين المتطرفين المدافعين عن الحرب، وذلك بسبب مآل هذه الأخيرة.
واعتبر التقرير أن المحادثة المسربة تشبه إلى حد بعيد ما يمكن سماعه باستمرار بشكل غير رسمي في دوائر النخبة الروسية، ومفاده أن "بوتين قد خذل
روسيا".
كما أشارت المؤسسة إلى أن النخب الروسية متحدة في قناعتها بأن على بوتين أن يفوز بالحرب التي بدأها، موضحا أن حتى أولئك الذين يعارضون الغزو لا يرغبون في أن يجدوا أنفسهم في الجانب الخاسر، غير أن الوضع الحالي على الأرض يوحي بـ"فشل وشيك، ولا يفهم أحد كيف يمكن لبوتين أن يؤمّن النصر".
ولم تحقق القوات الروسية أي نجاحات ملحوظة منذ الانسحابات التكتيكية التي قامت بها العام الماضي من عدد من المدن الأوكرانية، فيما تستعد اليوم دفاعاتها لمواجهة هجوم أوكراني مضاد.
وفيما يبقى من الصعب أن يطلق بوتين حملات جديدة لتعبئة قواته لأسباب سياسية، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية القاسية التي تمر منها بلاده، يبرز التقرير أن الرئيس الروسي "يحافظ على تفاؤله ويعيش في عالم الأحلام من النجاحات الحربية والتحول الثوري للاقتصاد الروسي".
في هذا السياق، يبرز تقرير "كارنيغي" أن قلة من النخب الروسية فقط من اقتنعت بتأكيدات بوتين بأن روسيا ليست في حرب مع أوكرانيا بل مع الغرب، وأن بإمكانها هزيمة الأخير واستنزافه.
وتراجعت ثقة معظم النخب الروسية في مدى قدرة بلادها على تحقيق النصر، بعدما تم إجبار الجيش الروسي على التراجع أولا من منطقة خاركيف في سبتمبر الماضي، ثم من خيرسون في تشرين الثاني/ نوفمبر.
على صعيد آخر، يلفت التقرير إلى أن
تسريب التسجيل أزعج النخب الروسية كثيرا، مشيرة إلى أنه فيما كان البعض قلقا من التجسس على محادثاتهم، أعرب آخرون عن ارتياحهم؛ لأن ما كان يقال في السر فقط خرج أخيرا إلى العلن.
وأشار التقرير إلى أن من المرجح أن تعمد الأجهزة الأمنية الروسية إلى اتخاذ إجراءات لتشديد المراقبة وقمع الأصوات المعارضة، بعد تسريب المحادثة، بحسب المعهد.
واستبعد التقرير أن يتخذ الكرملين أي إجراء بشأن التسريب الصوتي، لأن من شأن ذلك أن يؤكد فقط مصداقية مضامينه ويقوض سلطة بوتين، أوضحت أن طرفي المحادثة يسعيان إلى إصلاح الأمور، وإثبات ولائهم لبوتين وقراراته.