تراجع رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين
نتنياهو، عن قراره إقالة وزير الحرب يوآف
غالانت في منصبه وزيرا للأمن، وذلك في ظل تصاعد حالة التوتر مع غزة والضفة الغربية والقدس ولبنان وسوريا وأيضا الداخل الفلسطيني المحتل.
وذكر موقع "i24" الإسرائيلي، أن رئيس الحكومة نتنياهو، عقد مؤتمرا صحافيا الثلاثاء أعلن خلاله عن بقاء وزير
الأمن يوآف غالانت في منصبة وزيرا للحرب، جاء هذا بعد قراره قبل أسبوعين بإقالته، حيث أثار القرار في حينه احتجاجات واسعة شارك فيها عشرات الآلاف".
وأوضح لـ نتنياهو، أنه قرر "إبقاء الخلافات جانبا، غالانت سيبقى في منصبه وزيرا للحرب"، منوها إلى أنه يعمل مع وزير الأمن "على مدار الساعة".
وأضاف: "نحن نعمل في كل الساحات ونواجه كافة التحديات الأمنية"، متعهدا بـ"إعادة الهدوء والأمن" إلى الدولة العبرية عبر العمل "على كلّ الجبهات"، وذلك بعد تصعيد جديد للتوتّر في المنطقة.
ورأى رئيس الحكومة المتهم بالفساد، أن وزير الأمن القومي المتطرف، ايتمار بن غفير "محق في السعي لإقامة الحرس الوطني، هذه لن تكون مليشيا لأي أحد، وستكون خاضعة للجهاز أمني"، بحسب زعمه.
وبعد تصريح نتنياهو، كتب غالانت في حسابه على "تويتر": "نواصل العمل بكامل القوة من أجل أمن إسرائيل".
وتحدث نتنياهو خلال المؤتمر عن الوضع الأمني، وقال: "إسرائيل تحت الهجوم، أعداؤنا فسروا المطالبات برفض التجنيد كضعف بحصانتنا الوطنية".
وهاجم نتنياهو المعارضة الإسرائيلية والاحتجاجات ضد الإصلاحات القضائية، وأشار إلى أن "الحكومة السابقة (نفتالي بينيت ويائير
لابيد) وقعت على اتفاق مع حزب الله، وقامت خلاله بتسليم أراض وخزانات غاز إلى العدو، بدون الحصول على أي مقابل، لقد تعهدت بأن هذا الاتفاق سيبعد المواجهة مع المنظمة، لكن العكس هو ما حصل".
هجوم على نتنياهو
بدوره، هاجم رئيس "المعسكر الوطني" بيني غانتس، نتنياهو وقال: "إن التباكي لا يشكل قيادة"، في المقابل انتقد رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت، نتنياهو، وغرد: "خطاب معاد- لقيادة مخجلة".
أما رئيس المعارضة يائير لابيد، فأكد أن "رئيس الحكومة يفقد السيطرة أمام الأمة، بدلا من إجراء مؤتمر صحفي واتهام المسؤولين عن الأزمات التي ارتكبتها الحكومة المتطرفة والأكثر فشلا في تاريخ إسرائيل، حان الوقت أن يتوقف هو ووزراؤه عن التباكي وأخذ زمام المسؤولية".
بدوره، هاجم رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، نتنياهو، وقال: "إنه شخص غير مؤهل لأداء منصبه، وليس مسؤولا عن أفعاله؛ هذا الشخص ببساطة ليس معنا".
واجتمع نتنياهو أمس مع لابيد، كي يطلعه على التطورات الأمنية، وبعد الاجتماع هاجم لابيد رئيس الحكومة وقال: "وصلت إلى إحاطة لدى نتنياهو وأنا قلق، لكنني خرجت قلقا أكثر، قلت لنتنياهو إن إسرائيل تحتاج إلى وزير أمن مع وظيفة كاملة".
وأجرى نتنياهو الليلة الماضية مشاورات بخصوص المسجد الأقصى، وهي "الساحة الأمنية التي يمكنها أن تفجر كافة الأوضاع، وتركزت المشاورات الضيقة التي قام بها رئيس الحكومة حول مسألة كيفية تحرك إسرائيل خلال الأيام الأخيرة في شهر رمضان، ومتى يجب السماح باقتحام اليهود للمسجد الأقصى، ومتى يجب منعهم، ومن المرتقب أن يتخذ القرار الليلة".
ولفت موقع "واينت" الإسرائيلي، إلى أن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية هرتسي هاليفي، "يؤيد السماح لليهود باقتحام الأقصى يوم غد الثلاثاء، في اليوم السادس لـ"عيد الفصح"، وأيد موقف هاليفي أيضا رئيس "الشاباك".
يذكر، أن الجماعات الاستيطانية تمتنع عن اقتحام المسجد الأقصى المبارك في العشر الأواخر من شهر رمضان، وهي الأيام التي يزداد فيها عدد المعتكفين وبها ليلة القدر، لكن في هذا العام يتصادف "عيد الفصح" مع تلك الأيام.
وشهدت الأيام القليلة الماضية اشتباكات وتصعيداً في الأراضي الفلسطينية بالإضافة إلى إطلاق صواريخ من لبنان في وقت تزامن فيه شهر رمضان مع عيدي الفصح اليهودي والمسيحي.
وجاء التصعيد بعد اعتداءات عنيفة الأربعاء، في المسجد الأقصى بالقدس بعد أن أقدمت قوات الاحتلال على قمع المعتكفين، وتوعدت في أعقابها فصائل فلسطينيّة بشنّ هجمات انتقاميّة.
والخميس أُطلق نحو 30 صاروخًا من لبنان باتجاه شمال فلسطين المحتلة، في قصف اتّهم الاحتلال مجموعات فلسطينيّة بالوقوف خلفه.